
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَثـارَ الهَـوى سـَجعُ الحَمـامِ المُغَرِّدِ
وَأَرَّقَنــي الطَيــفُ الَّـذي لَـم أُطَـرِّدِ
وَمَســرى نَســيمٍ مِـن أُكَينـافِ حـائِلٍ
وَبَــرقٍ ســَقى هــاميهِ بُرقَـةَ ثَهمَـدِ
وَذِكـرُ الَّـتي فـي القَلـبِ خَيَّـمَ حُبُّها
وَأَلبَســـَني قَهـــراً غُلالَــةَ مُكمِــدِ
فَبِـــتُّ أُقاســـي لَيلَـــةً نابِغِيَّــةً
تُعَرِّفُنـــي هَــمَّ الســَليمِ المُســَهَّدِ
طَويلَــةَ أَذيــالِ الـدُجى دَبَّ نَجمُهـا
إِلـى الغَـربِ مَشـيَ الحـائِرِ المُتَرَدِّدِ
وَيُزعِــجُ وُرّادَ الكَــرى دونَ مُقلَــتي
بُعــوثُ غَــرامٍ مِــن لَـدُن أُمِّ مَعبَـدِ
بِنَفســِيَ عُرقوبِيَّـة الوَعـدِ مـا نَـوَت
وَإِن حَلَفَــت قَــطُّ الوَفــاءِ بِمَوعِــدِ
تَــرُدُّ إِلـى ديـنِ الصـَبابَةِ وَالصـِبا
فُــؤادَ الحَليــمِ الراهِـبِ المُتَعَبِّـدِ
وَتَقصــُدُ فــي قَتــلِ الأَحِبَّــةِ قُربَـةً
بِشــِرعَةِ دَيّــانِ الهَــوى المُتَأَكِّــدِ
فَتــاةٌ حَكاهـا فَرقَـدُ الجَـوِّ مَنظَـراً
كَمــا ناســَبَتها نَظــرَةً أُمُّ فَرقَــدِ
مُهَفهَــةُ الكَشـحَينِ لَـم يَـدرِ طَرفُهـا
مِـنَ الكُحـلِ الخَلقِـي مـا كُحـلُ إِثمِدِ
إِذا مــا تَثَنَّــت وَاِســبَكَرَّ قَوامُهـا
عَلِمــتَ بِــأَنَّ البــانَ لَــم يَتَـأَوَّدِ
وَخـاطَبَ قاضـي شـِرعَةِ الشـَكلِ رِدفَهـا
إِذا مـا أَقـامَ العِطـفَ مِنهـا بِأُقعُدِ
غَضــوبٌ أَرَتهــا نَخـوَةٌ فـي عِظامِهـا
أَنِ الوَصــمُ وَصـلُ العاشـِقِ المُتَـوَدِّدِ
عَلـى نَحوِهـا تَـأبى الخَليـل تَأَنُّقـاً
وَشــُحّاً بِرَشــفٍ مِـن لَماهـا المُبَـرِّدِ
إِذا مــا تَرَضــّاها تَسـامَت بِأَنفِهـا
صـــُدوداً وَســامَتني تَجَــرُّعَ جُلمُــدِ
وَأَحـرَقَ صـَدري مـا زَهـا فَـوقَ نَحرِها
وَأَشــرَقَ مِـن جَمـرِ الغَضـى المُتَوَقِّـدِ
ســَبَتني فَقَبَّلــتُ الثَــرى مُتَخَلِّصــاً
أَمـامَ اِمتِـداحِ اِبـنِ الشـَريفِ مُحَمَّـدِ
هـوَ الـوارِثُ الفَضـلَ النَبيئِيِّ خالِصاً
مِـنَ العِلـمِ وَالعُليـا وَمِن طيبِ مَحتِدِ
ثِمــالُ اليَتــامى وَالأَيــامى مُوَكَّـلٌ
بِتَفريــجِ غَمّــاءِ الشــَجي المُتَنَكِّـدِ
غَيــورٌ إِذا مــا الحَـقُّ غُيِّـرَ مولَـعٌ
بِقَطــعِ لِســانِ البــاطِلِيِّ اليَلنـدَدِ
أَديــبٌ أَريــبٌ لَيِّــنُ الجَنــبِ هَيِّـنٌ
