
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلِيلَــــيَّ دَعــــوَى برّحَـــت بِخَفَـــاء
خُــذا فــانزِلا رَحــلَ الأَســَى بِفنــائِي
وَهُــدّا مِــن الصــّبرِ الجَمِيــلِ بِنـائي
قِفـــا ســـاعِداني لآت حِيـــنَ عَــزائي
قِفــا نَبــكِ مِــن ذِكـرَى حَـبيبٍ وَمنـزِلِ
أَيُــــترَكُ رَبـــعٌ لِلرِّســـَالَةِ سَبســـبُ
تَجيـــءُ بِــهِ هــوجُ الرِّيــاحِ وتَــذهَبُ
وَلا تَنهَمِـــي فِيـــهِ العُيــون وَتَســكب
وَتظلـــم أَعنـــاق الـــدّموعِ فَتُنهَــبُ
بِســِقطِ اللّــوى بَيــنَ الـدَّخولِ فَحَومَـل
دِيَـــارُ الهــدَى بِــالخَيفِ والجَمَــرَاتِ
إِلَـــى مُلتَقَـــى جمــع إِلَــى عَرَفــات
مَجـــاري ســـُيُول الغَيــم والعَبَــرات
مَعَــــارِفُ هَــــدي أصـــبَحَت نَكِـــرَات
لِمـــا نَســَجَتها مِــن جَنُــوبٍ وَشــَمأَل
عَـــذِيرِيّ مِـــن رُزءٍ بِصـــَبرِيَ يَعبَـــث
وَمِــن نَبــإٍ فِــي عُقـدَةِ الثُّكـلِ يَنفُـثُ
وَأَيّ مُصــــَابٍ عَهـــدُهُ لَيـــسَ يُنكَـــثُ
كَــأَنِّي إِذَا مَــا القَـومُ عَنـهُ تَحَـدَّثُوا
لَـــدَى ســَمُراتِ الحــيّ نَــاقِفُ حَنظَــل
أَلا يَــا رَســُولَ اللَّــهِ صــَدرِي تَوَهّجَـا
لِمَصـــرَعِ ســـبطٍ بِالـــدِّمَاءِ تَضـــَرّجَا
فَعَطَّلـتُ جيـدَ اليَـأسِ مِـن حِليـة الرّجـا
فَتَعســاً لأقــوامٍ يُريــدون لــي نَجَــا
يَقُولـــونَ لا تَهلِـــك أســـىً وَتَجَمّـــلِ
عَلَـى مِثـل مَـا أُمسـِي مِـنَ الهَـمِّ أُصـبحُ
زَنَـــادُ فُـــؤَادِي بِاللّواعِـــجِ يقــدَحُ
وَلَـــو أَنّ قَلبِـــي لِلتَّجلُّـــد يَجنَـــحُ
لَفَاضـــَت جُفـــوني بالســَّوَاكِبِ تَطفَــحُ
عَلَــى النَّحــرِ حَتّـى بَـلّ دَمعِـي مَحمَلِـي
عُهـــود مُصـــَابِي أَمَّنَــت يَــدَ فَاســِخ
وَمُحمــــهُ لا يُتّقــــى حُكـــم ناســـِخ
فَلَـــو أَشـــتكيه للنّجــوم البــواذِخ
لَعَــالَت بِنَعــي الســِّبطِ صــَرخَة صـَارِخ
فَقَــالَت لَــكَ الــوَيلاتُ إِنَّــكَ مُرجِلِــي
أَقــولُ لِحُــزنٍ فِــي الحُســَين تَأَكَّــدا
تَمَلّــك فُــؤَادِي مُتهِمــاً فِيــهِ مُنجِـدا
وَلَـو غَيـر هـذا الحـزنِ رَاحَ أو اغتَـدَى
لنَـــادَيتُه قَبـــلَ الوصـــُولِ مــرَدِّدا
عَقَـرتَ بَعِيـري يَـا امـرَأَ القَيـسِ فَانزِلِ
ســِهَامَ الأَســَى هَــذَا فُــؤَادِيَ فانفُـذِي
فَفِــي أَلَمِــي بَعــدَ الحُســَينِ تَلَـذُّذِي
وَمِــن عَــبرتي والثُّكــل أَروَى وأَغتَـذي
فَيَــا مُقلَــتي مِــن أَن تَشــحّي تَعَـوَّذي
وَلا تُبعـــدينا مِـــن جَنــاكِ المعَلّــل
وَرَكـــبٍ إِذا جــاراهُمُ البَــرقُ يَعثُــرُ
تَـــذَكّرتُ فِيهِـــم كَـــربلا فَتَحيّـــروا
وَغَيــداءَ لا تَــدرِي الأَســَى كَيـفَ يَخطُـرُ
بثَثــتُ لَهَــا مَــا كُنـتُ بـالطّفِّ أُضـمِرُ
