
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هُـــوَ الأَجَـــلُ المَوقـــوتُ لا يَتَخَلَّـــفُ
وَلَيـــسَ يُـــرَدُّ الفـــائِتُ المُتَأَســـِّفُ
رَضـــينا قَضـــاءَ اللَــهِ جَــلَّ جَلالُــهُ
وَإِن ضـــَلَّ فيـــهِ الجاهِــلُ المُتَعَســِّفُ
هُــوَ الحَــقُّ يَجزينــا ثَــوابَ صــَنيعِهِ
وَنُنفِـــقُ مِــن خَيراتِــهِ وَهــوَ يُخلِــفُ
يُعــافي وَيَعفــو عَـن كَـثيرٍ وَلَـم يَـزَل
حَليمــاً وَمــا زِلنــا نُســيءُ وَنُســرِفُ
فَكَيـــفَ يُـــؤَدّي حَمـــدَهُ حَــقّ حَمــدِهِ
كَمــا يَنبَغــي مَجــداً لِســانٌ وَأَحــرُفُ
إِلَهــي عَجزنــا دونَ مــا أَنــتَ أَهلُـهُ
وَخِفنــا وَنَرجــو مــا لَــدَيكَ وَنَرجُــفُ
أَشــارَت يَــدُ الـدُنيا بِتَوديـعِ أَهلِهـا
وَكِــدنا نَــرى الأَشــراطَ وَاللَـهُ يَلطُـفُ
رَجَونـــاكَ مِفضـــالاً وَخِفنــاكَ عــادِلاً
فَهَــب مــا نُرجــي وَاكــفُ مـا نَتَخَـوَّفُ
هِــيَ الجســر لِلأُخـرى فَسـِر ضـَيفَ لَيلَـةٍ
عَلَيهــا فَكُــل مــا تُستَضــافُ وَتُعلَــفُ
تُكَلِّفُنــــا أَشــــياءَ لا نَســــتَطيعُها
وَنَعلَـــقُ فيهـــا بِالمُحـــالِ وَنَكلَــفُ
فَأَمّــــا هَوانـــا طولُهـــا فَلِأَنفُـــسٍ
شــَديدٍ عَلَيهــا تَــركُ مـا كـانَ تَـألَفُ
تَصــَرَّفَتِ الهَوجــاء فينــا عَلــى عَمـىً
فَلا غَــــرَضٌ تَبغيـــهِ فيمـــا تُصـــَرِّفُ
وَمـــا ذاكَ إِلّا أَنَّهـــا جَـــدُّ كَلبَـــةٍ
وَمــا طُبِعَــت إِلّا عَلــى الكَلــبِ تَصـرِفُ
يَبَـــشّ مُحيّاهـــا إِلـــى كُــلِّ نــاقِصٍ
وَتَعبَــس فــي وَجــهِ الكَريــمِ وَتَصــدُفُ
وَلَيــسَ يَفــي فيهــا يُفيــدُ ســُرورُها
بِأَحزانِهـــا فيمـــا تُبيـــدُ وَتُتلِــفُ
فَلا تَرضـــَها جَمعـــاءَ كَتعــاءَ جُملَــةً
تَحِلَّـــةَ مـــا تــولي عَلَيــهِ وَتَحلِــفُ
وَلا دارُ ســـُكنى وَهـــيَ قَصـــرٌ مُشــَيَّدٌ
فَكَيـــفَ وَهَــذا قاعُهــا وَهــوَ صَفصــَفُ
وَمـا الزُّهـدُ فـي إلغائِهـا وَهـيَ عَلقَـمٌ
زُعـــاقٌ وَلَكِــن وَهِــيَ صــَهباءُ قَرقَــفُ
مَضــَت غَيــرَ مــا سـُوف عَلـى زَرَجونِهـا
وَلَكِــن عَلــى مِثــلِ اِبـنِ يوسـُفَ يوسـَفُ
فَتانــا وَمُفتينــا المُصــيبُ وَشــَيخُنا
وَنِبراســـُنا فيمـــا يَهُـــمُّ وَيَســـدِفُ
يُعـــايِنُ أَعقـــابَ الأُمـــورِ فَراســـَةً
إِياســــِيَّةً تُلقـــى إِلَيـــهِ وَتَهتِـــفُ
