
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســـَلامِي وَإِلمَـــامِي وَصــَوبُ بُكَــائِي
عَلَـــى مَعهَـــدٍ للســّادَةِ النُّجَبَــاءِ
تَــوَى أَهلُــه مِــن بَعـدِ طُـولِ ثَـواء
أُنــادِيهِ لَــو أَصــغَى لِطُــولِ نِـداء
أَلا عِـم صـَبَاحاً أَيُّهَـا الطَّلَـلُ البَالِي
أُحَيِّيــهِ وَالــدَّمعُ المَصــونُ المُحَبَّـبُ
كَأنمُـــل أَهليـــهِ يَصـــُوبُ وَيَســكُبُ
يُفَضـــِّضُ طَـــوراً وَجنتِـــي وَيُـــذَهِّبُ
أَقُــولُ لَــهُ عِــم وَهـوَ أَجـرَدُ سَبسـَبُ
وَهَـل يَعِمَـن مَن كَانَ فِي العُصُرِ الخَالِي
رَضـِيتُ لِهَـذا القَلـبِ باللّوعـةِ الّـتي
يَقــومُ بِهــا ســوقُ اللآلـي بمُقلَـتي
وَعَهــدِي بِــهِ والــدَّهرُ جــدُّ مُقَيّـتي
صــَبورٌ عَلَــى الأَرزَاءِ جَــمُّ التَّثَبُّــتِ
قليــلُ الهُمــومِ مَـا يَـبيتُ بِأَوجَـالِ
أَلا هَـــل تُنَـــادِي دَارُهُــم وَتُحــدِّثُ
فـــأَنفُثُ والمَصــدورُ مِثلِــيَ يَنفُــثُ
وَهَــل يســمَعنَ قَــولِي تُـرَابٌ وَكَثكَـثُ
وَلَــو أَنّنِــي أبقــى عَلَيــهِ وَأَمكُـثُ
ثَلاثِيــنَ شــَهراً فِــي ثَلاثَــةِ أَحَـوَال
لِــرُزءِ رَســُولِ اللَّــهِ بِـالطّف انشـج
ودَمعِـــيَ فِـــي مَرضـــَاتِهِ يَتَــدَحرَجُ
كَـــأَنَّ الأَســَى دُرَّ الــدُّموع يُبَهــرِج
وَغَيــرِي مَـن يَفنَـى كَمَـا هَـامَ حُنـدُجُ
بِـوَادِي الخُزَامَـى أَو عَلَـى رَسِّ أوعَـال
مُصــَابِي بِــآلِ المُصـطَفَى لَيـسَ يَـبرَحُ
فَيَــا لَــكَ تَجــراً فِـي مَـآلِيَ يَربَـحُ
ســِوَى مَــدمَعِي طَـوع الصـّبابَة ينفَـحُ
أَلَــم تَــرَ أَنِّــي والدُّجُنّــة تصــبحُ
كَبِــرتُ وَأَن لا يَحسـِنَ اللّهـو أَمثَـالِي
أَلا هَـل أَتَـى المُختَـارَ وَالحَـقُّ أَشـمَخُ
مقــام حُســَينٍ وَهــوَ بالــدّم يلطَـخُ
يُنَــادِي بأَهــلٍ روعَهُــم لَيـسَ يُفـرخُ
وَأَشــقَى بَنِــي حَــربٍ يُنـادِي وَيَصـرُخُ
بآنِســــَةٍ كَأنَّهـــا خَـــطُّ تِمثَـــالِ
عَلَــى حِيــن شــَمل المُصـطَفَى يَتَبَـدَّدُ
وَأَيـــدِي بَنِيــهِ بــالجَوَامِعِ تُعقَــدُ
وأَبشــــَارُهُم بالمُرهَفـــاتِ تُخَـــدَّدُ
وَفِـــي كُـــلِّ صــَدرٍ لَوعَــةٌ تَتَوَقَّــدُ
كَمِصــبَاح زَيــتٍ فِــي قَنَادِيـل ذُبـال
هُــمُ نَبَــذوا الإِدهـان والغَـيُّ يُنبـذ
وَقَـاموا بِنَصـرِ الحـقّ لَـو جَـدّ مُنقِـذ
وَشــَبّت لَهُــم نَــارُ الــوَغَى تَتَلـذَّذ
بِمَــــارِجِ نَـــارٍ جمـــرُهُ يَتأَخّـــذُ
أصــَابَ غَضــىً جَــزلاً وَكُــفّ بِأَجــذَالِ
خَلا رَبعُهُـــم فَمَـــا فِيـــهِ مُخبِـــرُ
ســِوَى أَثَــرٍ لِلهَــدي يَخفَــى وَيَظهَـرُ
تَــــدُلُّ عَلَيــــهِ زَفـــرَةٌ تَتَســـَعَّرُ
تُنَافِـــحُ مَســـرَاها رخــاءٌ وَصَرصــَرُ
صــَباً وَشــمَالٌ فــي مَنَــازِلِ قُفّــالِ
إِلَــى فِئةِ الحَــقّ المُبِيــنِ تَحَيُّــزي
وَبــالحبّ فــي آلِ الرّســولِ تَمَيُّــزي
