
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَــرامٌ ســَقى قَلـبي مُـدامَتَهُ صـِرفا
وَلمّــا يُقـم لِلعَـذلِ عَـدلاً وَلا صـَرفا
قَضـى فيهِ قاضي الحُبِّ بِالهَجرِ مُذ غَدا
مَريضــاً بِــداءٍ لا يُطَــبُّ وَلا يُشــفى
نَهــارِيَّ نَهــرٌ بَيـنَ جَفنَـيَّ وَالكَـرى
وَلَيلِــيَّ بَحــرٌ مُرســَلٌ دونَـهُ سـَجفا
جَريـحُ سـِهامِ الحُـبِّ عـاثَ بِـهِ الهَوى
فَأَبـدى الَّذي أَبدى وَأَخفى الَّذي أَخفى
تَـــوَطَّنَتِ الأَشــواقُ ســَوداءَ قَلبِــهِ
فَتَرفَعُـــهُ ظَرفــاً وَتَحفِضــُهُ ظَرفــا
يُحـــاوِلُ ســُلواني الأَحِبَّــةَ عُــذَّلي
وَهَـل يَجِـدُ السـُلوانَ مَن يَفقِدُ الإِلفا
سـَهِرنا فَنـاموا ثُـمَّ عـابوا جُفونَنا
لَقَـد صـَدَقونا المُرهُ لا تُشبِهُ الوُطفا
فَحَسـبُ المُحِـبِّ الصـادِقِ الـوِدِّ قَلبُـهُ
جَفــاءً بِشــَكواهُ مَـرارَةَ مـا يُجفـى
وَمــا ضــَرَّ أَوصــالَ المُحِـبِّ مُقَوَّتـاً
رَجـاءَ وِصـالِ الحِـبِّ اِسـناتُها عَجفـا
لَئِن فاتَنــا عَيــنُ الحَـبيبِ فَإِنَّمـا
بِآثـارِهِ الحُسـنى اِكتِفاءُ مَنِ اِستَكفى
فَـإِن لَـم تَرَ النَّعلَ الشَريفَةَ فَاِنخَفِض
لِتِمثالِهـا وَاِعكُـف عَلـى لَثمِها عَكفا
وَقِــف رائِمـاً إِشـمامَ رَيّـا عَبيرِهـا
حُشاشــَةَ نَفــسٍ وَدَّعَـت جِسـمَها وَقفـا
وَلا تَــرضَ فــي تَقبيــلِ إِلـفٍ تُحِبُّـهُ
إِذا أَمكَـنَ التَقبيـلُ أَلفـاً وَلا ضِعفا
بَــدَت رَوضـَةً مِسـكِيَّةَ النَّشـرِ أَوشـَكَت
لِطيـبِ شـَذاها العَينُ أَن تَحسُدَ الأَنفا
أَيُمكِــنُ رَأسٌ ضــَمُّهُ الفَــمَ دونَهــا
أَيَملِــكُ جَفـنٌ غَضـَّهُ دونَهـا الطَرفـا
تَــرُدُّ الــرَدى المَحشــِيَّ وَشـكُ بَلائِهِ
وَلَــولا قَضــاءٌ ســابِقٌ رَدَّتِ الحَتفـا
وَتَجلِــبُ فــي ســوقِ التَكَسـُّبِ طُرفَـةً
وَتَجنُـبُ فـي مِضـمارِ نَيلِ العُلى طِرفا
وَرُمحــاً رُدَينِيّــاً وَســَهماً مُفَوَّقــا
وَســَيفاً ســُريجِيّاً وَســابِغَةً زَغفــا
فَشـــَمِّر وَأَظهِــر كُــلَّ ســِرٍّ تَضــُمُّهُ
وَإِيّـاكَ وَالإِضـمارَ في الشَرحِ وَالحَذفا
وَحَكِّــم لَهـا مَـن هُـنَّ بِالفَضـلِ حُكَّـمٌ
ثَلاثَتَهُــنَّ الشـَرعَ وَالعَقـلَ وَالعُرفـا
مَضـى سـَلَف فـي خِدمَـةِ النَعـلِ صـالِحٌ
فَكُـن خَلَفـاً فيمـا تَعـاطَوهُ لا خَلفـا
رَأَوا تِلـكَ فـي الدُنيا الدَنِيَّةِ قُربَةً
