
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا الطـرف بعـدكم بـالنومِ مكحـول
هـذا وكـم بيننـا مـن ربعكـم ميـل
يـا بـاعثين سـهاداً لـي وفيـض بكا
مهمـا بعثتـم علـى العينيـن محمول
هَبكــم منعتـم جفـوني مـن خيـالكم
فكيـــفَ يمنـــع تــذكارٌ وتخييــل
فــي ذمَّـة اللـه قلـبٌ يـوم بينكـمُ
مـــوزع ودم فـــي الحــبِّ مطلــول
شـــغلتمُ بصــباحِ الأنــس مبتســماً
ونـــاظري بظلامِ الليـــل مشـــغول
كأنمــا الأفــق محــرابٌ عكفـت بـه
والنيِّــــرات بـــأفقيه قناديـــل
مـا يمسـك الهـدب دمعي حين أذكركم
إلا كمــا يمســك المـاءَ الغرابيـل
ورُبَّ عاذلــــة فيمــــا أكابـــده
وقــلَّ مــا قيـل والتحـذير معـذول
بــاتت زخارفهــا بالصــبر واعـدةً
ومـــا مواعيـــدها إلاَّ الأباطيـــل
سـقياً لعهـد الصـبا والـدار دانية
والشــمل مجتمــعٌ والجمــع مشـمول
يفـدِي الزمـان الـذي فـي عامه قصرٌ
هـذا الزمـان الـذي فـي يـومه طول
لــم لا أشـبّب بـالعيش الـذي سـلفت
أوقــاته وهــو باللــذَّات موصــول
لـو كنـت أرتـاع مـن عـذلٍ لروَّعنـي
ســيف المشـيب برأسـي وهـو مسـلول
أمـا تـرى الشـيب قـد دلَّـت كواكبه
علـى الطريـقِ لـو أنَّ الصـبّ مـدلول
والسـنُّ قـد قرَّعتهـا الأربعـون وفـي
ضــمائر النفــس تســويفٌ وتســويل
حتَّــى مَ أسـأل عـن لهـوٍ وعـن لعـبٍ
وفــي غـدٍ أنـا عـن عقبـاه مسـؤول
ولــي ســعاد شـجونٍ مـا يعـبّ لهـا
إمَّـــا خيـــالٌ وإلاَّ فهــو تخييــل
أبكـي اشـْتياقاً إليهـا وهي قاتلتي
يــا مـن رأى قـاتلاً يبكيـه مقتـول
مســكيَّة الخــال أمَّـا ورد وجنتهـا
فبـالجنى مـن عيـونِ النـاس مبلـول
فــإن يفـح مـن نـواحي خـدّها عبـقٌ
فالمسـك فيـه بمـاءِ الـورد مجبـول
تفــترُّ عــن شــنبٍ حلــوٍ لــذائقه
فــي ذكــره لمجـاج النحـل تعسـيل
مصــحح النقـل عـن شـهدٍ وعـن بـردٍ
لأنـــه منهـــلٌ بـــالراح معلــول
وبــارق مـن أعـالي الجـذع أرَّقنـي
حتَّــى دمــوعي علـى مرجـانه لولـو
مــذكِّري بــدنانيرِ الوجــوه هــدًى
تحــف فــي فيــه عُــذَّالٌ مثاقيــل
إلـى العقيـق فهـل يا طيب طيبة لي
عقــد بلفظــي إلـى مغنـاك منقـول
وهـل أرى حامـل الرجـوى كـأنيَ مـن
شــوقي ومـن وَلهـي بـالقربِ محمـول
إن لـم أنـل عملاً أرجـو النجاة فلي
مــن الرســول بـإذن اللـه تنويـل
حسـبي بمـدحِ رسـول اللـه بـابُ نجاً
يرجـى إذا اعْترضـت تلـك التهاويـل
أقـــولُ والقــدر أعلا أن يحــاولهُ
وصــلٌ وإن جهــدت فيــه الأقاويــل
مـاذا عسـى الشـعراء اليـوم مادحة
مــن بعــد مــا مـدحت حـم تنزيـل
وأفصـــحت بالثنــا كتــب مقدَّمــة
إن جيـل فـي الـدهر تـوراة وإنجيل
محمـــد المجتــبى معنــى جبلتــه
ومـــا لآدم طيـــنٌ بعـــد مجبــول
والمجتلـى تـاج عليـاه الرفيع وما
للبــدر تــاجٌ ولا للنجــمِ إكليــل
لــولاه مــا كــانَ أرض لا ولا أفــق
ولا زمــــانٌ ولا خلــــقٌ ولا جيـــل
ولا مناســـك فيهــا للهــدى شــهبٌ
ولا ديـــارٌ بهــا للــوحيِ تنزيــل
ذو المعجـزات التي ما اسطاع أبرهةٌ
يغـــزو منازلهـــا كلاَّ ولا الفِيــل
إن شــق إيـوان كسـرى رهبـة فلقـد
جــاء الـدليل بـأن الكفـر مخـذول
وإن خبــا ضـرم النيـران مـن زمـنٍ
فــالبحر منســحب الأذيــال مسـدول
أوفـى النـبيِّين سـيفاً واتضـاح علىً
كـــأنه غـــرَّةٌ والقـــوم تحجيــل
نعــم اليــتيم إذا عـدَّت جـواهرهم
وضــمَّها مــن عقـود الـوحي تفصـيل
مـا زال فـي الخلقِ ذا جاهٍ وذا خدمٍ
لكـــن خــادمهُ المشــهور جبريــل
مــبرأ القلـب مـن ريـبٍ ومـن دَنـسٍ
وكيــف وهــو بمـاءِ الخلـدِ مغسـول
مجاهــداً فـي سـبيل اللـه مصـطبراً