فَأَلهَيتُهَـــا عَـــن ذِي تَمَــائِم مُغيــل
مُجَلِّــي الأَسـَى فـي مَلعَـب الصـَّدرِ بَـرَّزا
وَمَاطِـــلُ ذَاكَ الــدّمع وَفّــى وَأَنجَــزا
وَجَــلّ الجَـوَى مِـن قَلبِـيَ الصـَّبِّ مَركـزا
فَغَايَـــةُ هَـــذا الحُــزنِ أَن يَتَحَيَّــزا
بِشـــِقّ وَشـــِقٍّ عِنـــدَنا لَـــم يُحَــوَّلِ
عَـــزَائِيَ فِــي عَشــواء ثُكلِــي خَــابِطُ
وســُهدِي إِلَــى وَادِي المَــدَامِعِ فَــارِطُ
وَلِلقَلــبِ فِــي مَهــوَى الـوَجِيبِ مَسـَاقِطُ
تَعَــدَّت شــُجُونٌ فــي القَضــايا قَوَاسـِطُ
عَلَـــيّ وَآلـــت حِلفَـــةً لَـــم تُحَلَّــلِ
أَمَـــا لِعُهـــودِ الهَاشـــِمِيِّينَ حَــافِظُ
فَبِـــالطَّفِّ يَـــومٌ لِلرِّســـَالَةِ غَـــائِظُ
عَلَــى ثُكلِــهِ قَلــبُ الكَرِيــمِ مُحَــافِظُ
فَيَــا مُهجَـتي إِنِّـي عَلَـى السـِّبطِ فَـائِظُ
فَســـُلّي ثِيــابي مِــن ثِيابــكِ تنســَلِ
نَجِيــعُ حَفِيــدِ المُصــطَفَى كَيــفَ يُسـفَكُ
وَرِقّ بَنيــــهِ بَعـــدَهُ كَيـــفَ يُملَـــكُ
فَيَـــا كَــربَلا وَالكَــربُ لِــي مُتَمَلَّــك
أَيَكفِيـــكِ مِنِّـــي إِن ذَكَرتُـــك مَهلَــكُ
وَأَنَّــكِ مَهمَــا تَــأمُرِي القَلــبَ يَفعَـلِ
أَيَــا حَســرتا يَـومَ انتَـأَوا وَتَحَمّلـوا
إِلَــى كَــربلا مَثــوَى الكُـروب تَنَقّلـوا
لِيُســبَوا عَلَــى حُكـمِ الضـّلالِ وَيُقتلـوا
فَيَـــا رُزأَهُــم صــَمّم وَمِثلُــكَ يَفعَــلُ
بِســـَهمَيك فِــي أَعشــَارِ قَلــبٍ مُقَتّــل
أَيَــا فَاســِقاً قَــادَ الغُـرُورُ شـَكائِمَه
فَــأورَدَ فِــي نَحــرِ الحُســَينِ صـَوَارِمَه
تَهَيَّــأ لِيَــومِ الحَشــرِ تَجــرَع علاقِمَـه
فَمَــا لَــكَ مَنجــىً مِـن خُصـومَةِ فـاطِمَه
وَمَــا إِن أَرَى عَنــكَ الغَوَايَــةَ تَنجَلِـي
تَبَـــرّأتُ مِــن قَلــبٍ بِلَــذَّتِهِ اعتَنَــى
وَآلُ رَســُولِ اللَّـهِ فِـي شـرّ مـا اجتَنَـى
إِذا ما اقتَضَوا وِرداً أُحيلُوا عَلَى القَنَا
وَعِــترَةُ حَــربٍ فِـي جَنَـى رَوضـَةِ المُنَـى
غَــذَاها نَمِيــرُ المَــاءِ غَيـرِ المُحَلّـل
عَصـَوا فِي احتِمَالِ الرَّأسِ يَا وَيحَ مَن عَصَى
وَخَلُّـــوا حُســـَيناً بِــالنّوى مُتَقَمَّصــا
لِكَــي يُـدرِكوا عِنـدَ ابـنِ حَـربٍ تَخَلُّصـا
كَـــأَنَّ حُســـَيناً بِـــالنّوى مُتَقَمَّصـــا
مَنــــارَةُ ممســــى رَاهِـــبٍ مُتَبَتِّـــلِ
فُـــؤَادِيَ صـــَرّح بـــالهَوَى لا تُعَـــرِّض
وَيَـــا دَمــعُ ذَهِّــب وَجنَــتي لا تُفَضــِّضِ
وَيَــا ســَهَرِي مِــن طِيــبِ نَـومِي تَعَـوَّضِ
فَمَــا عُمــرُ أَحزَانِــي عَلَيــهِ بِمُنقَــضِ
وَليـــسَ صــِبَايَ عَــن هَوَاهَــا بِمُنســَل
مُصـــَابُ حُســـَينٍ رأسُ مَــالِ الفَجَــائِعِ
فَلا تَــكُ فِــي ســَلوَان قَلبِــي بِطــامِع
