
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَحبابنـا هَـل لِـذاك العَهـد تذكارُ
يُـدني إَلَيكُـم إِذا لَم تُدنِنا الدارُ
بنتُـم فَلَـم يغنِنـا مِـن أُنسِكُم سَكَنٌ
يَومـاً وَلا راقَنـا مِـن بَعـدَكُم جـارُ
تَجـري المُنـى سـانِحاتٍ في خَواطِرنا
وَمـا لَهـا غَيـرَ جَمـعِ الشَملِ أَوطارُ
قَـد قَطّـع البُعـد نَجوانا وَما بَرِحَت
فـي القَلـب مِنكُـم أَحـاديثٌ وَأَسرارُ
نَبيتُ في الرَّبعِ نَستَسقي الغَمامَ لَكُم
وَقَــد سـَقَت ربعكـم لِلـدَمعِ أَمطـارُ
حَــقٌّ عَلَينــا وَإِن غِبتُــم زَيـارتَهُ
فَهَــل نَراكُــم وَأَنتُــم فيـهِ زُوَّارُ
أَمـا الكَرى فَسَلوا عَنهُ الخَيالَ إِذا
وارتـهُ مِـن ظُلمـاتِ اللَيـلِ أَسـتارُ
يَطـوفُ مِـن حَولِنـا حَـتى يَعـود وَقَد
أَصــابَهُ مِــن رشـاشِ الـدَمعِ آثـارُ
وَبــي لَيــاليَ أُنـسٍ بَيننـا سـَلفت
كَأَنَّهــا فـي رَبيـعِ العَيـشِ أَزهـارُ
كَأَنَّنــا لَــم نَـذُقْ وَصـلاً وَلا عـبرتْ
لَنــا عَلـى الصـَّفْوِ آصـالٌ وَأَسـحارُ
أَيـام نَعشـو إِلـى ضَوءِ الشّمولِ وَقَد
بَـدا لَهـا تَحـتَ جَنـحِ اللَيلِ إِسفارُ
صـَهباءُ تَكسـو النَـدامَى مِن أَشعَّتِها
كَـوجهِ مُوسـى وَقَـد ضـاءَت لَهُ النارُ
مُبـارَكُ الـوَجهِ صافي السر قَد هَبَطَت
عَلَيــهِ مِـن أُفـق الرُضـوانِ أَنـوارُ
فــي طاعَـةِ اللَـهِ مَمسـاهُ وَمصـبحُهُ
وَمِنـــهُ لِلخَيـــرِ إِعلانٌ وَإِســـرارُ
لِلّــهِ غُصــنٌ نَشـا مِـن روحِ مَكرُمَـةٍ
طــابَت لَنـا مِنـهُ أَغصـانٌ وَأَثمـارُ
عِـــرقٌ كَريـــمٌ وَأحســابٌ مُؤثَّلــةٌ
بِمثلِهــا أُحــرِزَت لِلمَجــدِ أَخطـارُ
أَنشـــا لآلِ فُريـــجٍ عــزةً بَســَقَت
مَــن دونِهـا خَسـأت لِلـدَهرِ أَنظـارُ
بَنـى لَهُـم طَـودُ مَجـدٍ طالَ وَاِرتَفَعَتْ
عَلَيـهِ مِـن حيطـةِ الرَحمـانِ أَسـوارُ
وَفَــوقَهُ نــورُ بَــدرٍ حيـنَ لاحَ بِـهِ
غــارَت لِمَطلَعِـهِ فـي الأُفـقِ أَقمـارُ
هَـذا الهُمـامُ الَّـذي أَضـحَت مَناقِبُهُ
قُـدىً بِهـا فـي طِلابِ الحَمـدِ يُسـتارُ
فــي جـاهِهِ لِطَريـدِ الـدَهرِ مُلتَجـأٌ
وَفــي غِنــاه لِأَهـلِ العُسـرِ إيسـارُ
وَهمُّــهُ كــلّ يَــومٍ كَســبَ مَــأثرةٍ
تَخُطُّهــا فــي سـجِلِّ الفَخـرِ أَدهـارُ
مُتَيَّــمٌ بِغَــواني المَجــدِ يَعشـَقُها
فَهــنَّ مِــن حَــولِهِ عــونٌ وَأَبكـارُ
يَضــُمُ لِلتّالــدِ المَـوروثِ طارِفُهـا
ذَخــائِراً مَثلَهــا يَبغــي وَيَختـار
فِــدىً لِموســى رِجـال قَـد عَرَفتَهُـمُ
كَــأَنَّهُم فــي عُيـونِ العَصـرِ عُـوَّارُ
مِـن كُـلِّ راضٍ مِـن الـدُنيا بِـدرهمِهِ
وَلَيــسَ فــي نَفسـهِ لِلمَجـدِ إيثـارُ
وَمَــن إِذا حَصــَلَتْ فــي كَفِّـهِ جِـدَةٌ
فَإِنَّهــا ثَمَــنٌ يُشــرى بِـهِ العـارُ
الفَقــرُ أَجمَــلُ ثَــوبٍ للّئيـمِ وَإِنْ
عـابَ الكَريـمَ وَبَعـضُ الفُقـرِ سـَتَّارُ
وَشـَرُّ مـا اِمتـازَ قَـدرُ الأَغبياءِ بِهِ
إِذا غــابَ مِنهُــم بِـالفلسِ أَسـعارُ
وَإِنَّمــا الفَضـلُ مـا أَبـديتَهُ لَهُـمُ
لَـو كـانَ فيهِم لِمَرأى الفَضلِ أَبصارُ
فَـدُم لَهُـم سـائِداً فـي كُـلِّ مَكرُمـةٍ
بِمثلِهـا قـادَ عُنـقَ الـدَهرِ أَحـرارُ
وَلتَهنِـكَ الرُتبـةُ الأُولَـى حَباكَ بِها
مِـن جـودِ كَفّيـهِ فـي الآفـاقِ مِدرارُ
مِـن عِنـدِهِ يُنصَفُ الفَضلُ المُبين وَلا
تُخفــي عَلَيـهِ لِأَهـل الفَضـل أَقـدارُ
وَمِــن إِرادَتِــهِ حُكــمٌ فَمَـن رَفَعَـت
فَمــا لرفعَتِــهِ فــي الأَرضِ إِنكـارُ
عَبـد الحَميـدِ الَّذي في ظِلِّهِ اِستَتَرَت
مِــن البَســيطةِ أَقطــارٌ وَأَمصــارُ
تَجـري الرِيـاحُ تِباعـاً تَحـتَ رايَتِهِ
إِذا جَــرَت وَتُقِــلُّ الفُلــكَ أَبحـارُ
مُلـكٌ إِذا نَظَـرَت فـي الأَمـرِ فِكرَتَـهُ
فَالــدَهرُ يَـومٌ ووجـهُ الأَرضِ أَشـبارُ
لَــهُ مِــن القَــدَرِ الجـاري جَلاوِزَةً
وَمِــن مَلائكــةِ الرَحمــانِ أَنصــارُ
فَدُمْ لنا ما فيا الغُصنُ النَسيمُ وَما
تَحرَكَــتْ مِـن جُفـونِ العَيـنِ أَشـفارُ
وَرُمْ بِــهِ راقيـاً أَرَّخَـتُ مـا نُسـِجَت
بِمَـــدحِهِ خُطَـــبٌ منـــا وَأَشــعارُ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.