وَلَكِــن مَــتى عــادى فَــأَيُّ مُشــَدِّدِ
إِذا كَشـَفَت عَـن ساقِها الحَربُ وَالتَظَت
وَســاوَت صــَدوقَ المُلتَقـى بِالمُفَنَّـدِ
سـَقى الرُمـحَ مِـن نَحـرِ العَدُوِّ فَدَيتُهُ
وَقـــامَ بِحَــقِّ المَشــرَفِيِّ المُهَنَّــدِ
أَغَـرُّ المُحَيّـا ظاهِرُ البِشرِ طاهِرُ الس
سـجايا كَريـمُ اليَـومَ وَالأَمـسِ وَالغَدِ
جَزيـلُ النَّـدى مـا أَفَّ فـي وَجهِ حاجَةٍ
وَلا كَـــفَّ حاشـــى جـــودِهِ مُجتَـــدِ
كِلا الدّينِ وَالدُّنيا بِهِ اِزدانَ وَاِزدَهى
وَآمَـــنَ شـــَرَّ المُبطِــلِ المُتَمَــرِّدِ
فَريــدُ العُلــى يَقـوى لِرِقَّـةِ طَبعِـهِ
عَـنِ الجَمعِ بَينَ الماءِ وَالنارِ في يَدِ
حَميـدُ المَعـالي سـارَ في رُتَبِ العُلى
مِـنَ المَجـدِ سـَيرَ الفـائِقِ المُتَفَـرِّدِ
تُســـاعِدُهُ فــي ذاكَ نَفــسٌ نَفيســَةٌ
تَعُــدُّ الثُرَيّــا لِلفَـتى غَيـرَ مَصـعَدِ
دَأَبَـت عَلـى السـَيرِ المُبَـرّحِ وَالسُرى
أَجـوبُ الفَيـافي فَدفَـداً بَعـدَ فَدفَـدِ
مَهـــامِه لِلســارينَ فيهــا تَوَقُّــعٌ
لِأَهـــوالِ أَغـــوالٍ طَــواغيتَ مُــرَّدِ
يَطيــرُ لِمــا يُبــدينَهُ مِــن تَلَـوُّنٍ
شــَعاعاً فُــؤادُ الضــابِطِ المُتَجَلِّـدِ
إِلــــى حَضـــرَةٍ ســـُنِّيَّةٍ حَســـَنِيَّةٍ
مُنيـــرَةِ آلاءِ الهُـــدى المُتَصـــَعِّدِ
حَــوَت شـَرَفَ العِلـمِ الرَفيـعِ عِمـادُهُ
إِلـى شـَرَفِ البَيـتِ الكَريـمِ المُصـَمَّدِ
فَمــا تَــمَّ إِلّا ثَـمَّ فَضـلٌ وَلا اِسـتَوَى
ســِوى مـا تَحَلَّـت مِـن كَمـالٍ وَسـُؤددِ
وَبَحــرِ نَـدىً مـا لِلفُـراتِ اِنسـِجامُهُ
وَلا دَجلَـــةٌ تَحكيــهِ فُســحَةَ مَــورِدِ
فَأَعتـادُ مِنـهُ مـا تَعَـوَّدتُ مِـن يَـدَي
أَبيــهِ أَميــرِ المُــؤمِنينَ المُؤَيَّـدِ
هُمـا والِـدٌ مـا تُـؤِّجَ المُلـكَ مِثلُـهُ
وَمَولــودُ صــِدقٍ بِالمَكــارِمِ مُرتَــدِ
عَظميــانِ مَعنِيّــانِ بِالــدينِ وَحـدَهُ
فَأَعطَتهُمــا الــدُّنيا ســُلالَةَ مِقـوَدِ
فَلا بَرِحـــا بَــدرَينِ عَــمَّ ســَناهُما
وَبَحرَيــنِ لا يَعــدوهُما قَصــدُ مُجتَـدِ
أُمَكِّنُــهُ مِــن بكــرِ شــِعرٍ خَريــدَةٍ
نَتيجَــةِ فِكــرٍ سَلســَلِ الطَبـعِ جَيِّـدِ
عَـــروبٍ عَـــروسِ الــزِيِّ أَندَلُســِيَّةٍ
مِــنَ الأَدَبِ الغَـضِّ الَّـذي رَوضـهُ نَـدي
مِــنَ اللّاءِ يَستَصــيبَنَّ مينَحـنَ عَنـوَةً
وَيَعهَــدنَ فـي الحَـرّاقِ أَطيَـبَ مَعهَـدِ
