
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلّــل حَشــاي بِــذكر ذاكَ المَنـزِلِ
وَأَعِـــد أَحـــاديثَ الزَمــانِ الأَوَّلِ
وَأعـذُر إِذا اِبتَـدَرَت سـَوابقُ أَدمُعِي
طَرَبــاً وَحَــلَّ الوَجـدُ عَقـدَ تَجَمُّلـي
زَمَــنٌ بِــهِ خَلّفــتُ أَيَّــام الصـِّبى
وَتَرَكــتُ طيــبَ لَــذاذَتي وَتَغَزُّلــي
أَيــامَ تَخــدُمنا المُنــى مَنقـادةً
وَأَخو الهَوى في الرَّبعِ يَمرَحُ كَالخَلِي
يَجــري عَلـى مَتـنِ الأَغـرِّ وَكَـم لَـهُ
فــي الحَــيِّ مِـن يَـومٍ أَغَـرَّ محجَّـلِ
فـي عُصـبةٍ تَخِـذُوا الصـَبابةَ مَذهَباً
لَهُــمُ وَعــافوا مَــذهَبَ المتَبَــذِّلِ
وَرَدُوا الكُــؤوسَ فَــأَرْيَحِيٌّ لِلنَــدى
مِنهُـــم وَمُهتَــزٌّ لَــذكرِ القَســطَلِ
يَفتَـــنُّ مُنشــِدُهُم فَتَحســَبُ لَفطَــهُ
مِـن كَأسـِهِ وَبَيـانِهِ السـحرَ الجَلِـي
وَكَأَنَّمــا يُملــي الســَليم قَصـيدةً
فَـــالقَومُ بَيـــنَ مكبِّــرٍ وَمُهَلِّــلِ
النــائم المَعنــى الـدَقيق كَـأَنَّهُ
أَســــلاك دُرٍّ بِالجُمــــانِ مفصـــَّلِ
ماضــي الجَنـان إِذا أَفـاضَ حَسـِبتَهُ
يَتلــو عَلَيــكَ صــَحيفةَ المُتَرَســِّلِ
وَإِذا جَــرى فَــوقَ الطُّـروسِ يَراعَـهُ
فَــوَميضُ بَــرقٍ فــي ســَحابٍ مُسـبَلِ
مُتَوَقِّــدُ الأفكــارِ لَـو بَـرَزَتْ لَنـا
فـي اللَيـل أَغنَـت عَن ضياءِ المَشعلِ
قَلــبٌ مِــن الأَشــياخِ يَحمِلُـهُ فَـتىً
غَــضُّ الشــَبيبةِ مِثـل حَـدِّ المَنصـلِ
وَلَـــرَبَّ قادِمَـــةٍ عَلــيَّ بِلُطفِهــا
أَحيَــتْ فُــؤادي حيـنَ مَسـَّت أَنمُلِـي
غَيـــداءُ مُرســَلةُ النِقــابِ وَراءَهُ
وَأَمــامَهُ نَفَحــاتُ عُــرفِ المَنـدَلِي
وافَــت بِآثــارِ الحَــبيبِ وَطالَمـا
وافــى إِلــيَّ بِهـا نَسـيمُ الشـَمأَلِ
حَســناءُ ناحِلَــةُ القــوامِ لقيتُـه
مِـن عَطـف عاشـِقِها السـَقيمِ بِأَنحـلِ
قابَلتُهــا فَــرَدَدَتُ طَرفــي بَعـدَما
طَفَحَــت عَلـيّ شـُؤون دَمعـي المُرسـَلِ
شــَكَتِ الفِـراقَ فَهَيَّجَـت عِنـدي شـَجاً
أَمسـى عَـنِ الشـكوى وَعَنهـا مُـذهلي
يــا مَـن نَـأى عَنِّـي وَبـاتَ خَيـالُهُ
فــي طَــيِّ قَلــبٍ عَنـهُ لَـم يَتَرَحّـلِ
بَينـــي وَبَينَـــكَ لِلمَــوَدّة ذمــةٌ
قَطَعَــت مِــن الغَمَــرات كُـلَّ مُؤمَّـلِ
فَصــَلَت مَنازِلنــا البِحـار وَقَطـرةٌ
مِنهُــنَّ بَيــنَ قُلوبَنــا لَـم تَـدخُلِ
وَلَقَــد وَقَفــتُ عَلـى وَدادِكِ مُهجَـتي
وَتَصــُرُّفي فــي الوَقـفِ غَيـر مَحَلَّـلِ
وَعَــذَرتُ نَفســي فــي هَـواكِ لِأَنَّنـي
أَورَدتُهــا فـي الحُـبِّ أَعـذَبَ مَنهَـلِ
وَأَنـا الَّـذي أَلِـف الهَـوى وَأَذاعَـهُ
مِــن حَيـثُ بـاتَ عَـن المَلامِ بِمَعـزَلِ
أَســَأَلتَ مـا قَـد مَـرَّ مِـن أَيامُنـا
عَمــا يَكـونُ مِـن الزَمـانِ المُقبِـلِ
اللَــهُ أَكبَــرُ كُــلّ حــالٍ دونَهـا
أَجَــلٌ وَصــَرفُ الــدَهرِ غَيـرَ مُؤجَّـلِ
فَــأَعَزُّ مــا صــادَفَتَ يَــومَ مَسـَرةٍ
وَاللَــهُ يَعلَــم بَعـدَ ذَلِـكَ مـايَلي
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.