
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد قـامَ رَبُّ الـدَّارِ في أوطانِهِ
وجَـرَى الجَـوادُ هُناكَ في مَيدانِهِ
واخضـَرَّ ما قد جَفَّ من نَبْتِ الرُّبَى
فجـرَت ميـاهُ الخِصـبِ في عِيدانِهِ
عـاد الرَّبيعُ إلى الدِّيارِ بزَهرهِ
كزَمــانِهِ بعـدَ انقضـاءِ زَمـانِهِ
وأفــادهُ سـَعدُ الشـِّهابِ نَضـارةً
فـي آبَ لـم تَخطُـرْ علـى نَيْسانِهِ
أتَـتِ الوِلايـةُ أهلَ منَصبِها الذي
لا يســتحي أحَــدٌ بلثـمِ بَنـانِهِ
للمجـدِ فـي لُبنـانَ بيـتٌ شـامخٌ
آلُ الشـِّهابِ الـرأسُ مـن أركانِهِ
قـومٌ لهـم شـَرَفٌ قـديمٌ مـن مَدَى
زَمَـنٍ عَصـى التأريـخَ حِفظُ أوانِهِ
لـو هَـمَّ نُسـَّابُ الحِجـازِ بضـبطِهِ
بَلـغَ السـِّياقُ بـهِ إلـى عَدنانِهِ
كـم قـاطفٍ للزَّهرِ من عُرضِ الفَلا
يـا مَـن قطفتَ الزَّهرَ من بُستانِهِ
مَن كانَ مِن نسلِ البشيرِ فذاكَ لم
تَكُـنِ الممالِـكُ فـوقَ رِفعةِ شانِهِ
ذاكَ الــذي ضــَبَطَتْ عِنـانَ بِلادِهِ
يَـدُهُ كمـا ضـَبَطَت عِنـانَ حِصـانِهِ
قـد كان يُطفي الماءُ جمرةَ غيرهِ
والمــاءُ يُحرِقُـهُ لَظَـى نِيرانِـهِ
وقــد اقتبسـتَ خِصـالَهُ وصـفاتَهُ
مـن حيـثُ كُنـتَ نشأتَ في دِيوانِهِ
والأصـلُ يجـري في الفُروعِ زكاؤُهُ
فيُولِّــدُ الأثمــارَ فـي أغصـانهِ
ســـُرَّت بمَنصـــبِكَ البِلادُ لأنَّــهُ
فـي طـالعٍ بالسـَّعدِ عَقْـدُ قِرانِهِ
مـا زالَ يُهـديكَ الهَنـا بكتابهِ
مَـن ليـسَ يُمكنُـهُ الهَنا بلِسانِهِ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).