
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَأى قَصَبَ السِّباقِ بَنُو الزَّمانِ
فَجـدُّوا مثـلَ أفـرَاسِ الرِّهانِ
ولكــن قـلَّ سـابِقُهم إليهـا
كمـا قَلَّـتْ صـَناديدُ الطِّعـانِ
تَنـاوَلَ رُتبـةَ الفُضـَلاءِ بعـضٌ
بِراحتِــهِ وبَعــضٌ باللســانِ
ولـو كـانَ الكَلامُ يُقيِمُ شأناً
لَكــانتْ كُـلُّ نَفـسِ ذاتَ شـانِ
تَفَانى اليومَ أهلُ النَقْدِ حَتَّى
رأينـا الـزُجَّ قُـدَّامَ السِنانِ
فهــم لا يَنظــرونَ إلـى كَلامٍ
ولكــن ينظُــرونَ إلــى فُلانِ
رِجالُ الدَّهرِ مثلَ الدَّهرِ تَمضي
ويُخلَــفُ أوَّلٌ منهــا بِثــانِ
فلا يَخلــو زَمـانٌ مـن رِجـالٍ
ولا تَفنـى الرِّجالُ من الزَّمانِ
أصـابَ الشـِّعرُ نَوْبةَ آلِ عيسى
فأعطـاهُمْ نَصيباً في المعاني
لَئِنْ لـم يَشـرَبوا بِدِنانِ قومٍ
فقد يُرْوى الظَما رَشْحُ الدِّنانِ
وفـي بيـروتَ غُصـنٌ ليسَ يُدعى
بغُصـنِ البانِ بل غُصنِ البَيانِ
إذا أُعطـي النُمـوَّ فعن قليلٍ
نَـراهُ دَوحـةً تُعطِـي المَجاني
أتـاني بـالقريضِ فَـتىً شُجاعٌ
يُرنِّـحُ مَعْطِـفَ الشـيخِ الجَبان
تكلَّـفَ لـي مـديحاً لَسـتُ منهُ
فكــانَ كــأنهُ خَصـمٌ هجـاني
فتىً في الصَّدرِ منهُ فُؤادُ كَهْلٍ
وفـي بُرْدَيـهِ غُصـنُ الخَيْزُرانِ
رأينـا عِنـدَهُ خَـطَّ القَـوافي
وخَـــطَّ عِــذارِهِ يَتَســابقانِ
إذا الآدابُ لـم تكُ بالسَّجايا
فلَيسـَتْ بالزَّمـانِ ولا المَكانِ
وإن أعطَـى المُـؤَدِّبُ فضلَ علمٍ
فلا يُعطي الحَذاقةَ في الجَنانِ
ولا يُعطِـي الفَخـارَ أبٌ كريـمٌ
إذا طَرَحتْـكَ نَفسُكَ في الهَوانِ
فكُـنْ مـن رَهْـطِ باهلةٍ أديباً
ولا تَـكُ مـن بني عبدِ المَدانِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).