
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعِ العيـسَ وَالبَيـداءَ تَـذرَعُها شـَطحا
وَســِمها بُحــورَ الآلِ تَســبَحُها سـَبحا
وَلا تَرعَهـــا إِلّا الـــذَميلَ فَطالَمــا
رَعَـت ناضـِرَ القَيصومِ وَالشيحَ وَالطَلحا
وَلا تُصــغِ لِلنّــاهِينَ فيمــا نَــوَيتَهُ
وَخَـف حَيثُ يُخفي الغِشَّ مَن يُظهِرُ النُّصحا
فَكُـن قَمَـراً يَفـري الـدُجى كُـلَّ لَيلَـةٍ
وَلا تَــكُ كَــالقُمرِيِّ يَسـتَعذِبُ الصـَدحا
وَقـارِض هُمـومَ النَّفـسِ بِالسَّيرِ وَالسُّرى
عَلـى ثِقَـةٍ بِـاللَهِ فـي نَيلِـكَ الرِبحا
وَأُمَّ بِســـاطَ اِبــنِ الشــَريفِ مُحَمَّــدٍ
مُبيـدِ العِدا ذِكراً وَمُبدي الهُدى صُبحا
فَــتىً يَسـَعُ الـدُنيا كَمـا هِـيَ صـَدرُهُ
فَأَمســى بِــهِ صـَدرَ الدِيانَـةِ مُنـدَحّا
وَمَــن هَــديُهُ سـاوى النَهـارَ وَلَيلُـهُ
فَأَمسـى يُنيـرُ الخـافِقَينِ كَمـا أَضـحى
وَمَــن هُــوَ غَيــثٌ أَخضـَلَ الأَرضَ رَوضـُهُ
فَلا يَظمَـــأُ الآوي إِلَيـــهِ وَلا يَضــحى
وَلَيــثٌ بِحَــقِّ اللَـهِ لَـم يُبـقِ رُعبُـهُ
عُــواءً لِكَلــبِ التُرَّهــاتِ وَلا نَبحــا
هِزَبـرٌ عَـدا فـي شـِرعَةِ الرُّمحِ وَالعِدا
غَـدَوا بَقَـراً يَسـتَعمِلُ النَحرَ وَالذَبحا
أَميــرٌ مُلـوكُ الكُفـرِ أَضـحَوا لِسـَيفِهِ
كَمـا تَتَبَغّـى الذَبـحَ في عيدِها الأَضحى
تَزيــدُ عَلــى الفاقـاتِ فَيضـاتُ كَفِّـهِ
فَيَغـرَقُ فـي التَيّـارِ مَن يامُلُ النَضحا
فـأَيُّ مُنـىً لَـم نَـروَ مِنهـا فَـإِن تَكُن
فَمَحزومَــةٌ أَن تُـبرِدَ الظَّمَـأَ البَرحـا
فَلا تَــرُمِ التَّشــبيهَ فيـهِ فَقَـد جَـرى
مَعَ الظاهِرِ المُدني إِلى السُكَّرِ المِلحا
ســَعى وَســَعَوا لِلمَكرُمــاتِ فَأَقصـَروا
وَلَـم يَـرضَ حَتّـى اِستَكمَلَ الكَرَمَ القُحّا
وَفَلَّــقَ فيهِــم بَيضــَةَ المَجـدِ قاسـِمٌ
فَنــاوَلَهُم قَيضــاً وَنــاوَلَهُ المُحّــا
فَــتىً يَســتَقِلُّ البَحــرُ جـودَ بَنـانِهِ
عَلـى حالَـةِ اِسـتِكثارِ حـاتِمٍ الرَشـحا
مَسـاعيهِ فـي الخَطـبِ الجَليـلِ يَرومُـهُ
كَآمـالِ مَـن يَرجـوهُ تَستَصـحِبُ النُجحـا
صــِفاتٌ كَــدُرِّ البَحــرِ صــَفواً وَلُجِّـهِ
حِسـاباً فَمَـن يَـأتي عَلـى مـائِهِ نَزحا
وَآيــاتُ عِلــمٍ أَغمَـدَ الجَهـلَ نورُهـا
وَغايــاتُ جِــدٍّ لَيــسَ تَطلابُهـا مَزحـا
وَرَأيٌ يُريـهِ اليَـومَ مـا فـي حَشـا غَدٍ
وَيَكشــِفُ عَنـهُ مِـن دُجـى لَيلِـهِ جُنحـا
وَحَـــزمٌ يَهُـــزُّ الراســِياتِ ثَبــاتُهُ
وَعَــزمٌ يُحـاكي الزَنـدَ ماضـيُهُ قَـدحا
وَكَـفٌّ تُـري وَكـفَ الحَيـا كَيـفَ يَنهَمـي
إِلـى خُلُـقٍ يُـري نَسـيمَ الصَبا النَفحا
وَبِشـرُ مُحَيّـا عَلَّـمَ الصـُبحَ مـا السَّنا
وَقَبـضٌ أَرى النـارَ التَأَجُّـجَ وَاللَفحـا
وَتَـــأليفُهُ أَشـــتاتَ كُـــلِّ فَضــيلَةٍ
وَمَكرُمَـــةٍ غَـــرّاءَ تُعجِزُنــا شــَرحا
كَفانـا اِتِّخـاذَ الفالِ في القَصدِ يُمنُهُ
فَلَسـنا نَخُـطُّ الرَمـلَ أَو نَضرِبُ القِدحا
