
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تحتَ الثَّرَى سيصيرُ مَن فوقَ الثَّرَى
وسـينتهي كلُّ الجديدِ إلى البِلَى
يمضـي الفتى كالشَّيخِ عندَ وفاتِهِ
والشَّيخُ يمضي مثلما يمضي الفَتى
كُنَّـا نَظُـنُّ العَيـشَ يقظـةَ سـاهرٍ
فـإذا بـهِ حُلْمٌ تَراءَى في الكَرَى
يــومٌ وليــلٌ يــذهبانِ كلاهُمـا
والنَّـاسُ بينهُمـا تمـرُّ كما تَرَى
تحـتَ الحَصـَى مِمَّـن طـوَتهُ أرضُنا
عَـدَدٌ يكـادُ يزيدُ عن عَدَدِ الحَصَى
لـو قـامتِ الأمـواتُ من أرماسِها
لـم يبـقَ مَوْضـِعُ وقفةٍ مَعَها لَنا
نبنـي ونَغـرِسُ في الدِّيارِ لنازِلٍ
مـن بعـدِها وكذاكَ أسلَفَ من مَضَى
مـا كانَ أحسَنَ دارَنا لو لم تكُنْ
سـيموتُ بانيهـا ويخـرَبُ ما بَنَى
نِعمَ الفَتى من ماتَ وا أسفَا وما
مـات النُّـواحُ على صِباهُ والبُكا
ولَّــى وأبقَــى حَســرةً لفراقـهِ
كـادت تُـذيبُ بحرِّهـا شحمَ الكُلَى
أسـفاً علـى ذاكَ الشـَّبابِ فـإنَّهُ
بـدرٌ على أثَر التَّمامِ قد اختفَى
ولَّـى فكـانَ كـأنَّهُ فـي الأرضِ لم
يُولَـد ولكـن عـاشَ مولودَ السَّما
والموتُ ليسَ بغافلٍ في النَّاسِ عَن
طِفـلٍ ولا شـيخٍ يَـدِبُّ علـى العصا
كــلٌّ كصــاحِبهِ يمــوتُ وإنَّمــا
شـَتَّانَ مـا بيـنَ الثُّرَيَّا والثَّرَى
هـذا الـذي خُلِـقَ الأَنـامُ لأجلِـهِ
ولـذاكَ تُـدعَى دارُنا دارَ الفَنَا
النَّـاسُ مَوْتَى في الحياةِ فإنَّ ما
لا بُـدَّ أن يـأتي يُعَـدُّ كمـا أتى
مــن فـاتهُ شـَرُّ الصـَّباحِ فـإنَّهُ
لا شـَكَّ ليـسَ يفـوتُهُ شـَرُّ المَسـا
أقصـَى الجُنـونِ إذا تَبصـَّرنا بهِ
عُمـرٌ قصـيرٌ غـاصَ في طول المُنَى
ومـن المَسـاخرِ أنْ تقـولَ مُعزِّياً
عمَّـن يمـوتُ لأهلـهِ لكـمُ البَقـا
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).