
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا كـانَ يَـومَ وَصـَلتِ الصـَبَّ أَفتـاكِ
فَمَـــن بتعــذيبهِ بِالصــَدِّ أَفتــاكِ
يـا ظَبيـةً مـا رَعَـت عَهدي وَقَد نَفرت
ليهنــكِ اليَــومَ أَنَّ القَلـبَ مَرعـاكِ
نَـأَيتِ داراً وَلَـم أَسـمَع غِنـاكِ فَـبي
فــي الحــالَتَينِ صــَباباتٌ بمغنـاكِ
مـا زلتُ في الوَصلِ وَالهجرانِ ذا شَجنٍ
أَرجوكِ في البُعدِ أَو في القُربِ أَخشاكِ
أَخفـى سـِقاماً وَهَـذا الـوَجهُ مُحتَجِـبٌ
فَــالحزنُ وَالحسـنُ أَخفـاني وَأَخفـاكَ
مـا تَـذكرين نَهـارَ الوَصـلِ مِنكِ وَإِذ
لثمــتُ خَـدَّكِ مـا قَـد كـانَ أَو فـاكِ
سـَرَيتِ عَنّـي وَقَلـبي قَـد أَسـَرتِ فَمـا
أَســعاكِ فــي غَيــظِ قَتلاكِ وَأَســراكِ
قــالَت قَصـَدتُ بِتِرحـالي سـِواكَ فَمـا
قَصــَدتَ قلــتُ لَهــا إِيّــاكِ إِيّــاكِ
كَرُمــتِ أَصــلاً وَمـا واصـلتِ ذا شـجنٍ
حاشــاكِ أَن تُنســَبي لِلبُخـلِ حاشـاكِ
مــا لِلجُفــونِ وَللأســقامِ تســكنها
لَعَــلَّ جِســمي بِهَـذا السـقمِ هـاداكِ
أَهـدى لَـك السـُقم جِسمي لاِقترابِكِ من
صــَحابةِ اللــومِ أَعــدائي وَأَعـداكِ
وَعــاذلايَ شــَفاكِ اللَــهُ مــن سـقمٍ
قَــد ولَّيـا عنـكِ مـن جَهـلٍ وَعافـاكِ
دَعـي العِتـابَ وَهـاتي كـأسَ فيكِ فَما
فـي ذا الحَـديثِ رَعـاكِ اللَـهُ أَوهاكِ
مـا أَعـذبَ الـراحَ أَجلوها بفيكِ وَما
أَحلــــى لِقـــاكِ بإصـــباحٍ وَأَحلاكِ
رحلــتِ عَنّــي بِقَلــبٍ كـانَ مَسـكنكُم
هَلّا قرنــتِ بِقَلــبي جســمي الشـاكي
وَخــانَ صــَبريَ مُــذ أَبصـَرتُ ربعَكُـمُ
فَمــا وَفــى لـي إِلّا طَرفـيَ البـاكي
وَبُعــدُ مـا بَيـنَ أَحشـائي وَراحَتِهـا
كبعــدِ مــا بَيـنَ أَجفـاني وَرؤيـاكِ
حَكـى لَنـا البَحـرُ أَخبـاراً لِنـائِلِهِ
وَالفَضـلُ فـي ذاكَ للمحكـيِّ لا الحاكي
ســـــطورُهُ وَمعــــانيهِ مُنَظَّمــــةٌ
كَأَنَّهـــا دُرَرٌ مـــا بَيـــنَ أَســلاكِ
وَمِنــكِ روحــي تَبــدّت يـا بـديهتَهُ
رويَّـــةً بِالحميّـــا مـــن محيّــاكِ
ســَقى وَحيّــاكِ رَبّـي بِالحَيـا كرمـاً
مـا أَوقـحَ الحاسـِدَ المضـنى وَأَحياكِ
أَدرَكـتِ مـا قَـد خَفـى عَنّا وَطبتِ شَذاً
لِلَّــهِ مـاذا عَلـى الحـالينِ أَذكـاكِ
يـا فكرتـي هـوَ يُملـي وَصـفَهُ فَـإِذا
مَــــدَحتِ جـــازي بـــأَموالٍ وَأَملاكِ
إِن أُوقـدت فيـكِ نـارٌ للـذكاء يكـن
بِمَــدحِهِ فــي جنـانِ الخُلـدِ مـأواكِ
يرويــك جـوداً وَتَـروي أَنـتِ مـدحته
ففضـــلُهُ فـــي كلا الحــالَينِ روّاكِ
يــا مَـن يُشـَبّهُهُ بِـالغَيثِ مِـن كَـرَمٍ
مَـن ذا الَّـذي شـَبَّهَ البسّامَ بِالباكي
أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر.من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث.ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره.وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل.تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط )، و(لسان الميزان-ط) تراجم، و(ديوان شعر-ح )، و(تهذيب التهذيب-ط )، و(الإصابة في تمييز الصحابة-ط ) وغيرها الكثير.