
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنِ المَضـارِبُ فـي ظِلالِ الـوادي
مثــلُ الجِبــالِ تُشــَدُّ بالأوتـادِ
تكسـو الـذَّبائِحُ كُـلَّ يـومٍ أرضَها
بِـــدَمٍ فتَســْتُرُهُ بثَــوبِ رَمــادِ
حُفَّــتْ بِغابــاتِ الرِّمـاحِ وإنَّمـا
تِلــكَ الرِّمــاحُ عَرِينــةُ الآسـادِ
تَخشَى اشتِعالَ العُودِ منها إذ تَرَى
لَيلاً أســـِنَّتها كـــوَرْي زِنـــادِ
تِلـكَ الـدِّيارُ ديـارُ طَـيٍّ حَوْلهـا
أحيــاءُ جُلهُمَــةٍ ورَبْــعُ إيــادِ
حَفَّـت بهـا زُمَـرُ الكُمـاةِ كأنَّهـا
دارُ الســـَّعيدِ تُحَــفُّ بالأجنــادِ
دارٌ بـأرضِ الشـُّوفِ قـام بِناؤهـا
وظِلالُ هَيبْتِهـــا علـــى بَغْــدادِ
إنْ لــم تكُـنْ كُـلَّ البلادِ فإنَّهـا
نِصـــفُ البِلادِ وفَخْـــرُ كُــلِّ بلادِ
هـيَ كَعْبةُ القُصَّادِ بل هيَ منَهلُ ال
وُرَّادِ بــل هــيَ غُصــَّة الحُســَّادِ
كَتبَـتْ يميـنُ الحـقِّ فـي أبوابهِا
لا تَنْـــسَ أنّ اللــهَ بالمِرْصــادِ
يَممَّـتُ صـاحِبَها السـَّعيدَ فقيلَ لي
أنــتَ الســَّعيدُ ظَفِـرْتَ بالإسـعادِ
إن كُنـتَ طـالبَ حاجـةٍ فَقدِ انقَضَتْ
مــا لــم تَكُـنْ مَلطوخـةً بِفَسـادِ
أهــديتُهُ مِثــلَ العَـرُوسِ قَصـيدةً
لكنَّهـــا طَلَعَــتْ بثَــوبِ ســَوادِ
حَزِنـتْ لـذُلِّ الشـِعر حـتى أيقَنَـت
بِمَمـــاتهِ فتَســـربلَتْ بحِـــدادِ
ولقـد هَمَمـتُ بتَرْكـهِ لـو لم تَكُنْ
غَلَبَــتْ عَلَــيَّ صــَبابةٌ بفُــؤادي
مـا كُنـتُ أعـرِفُ قبـلَ مَعرِفتي بهِ
نَفْســـي فكــانَ كتــوْأم المِيلادِ
قـد قَـلَّ فـي هـذا الزَّمانِ رَواجُهُ
حَتَّــى ابتُلِـيْ مَـعَ رُخصـِه بكَسـادِ
ولَئنْ تَكُــنْ كَثُـرَتْ معـايبُهُ فَقـد
ســتَرَت عليهــا قِلَّــةُ النُقَّــادِ
يـا واحـداً غَلَـبَ الأُلـوفَ فأصبَحَت
رُتَــبُ الأُلــوفِ رَهينــةَ الآحــادِ
مَـن كـانَ يُجهِـدُ فـي قِتالكَ نَفسَهُ
فبِســـَيفِ ذُلٍّ لا بِســـَيفِ عِنـــادِ
إنّــي دَعَوتُــكَ فاسـتَمَعْتُ إجابـةً
بـالقَلبِ قبـلَ الأُذْنِ عِنـدَ بِعـادي
حاشــاكَ أنْ لا تَســتَجِيبَ مُنادِيـاً
ونَـرَى الإلـهَ يُجيـبُ حيـنَ تُنـادي
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).