
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مُهـدي الدُّرِّ بَينَ الحبرِ وَالوَرَقِ
قَلائِداً بِحُلاهــــا طـــوَّقَتْ عُنُقِـــي
تِلكَ القَوافي الَّتي كَالزَهرِ قَد طَلَعَت
تَزهــو بِثَـوبِ طِـرازٍ بـاهرٍ الطُّـرُقِ
مِـن كُـلِّ عَـذراءَ وَافَـت تَنجَلي فَجَلَت
كَأسـاً أَصـَبتُ بِهـا سـُكراً فَلَـم أُفِقِِ
أَطَلتهـا أَسـود القَلـبِ الَّـذي فَتَنَت
فَكــانَ مِـن حاسـِديهِ أَسـوَد الحَـدقِ
رَبيبــةٌ علِـقَ القَلـبُ الشـَجِيُّ بِهـا
وَإِنَّمــا خُلــقَ الإِنســانُ مِـن عَلَـقِ
أَهـدى بِهـا بـارعُ الأَوصـافِ باهِرُها
ماضــي بَنـان كَمَـرِّ البَـرقِ مُنطَلـقِ
فَــتىً لَقَـد بـاتَ بِـالآدابِ مُشـتَغِلاً
وَبــاتَ أَمثــالَهُ بِـاللَهوِ وَالنَـزقِ
ذَكــيُّ قَلــبٍ بِنــارِ الحلـم مُتّقـدٌ
جَــرى بنَطـقٍ كَسـَيلِ المُـزنِ مَنـدَفقِ
وَحَبّــذا فــي الفَـتى حِلـمٌ يَزيِّنُـهُ
وَفــودُهُ غَيــرَ تـالٍ سـورةَ الفَلَـقِ
فَمـا كمَـالُ الفَـتى بِالشَيبِ في شعرٍ
لَكِـن كَمالُ الفَتى بِالشيبِ في الخُلُقِِ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.