
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلِ الفَجرَ عَن لَيلى إِذا طَلَعَ الفَجرُ
وَعَـن نَشـرِ أَحـزانٍ يَموتُ لَها الصَبرُ
أَراضــِيَةٌ سـَلمى بِمـا صـَنَعَ الـدَهرُ
وَإبعــادهِ وَصــلاً دَنــا مَعَـهُ هَجـرُ
أَرَتنـا اللَيـالي غَدرَها بَعدَما وَفَت
وَلَـم نَخـشَ مِنهـا أَن يَكونَ لَها غَدرُ
لَيــالِيَّ لا أُعصــى وَأَعصـي عَـواذِلي
وَتَشــفَعُ لــي تِســعٌ تَقـدَّمَها عَشـرُ
سـَميعٌ لِمـا أَهـوى سَريعٌ إِلى الصبا
وَفـي أُذُنـي عَـن لَـومِ مَن لامَني وَقرُ
عَـواذِلُ لا يَقـدِرنَ مِنّـي عَلـى الَّـتي
تُســَيِّرُني قَصــداً وَإِن كَثُـرَ الزَجـرُ
إِذا خِفــنَ إِعنـاتي مَسـَحنَ ذُؤابَـتي
وَقُلـنَ فَـتىً سـُكرُ الشـَبابِ لَـهُ سُكرُ
نَطَقــنَ بِحَــقٍّ بَيــنَ أَثنـاءِ باطِـلٍ
سـَيَأتي لَـهُ عُـذرٌ إِذا لَـم يَكُن عُذرُ
لَنـا غايَـةٌ خَلـفَ الشـَبابِ سـَتَرعَوي
عَلَيهـا عَلـى الأَيّـامِ إِن بَلَغَ العُمرُ
فَإِمّـا وَحَبـلُ اللَهـوِ يَجـذِبُهُ الصِبا
وَعُـرفُ الَّـذي يَـأتينَهُ عِنـدَهُ العُمرُ
تَصــَيَّدَهُ بِــاللَحظِ مُـذ أَشـرَفَت لَـهُ
عُيـونُ الظِباءِ النُجلِ وَالأَوجُهُ الزُهرُ
وَتُســكِرَهُ كَــأسُ الصــِبا وَتُميلُــهُ
وَخَمـرُ الشـَبابِ لَيـسَ يَبلُغُهـا خَمـرُ
وَشـَرقٌ إِذا مـا اِستَمطَرَ العَينَ عَبرَةً
ثَـوى بَيـنَ أُخـرى لَيـسَ بَينَهُما فترُ
وَجارِيَــةٍ لَـم تَملِـك الشـَمسُ نَظـرَةً
إِلَيهـا وَلَـم يَعبَـث بِجـدّتها الدَهرُ
ســَقيمَةُ لَحـظٍ مـا دَرَت كَيـفَ سـُقمُهُ
وَسـاحِرَة الأَلحـاظِ لَم تَدرِ ما السِحرُ
تَظَلَّــمَ لَـو تُغنـي الظُلامَـةُ خَصـرُها
مِـنَ الرِدفِ أَتعاباً فَما أَنصَفَ الخِصرُ
وَمـاجَت كَمَـوجِ البَحـرِ بَيـنَ ثِيابِها
يَجــورُ بِهــا شـَطرٌ وَيَعـدِلُها شـَطرُ
إِذا وَصـَفَت مـا فَـوقَ مَجـرى وِشاحِها
غَلائِلُهــــا رَدَّت شــــَهادَتها الأُزرُ
وَصـَلنا بِهـا الـدُنيا فَلَمّـا تَصَرَّمَت
وَأَبـدى نُجومَ الشَيبِ في رَأسِهِ الشِعرُ
رَأَينــا نِفـارا مِـن ظِبـاءٍ أَوانِـسٍ
وَلَيـسَ بِهـا إِلّا اِنتِقـال الصِبا نَفرُ
رَأَيــنَ فَــتىً غاضـَت مِيـاهُ جَمـالِهِ
وَأَيبَـسَ مِـن أَغصـانِهِ الـوَرَقُ الخُضرُ
وَكـانَ الصـِبا بَيـنَ الغَواني وَبَينَهُ
رَسـولاً لَـهُ النَهـيُ المُحَكَّـمُ وَالأَمـرُ
ســـَلامٌ عَلَيهِــنَّ الشــَبابُ مَراحَــةً
رَواحِلُــهُ وَالأُنــسُ فـي عَهـدِهِ قَفـرُ
إِلَيـكَ وَلِـيَّ العَهـدِ أَلقَـت رِحالَهـا
طَلائِحُ قَــد أَفنـى عَرائِكَهـا السـَفرُ
حَــداها ســُهَيلٌ فَاِســتَمَرَّت دَريـرَة
إِلَيــكَ وَقادَتهـا المَجَـرَّةُ وَالنَسـرُ
إِلـى اِبـنِ أَميـرِ المُؤمِنينَ وَمَن لَهُ
مُشــابِهَةٌ لِلشــَّمسِ يَتبَعُهـا البَـدرُ
إِذا مـا عَـدِمنا الفَجرَ خُضنا بِوَجهِهِ
دُجـى اللَيلِ حَتّى يَستَبينَ لَنا الفَجرُ
مُلــوكٌ بِأَســبابِ النُبُــوَّةِ طَنَّبـوا
بُيــوتَهُم فَاِســتَحكَمَت مَــرَّةً شــَزرٌ
فَطــاعَتهُم نــورٌ وَعِصــيانُهُم دُجـىً
وَحُبُّهُـــم ديـــنٌ وَبُغضـــُهُم كُفــرُ
حَبانــا أَميــرُ المُـؤمِنينَ بسـائِسٍ
عَلـى وَجهِـهِ سـيما الطَلاقَـةِ وَالبِشرُ
بِمُســـتَقبلٍ فــي مُلكِــهِ وَشــَبابِهِ
أَنـافَ بِـهِ العِـزُّ المُؤَيَّـدُ وَالقَـدرُ
عَلَيــهِ جَلالُ الكِبرِيــاءِ وَمــا لَـهُ
سـِوى هَيبَـةٍ يَسـمو النَوالُ بِها كِبرُ
مِنَ الجَوهَرِ المَخبورِ في السوم قَدرُهُ
يَزيـدُ قُلـوبَ الناسِ عَجباً بِهِ الخَبرُ
كَريـحِ الخُزامـى حَرَّكَت نَشزَها الصبا
تَزيـدُكَ طِيبـاً كُلَّمـا زادَهـا النَشرُ
وَمـا اِمتَنَعَـت مِـن عَهـدِهِ نَفسُ مُسلِمٍ
بِشــَرقٍ وَلا غَــربٍ أَتاهـا لَـهُ ذِكـرُ
مِــنَ الـذَهَبِ الإِبريـزِ صـيغَ وَإِنَّمـا
مِـنَ الطينَةِ البَيضاءِ يُستَخلَصُ التِبرُ
لَقَــد نَطَقَــت أَيّــامُكُم بِفَخــارِكُم
فَـأَغنَتكُم مِـن أَن يَفـوهَ بِها الشِعرُ
أشجع بن عمرو السلمي أبو الوليد من بني سليم من قيس عيلان.شاعر فحل، كان معاصراً لبشار، ولد باليمامة ونشأ في البصرة، وانتقل إلى الرقة، واستقر ببغداد.مدح البرامكة وانقطع إلى جعفر بن يحيى فقربه من الرشيد، فأعجب الرشيد به، فأثري وحسنت حاله، وعاش إلى ما بعد وفاة الرشيد ورثاه، وأخباره كثيرة.