مـا لا غزَت في العدى الطيرِ الأبابيل
كأنمــا نبــل ماضــيهم وحاضــرهم
لهــا علــى مـن بغـى سـجلٌ وسـجّيل
مثـل الشواطب إن صالوا أو افتخروا
فالحــدّ منــدلق والعــرض مصــقول
يطيـب فـي الليـلِ تسـبيحٌ لسـامرهم
ومـا لهـم عـن حيـاض المـوت تهليل
كــأنهم لانتظـار الفضـل بيـت ثنـا
شــخص النــبيّ لــه معنـىً وتكميـل
قــومٌ إذا رقصــت فرســانهم طربـاً
كـــأنَّ رايــات أيــديهم مناديــل
الكـاتبون مـن الأجسـام مـا اعْتبرت
ســـمرٌ وبيـــضٌ فمنقــوطٌ ومشــكول
حيــث الحمـام شـهيّ وهـو مـن صـبرٍ
يجنـى فيـا حبَّـذا الغـرّ البهاليـل
حتَّـى اسـْتقام عمـود الدين وانْفتحت
ســبل الهـدى وخبـت تلـك الأضـاليل
روح النجـاة الـذي قد كانَ يهرع في
أبــواب مغنـاه روح الـوحي جبريـل
ومفصـحٌ حيـن يـروى الصـاد مـن كرمٍ
فللمحاســــن ترتيــــبٌ وترتيـــل
وجــائدٌ لا يخـاف الفقـر قـال نـدى
كفَّيــه يــا مــادحي آلائه قولــوا
ومـا الأقاويـل إن طـالت وإن قصـرت
عــروض مــا بســطت تلـك الأفاعيـل
حـامي حمى البيت بالرعب المقدم ما
نــاواه أبرهـةُ العـادي ولا الفيـل
تضـيء فـي الحـرب والمحـراب طلعته
فحبـذا فـي الـدجى والنقـع قنـديل
وقــامَ فـي ظـلِّ بيـت اللـه شـائده
فحبـــذا لنظــام الــبيت تكميــل
ذاك الــذي نصـبت فـي نحـو بعثتـه
هــذي المحـاريب لا تلـك التماثيـل
وفـاضَ مـن جـانبِ البطحـا لكـل حمى
صــافٍ بــأبيض أضــحى وهـو مشـمول
وكــلُّ أرض بهــا الجنَّــات مزهــرةٌ
للمــــؤمنين فتعجيـــل وتأجيـــل
وكـــلُّ ملـــة ديــن غيــر ولتــه
تــروى فللقــابس القســيس قنـديل
ولليهــوديّ مــع كحـل العمـى نظـر
علــى المجوسـيّ أيضـاً فيـه تكحيـل
حتَّــى أتــى عربــيٌّ يستضــاء بــه
مهنــد مــن ســيوف اللــه مسـلول
كـم معجـز لرسـول اللـه قـد خـذِلتْ
بــه العــدى وعــدوّ الحـق مخـذول
فــاضَ الـزلال المهنـى مـن أصـابعه
نعــم الأصـابع ومـن كفَّيـه والنيـل
وبــورك الــزاد إذ مســَّته راحتـه
فحبـــذا مشــروب منهــا ومــأكول
وخــاطبته وحــوش البيــد مقبلــةً
فالرجــل عاســلة واللفــظ معسـول
وحـازَ سـهم المعـالي حيـن كـانَ له
مــن قــاب قوسـين تنـويهٌ وتنويـل
علـى الـبراق لـوجه الـبرق من خجلٍ
ورجـــلٌ مســعاه تلــوين وتشــكيل
لسـدرة المنتهـى يـا منتهـى طلـبي
مـا مثلـه يـا ختـام الرسـل تحويل
يا خاتم الرسل لي في المذنبين غداً
علـــى شــفاعتك الغــراء تعويــل
إن كـانَ كعـبٌ بمـا قد قال ضيفك في
دار النعيـم فلـي فـي الباب تطفيل
وأيــن كـابن زهيـر لـي شـذا كلـمٍ
ربيعهــا بغمــام القــرب مطلــول
وإن ســـُمي بزهيــر صــيغةً فعســى
يســمو بنبــت لـه بالشـبه تعليـل
بـانت معـاذير عجـزي عـن نداكَ وعن
بـانت سـعاد فقلـبي اليـوم متبـول
صــلَّى عليــك الـذي أعطـاك منزلـةً
شــفيعها فـي مقـامِ الحشـر مقبـول
أنــت الملاذ لنــا دنيــا وآخــرةً
فبــاب قصـدك فـي الـدارين مـأهول
محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري أبو بكر جمال الدين.شاعر عصره، وأحد الكتاب المترسلين العلماء بالأدب، أصله من ميافارقين، ومولده ووفاته في القاهرة.وهو من ذرية الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.سكن الشام سنة 715هوولي نظارة القمامة بالقدس أيام زيارة النصارى لها فكان يتوجه فيباشر ذلك ويعود.ورجع إلى القاهرة سنة 761 هـ فكان بها صاحب سر السلطان الناصر حسن.وأورد الصلاح الصفدي في ألحان السواجع، مراسلاته معه في نحو 50صفحة .له (ديوان شعر -ط ) و(سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون -ط).(سجع المطوق -خ) تراجم وغيرها.