إِلـى اللَـهِ فـي الأُخـرى مُقَرَّبَةً زُلفى
أَرى الشــُّعَراءَ الهــائِمينَ تَشـَبَّبوا
بِـذِكرِ المُحـاكي مَـن يُحِبّـونَهُ وَصـفا
يُذيعونَ ذِكرَ البانِ وَالحِقفَ ذي النَّقى
وَيُطـرونَ ذاتَ الخِشفِ بِالقَولِ وَالخِشفا
فَهـا أَنـا فـي تِمثـالِ نَعلِـكَ سـَيِّدي
مَضَيتُ عَلى التَّحقيقِ في الوَصفِ كَالإِشفا
وَإِنّـــي وَتوصــافي بَــديعَ حُلاهُمــا
كَمَـن هَـمَّ بِـالبَحرَينِ يُفنيهِمـا غَرفا
مُـوازي تُـرابِ النَعـلِ بِـالتَبرِ سائِمٌ
جِبـالَ شـَرَورى الشـُمَّ أَن تَـزِنَ الزِّفا
أَيـا مَـن سـَقَت أَلفـاً ظِمـاءً بَنـانُهُ
كَمـا وَهَبَـت أَلفـاً كَمـا هَزَمَـت أَلفا
يَـدٌ سـُمِّيَت فـي فـادِحِ الفَقـرِ راحَـة
كَمـا سـُمِّيَت فـي كَفِّهـا لِلعِـدى كَفّـا
وَمَـن قـامَ فـي الإِسراءِ وَالحَشرِ خَلفَهُ
نَــبيّو إِلَــهِ الحَــقِّ كُلُّهُــمُ صــَفّا
نَبِــيٌّ وَقانــا صــَرفَ الـدَهرِ يُمنُـهُ
فَهــا نَحــنُ لا أَزلا نَخـافُ وَلا عُنفـا
لَــهُ مِكنَــةٌ فــي عِلـمِ كُـلِّ خَـبيئَةٍ
يَقينـاً وَلَـم يَحطُـط عَلـى مُهرَقٍ حَرفا
تَنـاهى إِلَيـهِ عِلـمُ مـا كـانَ أَودَعَت
بَنــاتُ لَبيــدٍ بِئرَ ذَروانَ وَالجَفــا
وَمـا فـي ذِراعِ الشـاةِ مِمّـا تَعَمَّـدَت
يَهــودُ وَلَكِـن مـا أَعَـفَّ وَمـا أَعفـا
وَمــا مَلكــوتُ العَـرشِ عَنـهُ مُغَيَّبـاً
يُعــايِنُهُ وَالعَيــنُ نائِمَــةٌ كَشــفا
يَجـوزُ عَلَيـهِ النَـومُ شـَرعاً وَما سَها
لَـهُ قَلبُـهُ اليَقظـانُ قَـطُّ وَمـا أَغفى
وَمـا أَرضـَة البَيـتِ الحَـرامِ تَعَقَّبَـت
كِتـابَ قُرَيـشٍ إِذ نَفَـت كُـلَّ مـا يُنفى
لِمَولِـــدِكَ المَيمـــونِ آيٌ شـــَهيرَةٌ
شـَفَت غُلَّـةَ الراوينَ مِن قَولِها الشَّفّا
وَفيمــا رَأَت عَينـا حَليمَـةَ مُـذ رَأَت
تَبَنّيـكَ هُـوَ الأَحظـى شِفاءَ مَنِ اِستَشفى
وَلَـو لَـم يُجِبـكَ البَـدرُ لَمّـا دَعَوتَهُ
لِمـا شـِئتَ لَـم يَنفَكَّ نِصفَينِ أَو نِصفا
وَلَــم تَــكُ أُمُّ المُـؤمِنينَ وَإِن سـَخَت
لِتُفنِـيَ لَـولا كَيلُهـا مـا عَلا الرَفّـا
إِلــى مُعجِـزاتٍ أَنجُـمُ الجَـوِّ دونَهـا
نُمُــوّاً وَحُســناً وَاِرتِفاعـاً وَمُصـطَفّى
فَلا الـدَهرُ يُحصـيهِنَّ عَـدّاً وَلَـو غَـدَت
مِــداداً لَيــاليهِ وَأَيّــامُهُ صــُحفا
بِـكَ اللَـهُ نـادى عالَمَ العَقلِ بالِياً
