
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـذَكَّرتُ عَهـداً بِـالجَزِيرَةِ مَاضـِيَا
فَأَنصـَفتُ شـَجواً لا يَمَـلُّ التَّقَاضِيَا
وَزُرتُ رســوماً فِـي طَرِيـفٍ كَأَنَّهَـا
بَقِيَّــةُ أَغمَــادٍ رُزِئنَ المَوَاضـِيَا
أَيَـا أُفُـقَ الأُنـسِ الَّذِي قَد عَهِدتُهُ
بِزُهـرِ الأُصـَيحَابِ الأَكَـارِمِ حَالِيَـا
نــأَت غُـرَرُ الأَيَّـامِ عَنـكَ فَقَلَّمَـا
يَمُــرُّ عَلَيـكَ الـدَّهرُ إِلا لَيَالِيَـا
أُرَدِّدُ فِيـكَ العَيـنَ أَدهَـمَ مُقفِـراً
فَأُبصـِرُ صـَدرِي خَالِيـاً مِن فُؤَادِيَا
أًقُــولُ لِرَكـبٍ بِـالجَزِيرَةِ عَرَّجُـوا
قِفُوا نَرث آثارَ الهَوَى وَالمَغَانِيَا
دِيَارٌ بِهَا نِلنَا المُنَى ثُمَّتَ انقَضَت
فَلَـم يُبقِ مِنهَا الدَّهرُ إِلا أَمَانِيَا
فَـواللَّهِ مَا أَدرِي إِذَا مَا حَلَلتُهَا
مَغَـانِيَ مَـا أَلقَى بِهَا أَم مَعَالِيَا
لَقَد صَارَ فِيها غَائِبُ الشَّجوِ حَاضِراً
وَأَضـحَى بِهَـا مُستَقبلُ الأُنسِ مَاضِيَا
فَيَـا رَبعَهُـم رَاجِعنِيَ القَولَ عَنهُمُ
أَلَيــسَ خَفِيفـاً أَن تَـرُدّ جَوَابِيَـا
مَعَــالِمَهُم مَــا أَنـتِ إِلا مَجَاهِـلٌ
وَلَكِنَّنِــي آثــرتُ حُســنَ خِطَابِيَـا
إِذَا لَـم أُحَسـِّن مَنطِقِي جُهدَ طَاقَتِي
لِرَبــعِ أَحِبَّــائِي فَـأَينَ وَدَادِيَـا
أَعِنـدَ أَبِـي عَمـرو بنِ حَسُّون أَنّني
عَلَـى رَسـمِ عَهدِي لَستُ أَنفَكُّ رَاعِيا
وكاسـمِ أَبِيـهِ حُبُّـه فـي جَـوانِحِي
فَمـا دُمـتُ أَبقَى لَيسَ يَفتَأُ بَاقِيَا
أَتَــانِي هَـوَاهُ مُسـتَميحاً مَـوَدَّتِي
فَــأَعطَيتُه مَـا شـَاءَ إِلا فُؤَادِيـا
وَإِنِّــيَ لَـم أُمسـِكهُ عَنـهُ ضـَنَانَةً
وَلَكِنَّنـي أَخشـَى عَلَيـهِ التِهَابيـا
إِذا هَـبَّ مِـن آفَـاقِيَ البَرقُ نَحوَه
فَمَـا هُـو إِلا شـُعلَةٌ مِـن أُوَارِيـا
وَإِن جَـادَ مِن أَجفَانِي القَطرُ رَبعَه
فَيَا لَيتَ شِعرِي مَا يزيدُ الغَوَادِيا
أَلا أَيُّهَـا الرَّكـبُ المُطـاوِعُ عَزمَه
إِلَـى أَرضِ فَـاسٍ أَدِّ فِيهـا سـَلامِيا
وَحــيِّ أَبـا عَمـرٍو هُنـاكَ وَإِنَّمـا
أَفَـدتكَ فاشكُر أَن تُحَيّي المَعَالِيا