
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُــروقٌ قــد تخللَّهـا رُعـودُ
فظُــنَّ وراءَهــا مَطَـرٌ شـديدُ
وهُـوجُ عواصـفٍ ثـارتْ فكـادتْ
جِبـالُ الشـُّوفِ مـن قَلَقٍ تَميدُ
وســُحْبٌ أطبَقَـتْ ولهـا دُخـانٌ
إلـى أوجِ السـَّماءِ لـهُ صُعودُ
وقـد ثـارَ العَجاجُ بأرض قومٍ
عليهـمْ مِنـهُ قـد خَفَقَتْ بُنودُ
تَــرادَفَ كـلُّ ذلـك ثُـمَّ ولَّـى
كـذوبِ الثَّلجِ وانخَذَلَ الحَسودُ
رَقـدنا والأمـاني السُّودُ بِيضٌ
وقُمنـا والوجـوهُ البِيضُ سُودُ
إذا أعطـى الفتَى مَولاهُ عَوْناً
تُقصــِّرُ عـن مَضـَرَّتهِ العبيـدُ
وأمـرُ اللـهِ يَغلِـبُ كـلَّ أمرٍ
فلا مَلِـــكٌ يُعَــدُّ ولا جُنــودُ
حَمـاكَ أبـا المجيدِ حُسامُ رَبٍّ
لـديهِ يُشـبِهُ الخَشـَبَ الحديدُ
ودِرعٌ نَســــجُ داودٍ منيـــعٌ
بنصــرِ اللـه مَنعَتُـهُ تزيـدُ
لقد كثُرَتْ من القوم الدعاوي
ولكـن لـم تُؤيِّـدْها الشـُّهودُ
ولــو صــَحَّ الكلامُ بلا بَيـانٍ
بَلَغـتُ مـن الدَّعاوي ما أريدُ
عَمَـدتَ فمـا نَـدِمتَ لكيدِ قومٍ
لهــم نَــدَمٌ ولكـنْ لا يُفيـدُ
إذا حَجَـرٌ رَميـتَ بـهِ عَمـوداً
تَــراهُ نحــو راميـهِ يعـودُ
وكـم شـَرَكٍ تُصـادُ بـهِ ظِبـاءٌ
ولكــن لا تُصـادُ بـهِ الأُسـودُ
وليـسَ السـَّيفُ يَقطَعُ في دُروعٍ
إذا قُطِعـت بضـربتهِ الجُلـودُ
وأيُّ النَّـاسِ يُرضـي كـلَّ نفـسٍ
وبيـنَ هوى النُّفوسِ مدىً بعيدُ
ومـن قَصـَدَ الرِّضَى للنَّاسِ طُرّاً
كمنْ في الدَّهرِ يُطمِعُهُ الخُلودُ
وكـمْ شـاكٍ مـنَ الرَّحمـنِ حتَّى
عليـهِ الكُفـرُ يَغلِبُ والجُحودُ
يَسـُنُّ لـهُ الوقـوفَ على حُدودٍ
فتُزعـجُ نفسـَهُ تلـك الحُـدودُ
ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت.استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها.له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و(الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها.وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و(نفحة الريحان -ط) و(ثالث القمرين -ط).