فَـــأَغواهُمُ عَــدلاً وَوَفَّقَهُــم لُطفــا
تَأَثَّــلَ مِنـكَ النَجـمُ كَيفِيَّـةَ الهُـدى
وَشَمسُ الضُحى الإِشراقَ وَالعَنبَرُ العَرفا
وَرُشـدُكَ مـا أَبـداهُ فَاِنكَشـَفَ العَمـى
وَوَجهُـكَ مـا أَبهـى وَقَلبُـكَ مـا أَصفى
وَنَــوَّرتَ أَضــغانَ العَــدُوِّ مُوالِيــاً
عَلَيهِـم هُـدى الأَيـاتِ يُشرِقنَ وَالزَحفا
وَلـي فيـكَ عَيـنٌ مـا إِنِ العَيـنُ ثَرَّةً
حَكَتهـا وَلا هـامي الحَيا مِثلُها وَكفا
وَخَـدٌّ كَمـا تَحـتَ المُحيـطِ مِـنَ الثَرى
فَــــآلَيتُهُ لا جَـــفَّ إِلّا إِذا جَفّـــا
وَفِكــرَةُ حَيــرانِ الحِجـا قَـذَفَت بِـهِ
نَـوىً شـُطُرٌ مِـن حَيـثُ لَم يَحتَسِب قَذفا
وَقَلــبٌ تَــوَلّى الحُـبُّ تَصـويرَ شـَكلِهِ
صــَنَوبَرَةٌ ثُــمَّ اِســتَبَدَّ بِــهِ حِلفـا
فَكـــانَ ســـَواءً عَـــذبُهُ وَعَــذابُهُ
عَلَيـهِ فَمـا اِسـتَعفاهُ قَـطُّ وَلا أَعفـا
وَشـِعرٌ بَـديعٌ لَـو حَـوى الفَتـحَ شينُهُ
تَمَنَّـت عَـذارى الحَـيِّ وارِدَهُ الوَحفـا
فَــإِن لَـم يَكُـن حَـقُّ النَبِـيِّ فَزُخـرُفٌ
إِذا زُلزِلَــت لِلحَشـرِ أَلفَيتَـهُ كَهفـا
قَفَـوتُ بِهـا الشامِيَّ في الفاءِ موقِناً
بِـــأَنّي وانٍ دونَ إِدراكِـــهِ ضــُعفا
أَنـا التـابِعُ النَعّـاتُ فيـكَ مُؤَكِّـداً
بَيــانَهُمُ أَرجـو بِـهِ عِنـدَكَ العَطفـا
تَخِــذتُكَ كَهفـاً دونَ مـا أَنـا خـائِفٌ
فَلَـم أَخـشَ فـي أَعقـابِ حادِثَـةٍ لَهفا
فَرِشــني وَمَــن راشـَت يَـداكَ جَنـاحَهُ
يَكُـن آمِنـاً ما عاشَ في دَهرِهِ النَتفا
وَأَطلِــق ســَراحي مِـن ذُنـوبٍ عَظيمَـةٍ
تَعــاظَمَني إيثاقُهــا لَيتَنـي أُكفـى
عَلَيــكَ صــَلاةُ اللَــهِ جَمعـاء كُلُّهـا
وَتَسـليمُهُ مـا طـاشَ عَقـلٌ وَمـا أَلفى
وَآلِـــكَ وَالصـــَحبِ الَّــذينَ عُلاهُــمُ
أَقَلَّنهُـــمُ أَرضــاً أَظَلَّتهُــمُ ســَقفا
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الطالب العلوي.شاعر شنقيطي، ولد في شنقيط، وينتمي إلى أسرة عريقة في العلم، فأبوه كان عالماً متفنناً، خاصة في الفقه وعلوم اللغة.وقد خلف أباه على محظرته عندما غادر شنقيط.وقد درس على يدي العالم محمد بن بلعمش الذي كان محط طلاب العلم في عصره.وله تلاميذ كثر منهم الحاج إبراهيم والد العلامة المجدد سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم والفقيه سيد أحمد بن سيد محمد بن موسى العراقي وغيرهم.