
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى بارِقـاً نَحـوَ الحِجـازِ تَطَلَّعا
تَحَــدَّر فــي شــَرقِيّها وَتَرَفَّعــا
أَمــاتَ وَأَحيــا أَنفُسـاً بِوَميضـَهِ
سـَقى اللَهُ مَغناهُ وَإِن كانَ بَلقَعا
أَلا أَيُّهـا الربعُ الَّذي قَسمَ البِلى
بَقِيَّــة مَغنــاهُ رُسـوماً وَأَربُعـا
لَئِن سـَلَبَتكَ الريـحُ فينـانَ عيشَةٍ
لَقَـد كُنـتَ مَنشورَ الذَوائِبِ أَرفَعا
لَقَـد هَلهَلَتـكَ الريـحُ حَتّى كَأَنَّما
كَسـَتكَ مِـنَ الإِبهـاجِ ثَوبـاً مُضَلَّعا
فَنـادَت بِـكَ الأَيّامُ أَن لَستَ راجِعاً
وَصـاحَ البلـى في جانِبَيكَ فَأَسمَعا
وَيـا حَسـرَةً أَدَّت إِلى القَلبِ لَوعَةً
فَلَـم أَسـتَطِع لِلهَمِّ إِذ جاشَ مَدفَعا
حَـبيبٌ دَنـا حَتّـى إِذا مـا تَطَلَّعَت
إِلـى قُربِـهِ الأَعنـاقُ بـانَ فَوَدَّعا
فَكـانَ كَلَمـعِ البَـرقِ أَومَـضَ ضوؤُهُ
فَلَمّـا خَفـا الأَلحـاظَ سارَ فَأَسرَعا
وَلَـم أَرَ مِثلَينـا غَـداةَ فِراقِنـا
مــودعَ أَلــفٍ لَـم يَمُـت وَمُودَّعـا
وَمـا زالَـتِ الأَيّـامُ تَـدخُلُ بَينَنا
وَتَجـذِبُ حَبـلَ الوَصـلِ حَتّـى تَقَطَّعا
ســَأَرتادُ لِلحاجـاتِ عيسـاً شـَمِلَّةً
تَغــولُ حِبـالاً عِنـدَ شـَدٍّ وَأَنسـعا
وَلَيـسَ لَهـا مِـن مَقصـَدٍ دونَ جَعفَرٍ
وَإِن لَقيــت عَـذباً رِواءً وَمَربَعـا
هُوَ الغَيثُ مِن أَيِّ الوُجوهِ اِنتَجَعتَهُ
وَجَـدتَ جَنابـاً مُسـتَطاباً وَمَشـرَعا
فَلا ســِعَةُ الأَمــوالِ تَبلُـغُ جـودَه
وَلا ضــيقُها يَنهــاهُ أَن يَتَوَسـَّعا
وَمـا زالَ يَتلـو والِداً بَعدَ والِدٍ
إِلــى غايَـةٍ خَفّاضـَةٍ مَـن تَرفَّعـا
وَيُتعِـبُ فـي حَمـلِ المَكـارِمِ نَفسَهُ
وَلَـو شاءَ كانَ المُستَريحَ المُوَرَّعا
وَمـا وَجَـدَ المُـدّاحُ حيـنَ تَخَيَّروا
لِمَـدحِهِم إِلّا أَبـا الفَضـلِ مَوضـِعا
أشجع بن عمرو السلمي أبو الوليد من بني سليم من قيس عيلان.شاعر فحل، كان معاصراً لبشار، ولد باليمامة ونشأ في البصرة، وانتقل إلى الرقة، واستقر ببغداد.مدح البرامكة وانقطع إلى جعفر بن يحيى فقربه من الرشيد، فأعجب الرشيد به، فأثري وحسنت حاله، وعاش إلى ما بعد وفاة الرشيد ورثاه، وأخباره كثيرة.