
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَيـفٌ بلُبنـانَ مـن مِصـرٍ إلـيَّ سـَرَى
حــتى إذا أنِسـَت عينـي بـه نَفـرا
وَلّــى يَشـُقُّ أديـمَ الليـلِ معُتسـفاً
فمــا عَرَفــتُ لـهُ عينـاً ولا أثَـرا
يـا مُرسـِلَ الطَّيـفِ لـو علَّمْتهُ كَرَماً
أُنْـسَ اللقـاءِ كمـا علَّمتَني السَهَرا
وكيــفَ يـأنَسُ ضـَيفٌ حيـثُ ليـسَ لـهُ
إلاّ ســَخينةَ دمــعٍ فـي الظَلامِ قِـرَى
ما أنصَفَتْنا الليالي الغادراتُ بنا
دَجَـتْ علينـا ولم تترُكْ لنا القَمَرا
داءٌ نُعــالجُهُ بالصــبرِ وَهْـوَ لنـا
داءٌ وكــم عِلَـلٍ قـد أَبـرأت أُخَـرا
غـاب الحـبيبُ فغـابَ الأُنـسُ عن فِئةٍ
خَيــالهُ فــي ســُويداواتِها حَضـَرا
إن كـانَ قـد عَـزَمَ الأسـفارَ مُغترباً
فــإنَّ أشــواقَنا لا تَعـرِفُ السـَّفَرا
غـال النَّـوى عهـدَ من تجلو لطائِفُهُ
سـِحرَ البيـانِ ويجلـو وَجهُهُ السَحَرا
عَرَفــتُ فيـهِ قُصـوري واعتَرَفـتُ بـهِ
فمــا أُبــرِّئُ نفسـي منـهُ مُعتـذِرا
يـا أيُّهـا الحَسـَنُ الميمـونُ طالعُهُ
أحسـَنتَ حـتى ملأتَ السـَمْعَ والبَصـَرا
مـا زلـتَ تجلـو علينـا كُـلَّ قافيةٍ
قـد شـبَّبَتْ بمعـاني حُسـنها الشُعَرا
يَهُــزُّكَ الشـِّعرُ إنشـاداً فنحـنُ بـهِ
نَغُـوصُ في البحر حتى نجتني الدُّرَرا
هـــذِهْ رســالةُ مشــتاقٍ تــذكِّرُكم
عهـداً قـديماً عسـاهُ قبلهـا ذُكِـرا
ظمـآنُ يحلـو إذا اشـتَدَّ الظَّماءُ لهُ
مــاءٌ ولكــنَّ فــي إفراطِـهِ خَطَـرا
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).