وَتَســمَعُ عَنــهُ بِــالعَجيبِ وَمــا تَــرى
بِأَحســـَنَ مِمّــا كــانَ يَــروي وَأَطــرَفُ
تَهُـــمُّ قُلـــوبُ الحاســـِدينَ بِغَمصـــِهِ
فَتَســـــبقُهُم أَفـــــواهُهُم فَتُشــــَرَّفُ
بَصــــيرٌ بِحَـــلِّ المُشـــكِلاتِ كَأَنَّمـــا
يُكاشـــِفُ عَــن أَســرارِها ثُــمَّ يَكشــِفُ
حَكيـــمٌ تَلاشـــى فيـــهِ ســَحبانُ وائِلٍ
وَقِـــسٌّ وَأَفعـــى الجُرهُمِـــيُّ وَقَلطَـــفُ
وَرِســــطا وَقِســـطا وَاِبـــنُ وَهَرمُـــسٌ
وإِقليــــدِس ذو الجَوســـَفَينِ وَاِســـقُفُ
غَمــامٌ بِمــاءِ المُــزنِ يَنهَــلُ مُزنُــهُ
وَبَحـــرٌ بِأَصـــدافِ المَكـــارِمِ يَقــذِفُ
تَمَلَّـــكَ أَطـــرافَ القَضـــاءِ وَفِقهَـــهُ
وَمــــا هُــــوَ إِلّا مالِــــك وَمُطَـــرَّفُ
تُخاطِبُنــا كُــبرى اِبــن يوســُفَ عِنـدَهُ
دَعَـــوا كَــثرَةَ الأَراءِ هَــذا المُصــَنّفُ
دَرى في اللُّغى وَالنَّحوِ ما شاءَ في الصِبا
فَشــــَبَّ عَلــــى تَحقيقِـــهِ يَتَفَلســـَفُ
يُجَــــوِّدُ آيـــاتِ الكِتـــابِ فَصـــَدرُهُ
لِمَجمــوعِ ذي النــورَينِ عُثمــان مُصـحَفُ
عَواطِــلُ آذانٍ مِــنَ العِلــمِ لَــم يَكُـن
يُقَرِّطُهــــــا تَدريســـــُهُ وَيُشـــــَنَّفُ
يُفَســــِّرُهُ تَفســــيرَ حَــــبرٍ مُوَفَّـــقٍ
يُســـَنّى لَــهُ فَيــضُ العُلــومِ فَيَغــرِفُ
نَضــَت جودَهــا فــي كَفِّــهِ كَــفُّ حـاتِمٍ
وَزَرَّ عَلَيـــهِ جُبَّـــة الحِلـــمِ أَحنَـــفُ
أَشـــَمُّ المَعــالي هَمُّــهُ وَهــوَ هَمُّهــا
وَيشــغَفُ فيهــا مِثــلَ مـا فيـهِ تشـغَفُ
قَصــَرنَ عَلَيــهِ الطَــرفِ وَهــوَ كَأَنَّمــا
بِرُؤيــا ســِواها كــانَ يَقــذى وَيُطـرَفُ
وَمــا كُنـتُ أَدري قَبلَـهُ المَـوتَ زَعزَعـا
يُدَكـــدِكُ جـــودِيَّ المَعـــالي وَيَنســِفُ
وَلا حاجِيـــاً أَن يَســتَهِلَّ اِبــنُ لَيلَــةٍ
عَلــى النّــاسِ بَـدراً كـامِلاً ثُـمَّ يُكسـَفُ
تَــوَغَّلتَ ســِجنَ الهَــمِّ فَاِصــبِرهُ حِسـبَةً
يُجازيـــكَ مَــن مَجــزِيِّ يوســُفَ يوســُفُ
أَرادَ بِــكَ اللَــهُ الَّــتي هِــيَ عِنــدَهُ
أَحَـــظُّ وَأَحظـــى بِالمَفـــازِ وَأَشـــرَفُ
وَلَــــو أَنَّ آثـــامَ البَرِيَّـــةِ كِفـــةٌ
لَخَفَّـــت بِمــا فيهــا ثَوابُــكَ يُصــرَفُ
وَبَــخ بَــخ وَبَشــِّرِ أُمَّ أَحمَــدَ بِالَّــذي
