
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُقَــلٌ فـي دُجـى العَـرورِ نِيـامُ
وَحَيــــــاةٌ جَميعُهـــــا أَحلامُ
كُــلُّ عَيــنٍ تَحــتَ الظَلامِ وَلَكـن
بَــدَّلَ الحلــمُ مـا أَجـنَّ الظَلامُ
رَقــدةٌ طــالَ عَهــدُها فَتَلَتهـا
رَقـدةٌ لَـم يَكُـن يَليهـا اِنصِرامُ
هــام كُــلٌّ بِعَيشــِهِ وَالمَنايـا
راصــِداتٌ حَــولَ النُفـوسِ قِيـامُ
قَصــُرَ العُمـرُ تَحـتَ طُـولِ رَجـاءٍ
شــَرَدَت فــي مَجــالِهِ الأَوهــامُ
لَـو أَرادَ الفَـتى قَضـاءَ أَمـاني
هِ لَضــاقَت مِــن دونِهـا الأَيَّـامُ
كُــلُّ يَـومٍ تَعِلَّـةٌ شـابها الشـَّكْ
كُ وَمــا لا يُشــكُّ فيـهِ الحِمـامُ
تَحـتَ هَـذا الرُّغـامِ مِنـهُ رِجـالٌ
وَعَلَيـــهِ مِـــن رِجــالٍ رغــامُ
وَاِستَوى المَيتُ وَالتُرابُ وَبَين ال
مَيــتِ وَالحَــيِّ نســبةٌ وَالتِئامُ
أَيُّهـا الراحـلُ الَّـذي سـارَ عَنَّا
نَحـوَ عَـرشٍ قَـد طابَ فيهِ المُقامُ
وَتَـوارى بِالجسـمِ فـي ظـلِّ لَحـدٍ
نَحلــت بَعَــد مَـن بِـهِ الأَجسـامُ
إِن فيـهِ حـبَّ القُلـوب فَهَـل تَـن
بِتُــه فَوقــك الـدُموعُ السـِجامُ
يـا لَـكَ اللَهُ ما أَثَرتَ مِن الحُز
ن وَفـي المَـوت وِردُ مـا لا يُرامُ
لا رَعــى اللَـهُ لَيلـةً بِـكَ أَودَت
فَاِكتَســَت مِـن سـَوادِها الأَقـوامُ
قَـد رَمـى قَلبَـكَ الحِمـامُ بِسـَهمٍ
كَثُـرَت مِنـهُ فـي القُلوبِ الكُلومُ
فَتَرَكَـتَ الحَيـاةَ طَوعـاً وَلَـم يش
غَلْــكَ قَبلاً بِهـا حُسـناً مُسـتَهامُ
لَـم تَـزَل نـاظِراً إَلَيهـا بِعَيـنٍ
هِــيَ فــي جَفنِهـا قَـذىً وَسـَقامُ
وَتَرَحَّلـــتَ نَحــوَ رَبِّــكَ تَبغِــي
عِنــدَهُ الخُلـدَ وَالحَيـاةُ لِمـامُ
مـا تَفِـي بَعـدَكَ الشـُجونُ وَلَكـن
تِلـكَ مِما اِقتَضى الهَوى وَالذِّمامُ
غَـلَّ مِنـكَ الرَّدى بَناناً نَضاهُ ال
بِــرُّ قَبلاً وَالمُكرَمــاتُ العِظـامُ
وَعَلا ذاتِـــكَ الكَريمـــةُ تُــربٌ
قَــــد عَلاهُ الإِجلالُ وَالإكــــرامُ
فَعَلــى قَــبرِكَ السـَحائبُ تَجـري
وَعَلــى نَفســِكَ الرِضـى وَالسـَلامُ
إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه.وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام.وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنةثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه.ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر.وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها.تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً.وله (ديوان شعر -ط) و(الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.