
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَوهِ بَــديلٌ مِـن قَولَـتي واهـاً
لِمَــن نَـأَت وَالبَـديلُ ذِكراهـا
أَوهِ لِمَـــن لا أَرى مَحاســـِنَها
وَأَصـــلُ واهــاً وَأَوهِ مَرآهــا
شــامِيَّةٌ طالَمــا خَلَــوتُ بِهـا
تُبصــِرُ فــي نــاظِري مُحَيّاهـا
فَقَبَّلَـــت نـــاظِري تُغــالِطُني
وَإِنَّمـــا قَبَّلَــت بِــهِ فاهــا
فَلَيتَهـــا لا تَـــزالُ آوِيَـــةً
وَلَيتَـــهُ لا يَـــزالُ مَأواهــا
كُـــلُّ جَريــحٍ تُرجــى ســَلامَتُهُ
إِلّا فُـــؤاداً دَهَتــهُ عَيناهــا
تَبُــلُّ خَــدَّيَّ كُلَّمــا اِبتَســَمَت
مِــن مَطَــرٍ بَرقُــهُ ثَناياهــا
مـا نَفَضـَت فـي يَـدي غَـدائِرُها
جَعَلَتــهُ فـي المُـدامِ أَفواهـا
فــي بَلَـدٍ تُضـرَبُ الحِجـالُ بِـهِ
عَلــى حِســانٍ وَلَســنَ أَشـباها
لَقِينَنـــا وَالحُمــولُ ســاتِرَةٌ
وَهُـــنَّ دُرٌّ فَـــذُبنَ أَمواهـــا
كُـــلُّ مَهــاةٍ كَــأَنَّ مُقلَتَهــا
تَقــــولُ إِيّـــاكُمُ وَإِيّاهـــا
فيهِـنَّ مَـن تَقطُـرُ السـُيوفُ دَماً
إِذا لِســـانُ المُحِــبِّ ســَمّاها
أُحِــبُّ حِمصــاً إِلــى خُناصــِرَةٍ
وَكُـــلُّ نَفــسٍ تُحِــبُّ مَحياهــا
حَيـثُ اِلتَقـى خَـدُّها وَتُفّـاحَ لُب
نــانَ وَثَغــري عَلــى حُمَيّاهـا
وَصــِفتُ فيهــا مَصــيفَ بادِيَـةٍ
شــَتَوتُ بِالصَحصــَحانِ مَشــتاها
إِن أَعشــَبَت رَوضــَةٌ رَعَيناهــا
أَو ذُكِـــرَت حِلَّـــةٌ غَزَوناهــا
أَو عَرَضـــَت عانَـــةٌ مُقَزَّعَـــةٌ
صـِدنا بِأُشـرى الجِيـادِ أولاهـا
أَو عَبَــرَت هَجمَــةٌ بِنـا تُرِكَـت
تَكــوسُ بَيـنَ الشـُروبِ عَقراهـا
وَالخَيـــلُ مَطــرودَةٌ وَطــارِدَةٌ
تَجُــرُّ طـولى القَنـا وَقُصـراها
يُعجِبُهــا قَتلُهـا الكُمـاةُ وَلا
يُنظِرُهــا الـدَهرُ بَعـدَ قَتلاهـا
وَقَــد رَأَيــتُ المُلـوكَ قاطِبَـةً
وَســِرتُ حَتّــى رَأَيــتُ مَولاهــا
وَمَـــن مَنايـــاهُمُ بِراحَتِـــهِ
يَأمُرُهـــا فيهِـــمِ وَيَنهاهــا
أَبــا شــُجاعٍ بِفـارِسٍ عَضـُدَ ال
دَولَـــةِ فَنّاخُســرو شَهَنشــاها
أَســامِياً لَــم تَــزِدهُ مَعرِفَـةً
وَإِنَّمــــا لَـــذَّةً ذَكَرناهـــا
تَقــودُ مُستَحســَنَ الكَلامِ لَنــا