وَيَسـلُبنَ مَعقـولَ اِبـنِ زَيـدونَ غِبطَـةً
بِأُسـلوبِ مـا يَسـقينَ مِـن خَمـرِ صَرخَدِ
مُهَذَّبَـــةٌ يَســتَملِحُ الــذِهنُ ســِرِّها
وَيَســتَعذِبُ اِستِرســالَها ذَوقُ مُنشــِدِ
تَرَقَّــت لِمــا فـاقَت وراقَـت تَبَرُّحـاً
عَلـى مُعتَلـي بُـرجِ البَـديعِ المُشـَيَّدِ
وَجانَسـتُها لَفظـاً وَمَعنـى كَما اِكتَسَت
نَقــى الســيراءِ البَضــَّةُ المُتَجَـرِّدِ
وَقَيَّــدتُ فيهــا غَزلَــةً لا يَنالُهــا
ســَوابِقُ فِكــرِ الســابِقِ المُتَصــَيِّدِ
وَأَودَعتُهــا مِمّــا اِبتَــدَعت خُلاصــَةً
يُبادِرُهـــا بِالمَــدحِ أَلســُنُ حُســَّدِ
تَمَنّـى العَـذارى لَـو تَقَلَّـدن سـِمطَها
مَكــانَ عُقــودِ الزِبَــرجِ المُزبَرجَـدِ
وَزَخرَفتُهـا فـي مَعـرِضِ المـدحِ رَوضـَةً
لِتُســقى بِوَبــلٍ مِــن نَـداهُ مُسـَرمَدِ
رَوى أُنُفــاً زانَ النَّــدى صــَفَحاتِها
وَقَلَّـــــدَها أَســــلاكَ دُرٍّ مُنَضــــَّدِ
أَرَت مِــن رَيـاحينِ الثَنـاءِ أَنيقَهـا
وَمِــن زَهــرِ الأَدابِ مــا لَـم يُخضـَّدِ
هَدِيَّــةٌ مِــن كِســرى وَقَيصــَرَ عِنـدَهُ
مِـنَ النَـزرِ في ذاكَ المَقامِ المُحَمَّدي
تَخــادَع وَإِن كُنـتَ اللَـبيبَ لِبَهرَجِـي
وَلا تَنتَقِــد يـا سـَيِّدي وَابـنَ سـَيِّدي
يَمينــاً بِمــا أَولاكَ مَـولاكَ مِـن عُلاً
وَعِـــز حُلاً فــاتَت بَنــانَ المُعَــدِّدِ
لَطــابَعتَ وَســمَ الفــاطِمي وَســمتَهُ
فَـــأَهلاً وَســَهلاً بِالإِمــامِ المُجَــدِّدِ
تَهَنَّــأَ عَلــى رَغــمِ الحَسـودِ وَذُلِّـهِ
لِـذاكَ الكَمـالِ الصـِرفِ وَاِسعَد وَأَسعِدِ
وَأَبجِــح وَأَهلِـك وَاِملِـكِ الأَرضَ كُلَّهـا
فَــأَنتَ وَلِـيُّ العَهـدِ وَاِغـوِر وَأَنجِـدِ
وَشـــَرِّق وَغَـــرِّب فَــالبِلادُ مَشــوقَةٌ
بِمـا سـَوفَ تُجـبي وَاِشكُرِ اللَهِ وَاِحمَدِ
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الطالب العلوي.شاعر شنقيطي، ولد في شنقيط، وينتمي إلى أسرة عريقة في العلم، فأبوه كان عالماً متفنناً، خاصة في الفقه وعلوم اللغة.وقد خلف أباه على محظرته عندما غادر شنقيط.وقد درس على يدي العالم محمد بن بلعمش الذي كان محط طلاب العلم في عصره.وله تلاميذ كثر منهم الحاج إبراهيم والد العلامة المجدد سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم والفقيه سيد أحمد بن سيد محمد بن موسى العراقي وغيرهم.