
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أسـتغفرُ اللـه لا مـالي ولا ولـدي
آسـي عليـه إذا ضـمَّ الـثرى جسدي
عفتُ الإقامةَ في الدنيا لو انْشرَحت
حـالي فكيـف ومـا حظِّي سوى النكد
وقـد صـدِئتُ ولـي تحتَ الترابِ جلاً
إنَّ الـــترابَ لجلاَّءٌ لكـــلِّ صــدي
لا عـارَ فـي أدبي إن لم ينل رتباً
وإنَّمـا العـارُ في دهري وفي بلدي
هـذا كلامـي وذا حظِّـي فيـا عجبـاً
منِّــي لـثروةِ لفـظٍ وافْتقـارِ يـدِ
إنســانُ عينــيَ أعشــتهُ مكابـدةٌ
وإنَّمــا خلِــقَ الإنسـانُ فـي كبـد
ومـا عجبـتُ لـدهرٍ ذبـتُ منـه أسىً
لكــن عجبــتُ لضـدٍّ ذاب مـن حسـد
تــدورُ هــامتهُ غيظــاً علـيَّ ولا
واللـه مـا دارَ في فكري ولا خلدي
مـن لـي بمرِّ الرَّدى كيما يجاورني
ربـاً كريمـاً ويكفينـي جـوار ردي
حيــاةُ كــل امـرئٍ سـجنٌ بمهجتـه
فـأعجبُ لطـالبِ طول السجن والكمد
أمَّـا الهمـومُ فبحـرٌ خضـتُ زاخـرَهُ
أمـا تـرى فـوقَ رأسي فائض الزَّبد
وعشـتُ بيـن بنـي الأيَّـامِ منفـرداً
ورُبَّ منفعــةٍ فــي عيــشِ منفــرد
لأتركـنَّ فريـداً فـي الـتراب غـداً
ولـو تكـثرَ مـا بيـن الورى عدَدِي
مـا نـافعي سعةٌ في العيشِ أو حرجٌ
إن لـم تسعنيَ رُحمى الواحدِ الصمدِ
يـا جـامعَ المالِ إنَّ العمر منصرمٌ
فابْخـل بمالِـكَ مهمـا شئتَ أو فجدِ
ويـا عزيـزاً يخيـطُ العجـبُ ناظرَهُ
أذكـرْ هوَانـك تحـت الـترب واتَّئدِ
قـالوا ترقَّـى فلانُ اليـومَ منزلـةً
فقلــتُ ينزلــهُ عنهـا لقـاء غـدِ
كـم واثـقٍ بالليـالي مـدَّ راحتـهُ
إلـى المـرامِ فنـاداه الحمامُ قَدِ
وباســـطٍ يــدهُ حكمــاً ومقــدِرَةً
ووارِد المـوت أدنـى مـن فـمٍ ليدِ
كـم غيَّـرَ الـدهرُ من دارٍ وساكنها
لا عـن عميـدِ ثنـى بطشـاً ولا عمُـدِ
زالَ الـذي كـانَ للعليـا بـه سندٌ
وزالـتِ الـدَّارُ بالعليـاءِ فالسندِ
تبـاركَ اللـه كـم تلقـى مصائدَها
هـذي النجومُ على الدانين والبعدِ
تجـري النجومُ بتقريب الحمام لنا
وهـنَّ مـن قربـه منهـا علـى أمـدِ
لا بـدَّ أن يغمـسَ المقـدارُ مـديتهُ
فـي لبَّة الجدي منها أو حشى الأسدِ
عجبـتُ مـن آمـلٍ طـولَ البقاءِ وقدْ
أخنـى عليـه الـذي أخنى على لبدِ
يجـرُّ خيـط الـدجى والفجر أنفسنا
للـتربِ مـا لا يجـرّ الحبل من مسدِ
هـذي عجـائب تثنـي النفـس حائرةً
وتقعـد العقـلَ مـن عـيّ علـى ضمدِ
مــالي أســرُّ بيــومٍ نلـتُ لـذَّته
وقــد ذوى معـه جـزءٌ مـن الجسـدِ
أصـبحتُ لا أحتـوي عيش الخمول ولا
إلـى المراتـبِ أرمـي طـرفَ مجتهدِ
جسـمي إلـى جـدثِي مهـوايَ من كثب
فكيــف يعجبنـي مهـوايَ مـن صـعدِ
لا تخــدعنَّ بشــهدِ العيـش ترشـفه
فــأيُّ سـمٍّ ثـوى فـي ذلـك الشـهدِ
ولا تــراعِ أخَـا دُنيـا يسـر بهـا
ولا تمـــارِ أخَــا غــيٍّ ولا لــدَدِ
وإن وجـدت غَشـومَ القـوم فـي بلدٍ
حلاً فقـلْ أنـتَ فـي حـلٍّ مـن البلد
لأنصــحنك نصــحاً إن مشــيت بــه
فيــالهُ مــن سـبيلٍ للعلـى جـددِ
إغضـاب نفسـك فيمـا أنـت فـاعله
رِضــى مليكــك فأغضـبها ولا تـزِدِ
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.سكن الشام سنة 715هوولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.