مَهيــبٌ مَخــوفٌ بَطشــُهُ تَحــتَ حِلمِــهِ
عَفُــوٌّ يَـرى إِلّا عَـنِ الباطِـلِ الصـَفحا
فَهَـل كـانَ مَعـزُوّاً إِلـى الحِلـمِ قَبلَهُ
نَعَــم أَو كَريــمٌ يَـدَّعي غَيـرَهُ سـَمحا
فَأَقــدَمَ حَتّــى فــارَقَ الجُبـنَ صـافِرٌ
وَجــادَ إِلــى أَن عـافَ مـادِرٌ الشـُحّا
وَلَــم تــذعنِ الأَعــداءُ مَحــضَ مَـوَدَّةٍ
إِلَيــهِ وَلكِـن إِنَّمـا كَرِهـوا القَرحـا
رَأَو ضــَيغَماً يُعطـي الحُـروبَ حُقوقَهـا
وَإِن تَضــَعِ الأَوزارَ يُـبرِم لَهـا صـُلحا
وَيَســتَغرِقُ الأَوقـاتَ فـي الجِـدِّ كُلَّهـا
وَلا يَهَـبُ التَلعـابَ مـا يَسـَعُ اللَّمحـا
مُواصـــِلَةً حَبـــلَ الجِهــادِ جِيــادُهُ
وَوَقفـاً عَلـى غَـزوِ العِدا عَدوُها ضَبحا
مُعـــاديهِ مُعطــى بِالحَيــاةِ مَنِيَّــةً
وَبِالجَنَّـةِ الأُخـرى وَبِالسـُندُسِ المِسـحا
أَيــا اِبـنَ أَميـرِ المُـؤمِنينَ وَسـَيفَهُ
وَصَمصـامَهُ أَن يَرفَـع الضـَربَ وَالنَطحـا
تُشـــابِهُهُ خَلقـــاً وَخُلقــاً فَســامِهِ
إِلــى الفَلـكِ الأَعلـى فَإِنَّـكَ لا تُلحـى
تَهَندَســَتِ العَليــا فَــأَحرَزَت جِسـمَها
لِإِحــرازِكَ النُقطـاتِ وَالخَـطَّ وَالسـَطحا
فَكَــم مِـن حَـديثٍ كـانَ يُسـنَدُ لِلنَـدى
وَلَكِنَّـــهُ لَــولا نَوالُــكَ مــا صــَحّا
فَـأَعطَيتَني الأَعيـانَ وَالعَيـنَ وَالكِسـا
وَبيـضَ الظُبا وَالنوقَ والخَيلَ وَالطِلحا
فَلا زِلـــتَ لِلإِســـلامِ عيــداً مُنَغِّصــاً
تُنَغِّــصُ حُســناهُ السـَعانينَ وَالفُصـحا
أَبـــوكَ لِحُكــمِ الشــَرعِ وَلّاكَ عَهــدَهُ
فَلَـم تَلـقَ كَـدّاً فـي السُؤالِ وَلا كَدحا
وَأَعطـــاكَهُ إِذ لَيــسَ غَيــرُكَ أَهلَــهُ
وَلِلعَقـلِ نـورٌ مَيَّـزَ الحُسـنَ وَالقُبحـا
كَفـــى دُرَّهُ فَخـــراً تَحَلّيــكَ ســمطَهُ
وَمَنعَكَــهُ تِلــكَ المَعــرَّةَ وَالقَــدحا
فَأَهــدى إِلَيـكَ الـدَهرُ بِلقيـسَ مُلكِـهِ
وَأَبـدى لَـكَ الكُرسـِيَّ وَالعَرشَ وَالصَّرحا
وَوَلّاكَ رَبُّ العَـــرشِ مُلـــكَ بِقاعِهـــا
وَأَصـحَبَكَ التَمكيـنَ وَالنَصـرَ وَالفَتحـا
إِلَيـكَ بِهـا يـا كَعبَـةَ المَجـدِ كاعِباً
مِـنَ الشـِعرِ لا تُسـطاعُ أَركانُهـا مَسحا
إِذا شــَهِدَت زَكّــى الأَعــادي حَـديثَها
وَإِن أَثخَنَــت عَنّــا قُلــوبَهُم جُرحــا
أُكَلِّفُهـــا فَــرضَ المُحــالِ أَداءَهــا
لِشــُكرِ نَــدىً لا يَنتَهــي مُزنُـهُ سـَحّا
فَخُذها اِبنَةَ الحاءِ الَّتي الحَمدُ مُبتَدىً
لَهــا وَبِهــا خَلّاقُهــا كَمَّـلَ المَـدحا
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الطالب العلوي.شاعر شنقيطي، ولد في شنقيط، وينتمي إلى أسرة عريقة في العلم، فأبوه كان عالماً متفنناً، خاصة في الفقه وعلوم اللغة.وقد خلف أباه على محظرته عندما غادر شنقيط.وقد درس على يدي العالم محمد بن بلعمش الذي كان محط طلاب العلم في عصره.وله تلاميذ كثر منهم الحاج إبراهيم والد العلامة المجدد سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم والفقيه سيد أحمد بن سيد محمد بن موسى العراقي وغيرهم.