
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــولا التَفــاوتُ فـي الأخلاقِ والأدَبِ
تسـاوتِ النَّـاسُ فـي الأقدارِ والرُّتَبِ
لنــا أبٌ واحــدٌ بالجسـمِ يجمَعُنـا
لكــنْ كـانَ لنـا بـالرُّوح ألـفَ أبِ
قـامَ التفـاوتُ بيـن النَّاسِ مرتقياً
فـوق التفـاوُتِ بيـنَ العود والحَطَبِ
حـتى يُخيَّـلَ أنَّ البعـضَ قـد خُلِقـوا
مـن التُّـرابِ وصـيغَ البعـضُ من ذهبِ
والنَّـاسُ تطلُـبُ جمـعَ المـال قاطبةً
لكنَّهـا اختلفـت فـي غايـةِ الطلَـبِ
للعِـزِّ والصـَّفْوِ بعـضُ النَّـاسِ يجمعُهُ
والبعــضُ يجمعُــهُ للــذُّلِ والنَّصـَبِ
لا ينفـعُ المـالُ إلاّ حيـنَ يخـرجُ من
أيــدي ذويــهِ فيمضـي قاضـيَ الأرَبِ
والمـالُ في الكيسِ لا يمتازُ عن حجرٍ
كالسـيفِ في الغِمدِ لا يمتازُ عن خَشَبِ
والكُـلُّ مـن دون تقـوَى اللهِ نَحسبُهُ
مثـلَ الهَباءِ ذَرَتهُ الرِّيحُ في السُّحُبِ
واللــهُ يحتســبُ التَّقـوى بلا عمـلٍ
كجَفْنِـةِ الكـرْمِ قـد قـامت بلا عِنَـبِ
مَـنِ ادَّعـى الدِّينَ والدُّنيا أقولُ لهُ
إن كُنـتَ كـابن عُبيـدَ أقدِمْ ولا تَهَبِ
هذا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهرُ النَّسَبِ اُبْ
نُ الطَّاهرِ النَّسبِ ابنِ الطَّاهرِ النَّسَبِ
هـذا الكريمُ السَّليمُ القلبِ من دنَسٍ
وَهْـوَ الصـَّفِيُّ الـبرِيُّ النَّفسِ من رِيَبِ
أقــــوالُهُ دُرَرٌ أفعـــالهُ غُـــرَرٌ
أفضــالُهُ طُــرَرٌ فـي جَبْهـةِ العَـرَبِ
ذو رُتْبـةٍ ليـس فـي اسـتعلائها عَجَبٌ
لكــن تواضــُعُهُ مَعْهـا مِـن العَجَـبِ
كالغُصـنِ قـد مالَ نحوَ الأرضِ منخفِضاً
لِثْقـلِ حَمْـلٍ نَمـا فـي عُـودِهِ الرَّطِبِ
ماضــي اليَـراعِ جَميـلٌ خَـطُّ رُقعَتِـهِ
لكـن معـانيهِ أبَهـى منهُ في الكُتُبِ
يُجــري فُنونــاً مـن الأقلامِ مُطرِبـةً
لنـا وكـم طَـرَبٍ يجـري مـن القَصـَبِ
أحيـا العلـومَ الـتي ماتت بمدرسةٍ
كالبوقِ في البعث يُحيي دارسَ التُّرَبِ
قـامت لـهُ مـع شـهودِ النَّاسِ شاهدةً
تُبقـي لـهُ الذِّكرَ في مُستقبَلِ الحِقَبِ
بَغَـى رِضـَى اللـهِ روفائيـلُ مصطَحِباً
معْـهُ رِضـَى خلقِـهِ يـا خيـرَ مُصـطَحِبِ
وتِلــك نــادرةٌ قــد عَـزَّ مَطلَبُهـا
إلاّ علـــى مُخلِـــصٍ للــهِ مُنتخَــبِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).