
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا زَمـزَمَ الحـادي بـذكرك أَو حَـدا
غَـدَوتُ عَلـى حكـم الهَـوى فيك أَوحَدا
وَإِن غرّدَت في دوحها الورقُ في الحمى
حَكيـتُ بِسـَجعي فـي القَريـض المغرّدا
وَليلــة صــَدٍّ بــتُّ أُنشــِد بــدرها
نَسـيبي الَّـذي يُروى فَيروي مِن الصَدى
وَناشـــَدتُهُ بـــاللَهِ أَيــن ســميّه
فَأَمسـَيتُ فـي الحـالين لِلبَدرِ منشدا
فَلِلَّــهِ قَلــب ضــلّ مُـذ غـاب بـدرهُ
وَلِلَّــهِ طــرف دمعـه فيـهِ مـا هـدا
وغصــن تَثنّــى وَهــوَ ثــانٍ لِعطفِـهِ
عَلــى أَنَّــهُ لمّــا تثنّــى تفــرّدا
وَدَمــع تــردّى مِــن جُفــوني بعـدهُ
ولكنـــه لمـــا تـــردى تـــرددا
وَبَـدر غَـدا فـي الحُسـنِ سلطان عصره
فَكَــم بـاب جـور مـذ تَـولّى تولّـدا
تجلّــدتُ لمّــا أَن تجلّـى فَلَـم أُطِـق
وَأَيُّ محـــبٍّ مـــذ تَجلّـــى تجلّــدا
فَمـا البَدرُ وَالأَغصان وَاللَيث وَالرَشا
إِذا مـا رَنا أَو صال أَو ماس أَو بَدا
لَئِن كـانَ فـي الأَقمـار أَصـبح كامِلاً
فَــإِنّ عــذولي فيــهِ أَمسـى مـبرّدا
لعمـري لَقَـد آن النـزوعُ عَـن الصبا
فَيـا صـبوتي حَتّـامَ يَسترسـل المَـدى
أَمــا فــي ثَلاثٍ بَعــدَ عشـرينَ حِجَّـةً
غَنــــى لغــــويٍّ آن أَن يترشـــّدا
نعــم ركــدَت ريـحُ الضـلال وَأَقلعَـت
عَــن الغــيّ نَفـسٌ حَقُّهـا أَن تَعبَّـدا
وَأَيقظَنــي مَـدحُ الكَريـم فَلَـم أَنَـم
أُراقِــبُ مِـن طَيـف البَخيلـة موعـدا
وَقلــت لقلــبٍ تــاهَ فـي حـيِّ غيِّـهِ
خَليلـي لَقَـد آن النـزوع إِلى الهدى
تعــوّدتُ مَــدحاً فـي النَـبيّ وإِنّمـا
لكــلّ اِمـرئٍ مِـن دَهـرِهِ مـا تعـوّدا
أَبـو القاسـمِ المُختارُ من نسل هاشِم
وَأَزكـى الـوَرى نَفسـاً وَأَصـلاً ومحتدا
نَــبيٌّ بــراه اللَــه أَشــرَف خلقِـهِ
وَأَسـماه إِذ سـَمّاه فـي الذِكرِ أَحمَدا
فَــأَكرِم بِــهِ عَبــداً صـَفيّاً ممـدّحاً
وأنعــم بِــهِ مــولىً وَفيّـاً محمّـدا
مبيدُ العدى مولي الندى قامِعُ الرَدى
مبينُ الهُدى مروي الصدى واسِعُ الجدا
فَـرَجِّ نَـداه إِنّـه الغيـث فـي النَدى
وَخَـف مِـن سَطاه إِنَّهُ اللَيث في العدا
حَليــمٌ فَقيــسٌ فــي النَــديِّ مجهَّـل
كَريـمٌ ودع ذِكـرَ ابنِ مامَةَ في الندى
فَكَــم حمــدَت مِنـهُ الفَـوارِسُ صـولَةً
وَعـاد فَكـانَ العـود أَحمـى وَأَحمَـدا
وَكَــم مُــذنِبٍ وافــاهُ يَطلـب نجـدة
تنجّيـه فـي الأُخـرى فـأَنجى وَأَنجَـدا
أَيـا خَيـرَ خَلـقِ اللَـه دَعـوَةُ مُـذنب
تَخــوّف مِــن نــار الجَحيـم توقّـدا
لَـــهُ ســـندٌ عــالٍ بِمَــدحك نيّــرٌ
وبابــك أَمسـى مِنـهُ أسـنى وَأَسـنَدا
وَأَنـتَ الَّـذي جنّبتَنـا طـارِق الـردى
وَأَنــتَ الَّـذي عرّفتنـا طُـرُقَ الهُـدى
أَلا لَيــتَ شــعري هَـل أَبيتـنَّ ليلـة
بِمَكَّــةَ أَشـفي ذا الفـؤاد المفنّـدا
وَهَــل أَرِدَن مــاء النَعيــم بِزَمـزم
وَهَــل لِـيَ أَن أَروى وَأَسـعى وَأَسـعَدا
وَإِنّــي لصــادٍ صــادِرٌ عَـن مَـوارِدي
إِلـى أَن أَرى مـن عيـن زَمـزم موردا
فَيــا رَبّ حقّــق لـي رَجـائي فَـإِنَّني
أَخــافُ بــأَن أُقصـى طَـويلاً وأطـردا
وَحاشـاك أَن تقصـي عَـن الباب مخلصاً
لتَوحيــده يَرجــو رِضــاكَ ليَســعدا
وَلَيـــسَ لَـــهُ إِلّا عليـــك معـــوَّلٌ
لتبلغَـــه جــوداً شــَفاعة أَحمَــدا
عليـــه صــَلاة اللَــه ثُــمَّ ســَلامه
كَــذا الآل والأَصـحاب مثنـى وَمفـردا
أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر.من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث.ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره.وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل.تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط )، و(لسان الميزان-ط) تراجم، و(ديوان شعر-ح )، و(تهذيب التهذيب-ط )، و(الإصابة في تمييز الصحابة-ط ) وغيرها الكثير.