يُثَنّـــى لَهـــا مِـــن أَجــرِهِ وَيُضــَعَّفُ
فَلا تَجزَعـــا يـــا والِـــدَيهِ فَرَبُّـــهُ
أَبَــــرُّ بِـــهِ مِـــن والِـــديهِ وأَرأَفُ
وَخَلّــي وَمَــن أَصــفَيتِ وُدّي وَمَــن بِــهِ
أُقيــــم اِعوِجـــاجي كُلَّـــهُ وَأُثَقّـــفُ
وأَفرَشـــتني شـــَوكَ القَتــادِ وَإِنَّمــا
فَراشـــاكَ فــي الفِــردَوسِ لاذٌ وَرَفــرَفُ
وَجــازاكَ عَنهــا خَيــرَ خَيــرٍ يَنــالَهُ
وَيُجـــزى بِـــهِ الدَيّانَـــةُ المُتَحَنِّــفُ
وَخَلّـــى لِمَـــولاهُ الحَضـــيضَ وَأَهلَـــهُ
فَلَيــــسَ لَـــهُ إِلّا إِلَيـــهِ التَشـــَوُّفُ
وَتَعــــزوهُ لِلأَحـــداثِ ســـِنٌّ صـــَغيرَةٌ
وَيَعــــزوهُ لِلأَشـــياخِ عِلـــمٌ يُؤَلَّـــفُ
تَعَجَّبـــتُ مِــن تَقــديمِهِ عِنــدَ عــدِّهِم
وَهُــم وَهـوَ عَقـدُ السـُؤدَد المَحـضِ نَيـفُ
تَغَلغَـــلَ فــي عِلــمِ التَصــَوُّفِ آخِــذاً
عَلـــى نَفســِهِ دونَ الحُظــوظِ التَصــَوُّفُ
وَأَدنــاكَ إِذا لَــم تَــرضَ نَفســُكَ حَيَّـةً
بِمــا لَيــسَ يُــدني مِـن رِضـاهُ وَيُزلِـفُ
وَغَــلَّ لِســاني فيــكَ مــا غَــمَّ خـاطِر
فَهــا أَنــا أَرســو فـي الكَلامِ وَأَرسـُفُ
وَلَــم أَقــضِ أَدنــى حَقِّــهِ غَيـرَ أَنَّنـي
أُبَهــــرِجُ فـــي تَـــأبينِهِ وَأُزَخـــرِفُ
رَثــاء الَّــذي لا يُســخِطُ اللَــهَ قَـولُهُ
وَيَحــزَنُ مِنــهُ القَلــبُ وَالعَيـنُ تَـذرِفُ
تَمَنَّيــتُ لَـو أُعطيـتَ فـي القَـولِ بِسـطَةً
فَـــأَهتِفُ فيــهِ بِالَّــذي أَنــا أَعــرِفُ
نَعَـــم كَيـــفَ يُفنــي غــارِفٌ مُتَحَفِّــنٍ
بِغرفَتِـــهِ البِحـــرَ المُحيــطَ وَيَنــزِفُ
لَـــهُ شـــيمٌ مِثــلُ النُجــومِ عَديــدَةٌ
فَمِنهُـــنَّ مَوصــوفٌ وَمــا لَيــسَ يوصــَفُ
وَغايــاتُ ســَبقٍ فــي الكَمـالاتِ تَنتَهـي
جِيـــادُ القَـــوافي دُونَهُـــنَّ وَتوقَــفُ
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الطالب العلوي.شاعر شنقيطي، ولد في شنقيط، وينتمي إلى أسرة عريقة في العلم، فأبوه كان عالماً متفنناً، خاصة في الفقه وعلوم اللغة.وقد خلف أباه على محظرته عندما غادر شنقيط.وقد درس على يدي العالم محمد بن بلعمش الذي كان محط طلاب العلم في عصره.وله تلاميذ كثر منهم الحاج إبراهيم والد العلامة المجدد سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم والفقيه سيد أحمد بن سيد محمد بن موسى العراقي وغيرهم.