كَمــا تَقـودُ السـَحابَ عُظماهـا
هُــوَ النَفيــسُ الَّـذي مَـواهِبُهُ
أَنفَـــسُ أَمـــوالِهِ وَأَســناها
لَــو فَطِنَــت خَيلُــهُ لِنــائِلِهِ
لَـم يُرضـِها أَن تَـراهُ يَرضـاها
لا تَجِــدُ الخَمــرَ فـي مَكـارِمِهِ
إِذا اِنتَشـــى خَلَّــةً تَلافاهــا
تُصـــاحِبُ الـــراحُ أَريَحِيَّتَــهُ
فَتَســقُطُ الــراحُ دونَ أَدناهـا
تَســــُرُّ طَربـــاتُهُ كَرائِنَـــهُ
ثُــمَّ تُزيــلُ السـُرورَ عُقباهـا
بِكُــــلِّ مَوهوبَـــةٍ مُوَلوَلَـــةٍ
قاطِعَـــةٍ زيرَهـــا وَمَثناهــا
تَعـومُ عَـومَ القَـذاةِ فـي زَبَـدٍ
مِـن جـودِ كَـفِّ الأَميـرِ يَغشـاها
تُشــــرِقُ تيجـــانُهُ بِغُرَّتِـــهِ
إِشـــراقَ أَلفــاظِهِ بِمَعناهــا
دانَ لَـــهُ شــَرقُها وَمَغرِبُهــا
وَنَفســـُهُ تَســـتَقِلُّ دُنياهـــا
تَجَمَّعَـــت فــي فُــؤادِهِ هِمَــمٌ
مِلــءُ فُـؤادِ الزَمـانِ إِحـداها
فَــإِن أَتــى حَظُّهــا بِأَزمِنَــةٍ
أَوسـَعَ مِـن ذا الزَمـانِ أَبداها
وَصـــارَتِ الفَيلَقــانِ واحِــدَةٌ
تَعثُـــرُ أَحياؤُهــا بِمَوتاهــا
وَدارَتِ النَيِّـــراتُ فــي فَلَــكٍ
تَســـجُدُ أَقمارُهـــا لِأَبهاهــا
الفـارِسُ المُتَّقـى السِلاحُ بِهِ ال
مُثنــي عَلَيـهِ الـوَغى وَخَيلاهـا
لَـو أَنكَـرَت مِـن حَيائِهـا يَـدُهُ
فـي الحَـربِ آثارُهـا عَرَفناهـا
وَكَيــفَ تَخفـى الَّـتي زِيادَتُهـا
وَنــاقِعُ المَـوتِ بَعـضُ سـيماها
الواسِعُ العُذرِ أَن يَتيهَ عَلى ال
دُنيــا وَأَبنائِهــا وَماتاهــا
لَــو كَفَــرَ العـالَمونَ نِعمَتُـهُ
لَمــا عَــدَت نَفســُهُ سـَجاياها
كَالشـَمسِ لا تَبتَغـي بِمـا صـَنَعَت
مَنفَعَـــةً عِنـــدَهُم وَلا جاهــا
وَلِّ الســـَلاطينَ مَـــن تَوَلّاهــا
وَاِلجَــأ إِلَيــهِ تَكُـن حُـدَيّاها
وَلا تَغُرَّنَّـــكَ الإِمـــارَةُ فـــي
غَيــرِ أَميــرٍ وَإِن بِهـا بـاهى
فَإِنَّمـــا المَلــكُ رَبُّ مَملَكَــةٍ
قَــد فَغَـمَ الخـافِقَينَ سـَرَيّاها
مُبتَســـِمٌ وَالوُجـــوهُ عابِســَةٌ
ســِلمُ العِـدى عِنـدَهُ كَهَيجاهـا
النـــاسُ كَالعابِــدينَ آلِهَــةً
وَعَبـــدُهُ كَالمُوَحِّـــدُ اللَـــهَ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.