وَقَرطِــس بِســَهمِ العَتــب غَيـرَ مَسـَامِعِي
ثَكِلتُــكَ مِــن نَــاهٍ عَـن الحُـزنِ نَـازِع
نَصـــِيح عَلَــى تعــذالِه غَيــر مؤتــل
إِلَــى اللَّــهِ مِــن عَبــدٍ بِسـَيِّدِهِ بَغَـى
فَغَـــادَرَهُ تَحـــتَ العَجـــاج مُمَرَّغـــا
يُنَـادِي رَسـُولَ اللَّـهِ فِـي أَزمَـةِ الـوَغَى
أَجِرنِـــيَ مِــن بَــاغٍ بِعُــدوَانِهِ طَغَــى
عَلَـــيّ بِـــأَنوَاعِ الهُمُـــومِ لِيَبتَلِــي
أَلا إِنَّـــهُ يَـــومٌ عَلَـــى الطـــفِّ آزِفُ
بِـــهِ نُكِّــرَت لابــنِ البَتــولِ مَعَــارِفُ
وَســــَاعَدَه قَلــــبٌ هُنَالِـــكَ وَاجِـــف
يُنَــادِي ظَلامَ اللَّيــلِ وَالنَّحــرُ رَاعِــفُ
أَلا أَيُّهَــا اللّيــلُ الطَّوِيـلُ أَلا انجَلِـي
أَيَــا جَــدّي المُختــارُ شــَملِي مُمَــزَّقٌ
بِعُــــدوَانِ قَـــومٍ غَيرهُـــم يَتَفَـــرَّقُ
وَكَيــفَ تَحِــنُّ اليَــومَ أَم كَيــفَ تُشـفِقُ
قُلُــوبُ عِــدىً عَــن مَوقِـفِ الحَـقِّ تَزهَـقُ
كَجُلمــودِ صــَخرٍ حَطَّــهُ السـَّيلُ مِـن عَـلِ
أَيَــا أُمَّــةَ الطّغيــانِ مَــا لَكُـمُ حِـسُّ
عَلامَ بِنــــاءُ الـــدّينِ إِن هُـــدِمَ الأُسّ
أَتَرجُــونَ إِصــباحاً وَقَـد غَـابَتِ الشـَّمسُ
وَزلَّ بِكُــم عَــن دِينِكُــم ذَلِــكَ الرِّجـسُ
كَمَـــا زَلّـــت الصـــَّفوَاءُ بِــالمُتَنَزَّلِ
رَويتُــم وَضــَحَّ الســِّبطُ فيكــم تَعَطُّشـا
فَســــَقّيتُموهُ ظــــالِمِينَ دَمَ الحَشـــَا
أَلا رُبَّ حِقـــدٍ مِـــن صـــُدُورِكُمُ فَشـــَا
فَــأَغريتُ منـه الصـَارِمَ العَضـبَ أَرقَشـَا
بِجِيـــدٍ مُعِــمٍّ فــي العَشــِيرَةِ مُخــولِ
قَضـَى اللَّـهُ أَن يَقضـِي عَلَى القَمَرِ السُّهَا
عِصــابَةُ ســُوءٍ زَلزَلَــت هَضــبَةَ النُّهَـى
فَشــَعرُ حُســَينٍ فِــي الــدّماءِ تَمَوّهــا
تَـرَى الـدَّمَ فِـي تِلـكًَ الـذَّوَائِبِ مُشـبِها
عُصــــَارَة حِنّــــاءٍ بِشــــَيبٍ مَرَجَّـــلٍ
حنــىً فــي ضــُلوعِي فَـوقَ جَمـرِ الغَضـَا
وَدَمعِــي يُســقّي حَــرّ وَجــدي فَلا يَجـوَى
لِــرُزءٍ قَضــَى أَن يَغلِـبَ الأَضـعَفُ الأمـرى
وَيُنـزِلَ أَهـلَ الفِسـقِ فِـي أربُـعِ التَّقوَى
نُــزُول اليَمَــانِي ذِي العِيَـابِ المُحَمَـل
بَرِمــتُ بِــهِ قَلبــاً عَـنِ الصـَّبرِ أَجفَلا
تَحَمَّــلَ مِــن بَــرحِ الجَــوَى مَـا تَحَمّلا
وَلا نَاصــِرٌ يُعــدى عَلَــى حِــزب كَـربَلا
خَلا أَنّ لـــي دَمعــاً إِذا مَــا تَســَيّلا
يكـــبّ عَلَــى الأَذقَــانِ دوح الكنَهبــل
لِمثلِـــك مِـــن رُزءٍ عَصـــيتُ عَزائيــا
وَأَعطَيـــتُ أشـــجَانِي قِيَــادَ بُكائيــا
فَلَــو أَنّنــي نَــاجَيتُ طــوداً يمانيـا
لأذرَفَ دَمعـــاً يَفضــَحُ الغَيــمَ هَامِيــا
فــأَنزلَ مِنــه العُصــْمَ مِـن كُـلِّ مَنـزِلِ