أَدَلــتُ لَهُــم صــَبرِي بُعَيــدَ تَعَــزُّز
وَأَعطَيــتُ دَمعِــي وَالأسـَى وَعـدَ مُنجـز
بِمـا احتَسـبا مِـن ليـنِ مَـسٍّ وَتَسـهالِ
رَضــِيتَ عَــدُوَّ اللَّــهِ وَاللَّــهُ سـَاخِطُ
بِمَــا فَعَلَــت فِــي كَــربَلاءَ المَـآقِطُ
أَلا بِــأَبِي تِلــكَ الــدِّماءُ الغـوابِطُ
وَأنصــارُها الأَعلَــونَ عَنهــا شـواحِطُ
بِيَــثرِبَ أَدنَــى دَارِهــا نَظَــرٌ عَـال
أَبَـا خالـدٍ والقَـدحُ فـي الدِّين غَائِظُ
أَفِـي الحَـقِّ أَن تَحنـو عَلَيـكَ الحوافِظُ
وأَنفُـــسُ آلِ اللَّـــهِ هِيــمٌ فــوائِظُ
ســَمَت نَحوهــا أَحقَــادُهم والحَفَـائِظُ
ســُمُوّ حَبـابِ المـاءِ حـالاً عَلَـى حَـالِ
أمــا كـانَ فِيكُـم مُنكِـرٌ يَـومَ ذلِكـا
يَقُـولُ وَقَـد خـاضَ السـُّيوفَ الفَواتِكـا
وَبَاشـَرَ فِـي نَصـرِ الحُسـَينِ المَهَالِكـا
لَعَمــرِيَ لا أَلقَـى لَـكَ اليَـومَ تَارِكـا
وَلَــو قَطَعُـوا رَأسـِي لَـدَيكَ وَأَوصـَالِي
وَعَاذِلَــةٍ هَبَّــت عَلَــى الحُـزنِ تَعـذِلُ
وَأنبَأتُهَــا أَنّـي عَلَـى السـِّبطِ أُعـوِلُ
وَرُضــــت فَــــذلّت صـــَعبَةً أَيَّ إِذلال
كَــأَنِّي بِمَــن عَـادَى الرَّسـُولَ تَجَرُّمَـا
وَنَــادَى بِنَصــرِ الأدعِيَــاءِ وَهَينَمَــا
وَجَــدّ إِلَــى حَــربِ الحُســَينِ وَصـَمَّمَا
يُقَــادُ إِلَــى نَــارِ الوَقُـودِ مُـذَمَّما
عَلَيــهِ القَتـامُ سـَيِّءَ الظّـنِّ والبَـالِ
أَلا إِنّ ســِرّ البَغــي بــالطَّفِّ أُعلِنـا
غَـدَاةَ جَنَـى حُلـوَ الشـَّهَادَةِ مَـن جَنَـى
وَأَزمَـعَ لا يَلـوِي عِنانـاً عَلَـى الـدُّنَا
أُتِيحَــت لَهَــا بِيــضٌ مُمَوَّهَـة السـَّنا
وَمَســـنونَةٌ زُرق بأَنيَـــابِ أَغـــوَال
فَقُـل لابـنِ سـَعدٍ وَالعَصـَا عَبدُ مَن عَصَى
حَلَفــت إِليــه وَيــكَ أَشــأَمَ أَبرَصـَا
وَلَـــو أَنَّـــه شــَاءَ الخَلاصَ تَخَلّصــا
وجــدّلَكُم فَــوقَ الحَصـَا عَـدَدَ الحَصـا
وَلَيــسَ بِــذِي ســَيفٍ وَلَيــسَ بنبّــال
وَلَكِنّــهُ مَــا شـَامَ سـيفاً وَلا انتَضـَى
وَعَـن زبـرج الـدُّنيا الدَّنِيّـةِ أَعرَضـا
وَفِــي أَن يُلاقِــي جَـدَّهُ البَـرّ أَغمَضـَا
وَقَــد شــَغَفَتهُ لَوعَــةٌ ســُخطُهَا رِضـَا
كَمَـا شـَغَفَ المَهنُـوءَةَ الرّجُـلُ الطَّالِي
هُـــمُ خَـــدَعوهُ وَالكَرِيـــمُ مُخـــدّعُ
بِمُختَلَــق مــا فِيــهِ لِلصــِّدقِ مَطمَـعُ
وَقَــالَ لَهُــم ذو إِفكِهِـم وَهـوَ يَسـمَعُ
أَلَــم يــأتِهِ والرُّشـدُ بـالغَيِّ يُـدفَعُ
بِــأَنَّ الفَتَــى يَهــذِي وَلَيـسَ بِفَعّـالِ
فَلَمّـا اسـتَطَارَت بَينَهُـم شـُعَلُ الـوَغَى
رَغَــا فَـوقَهُم سـَقبُ السـَّمَاءِ بِلا رُغَـا
وَأَصــبَحَ ثَرثَــارُ الهِدَايَــةِ أَلثَغَــا
وَأَلسـِنَةُ البَـاغِينَ يَـا وَيـلَ مَـن بَغَى
يَقُلــنَ لأَهــلِ الحِلــمِ ضــُلاًّ بِتَضــلالِ
عَلَــى تِلــكَ مِـن حـالٍ دُمـوعِيَ تُـذرِفُ
فَـــأَفني بُنَيّــاتِ الشــّؤونِ وَأَنــزِفُ
وَيُنكِـرُ مِنِّـي الصـَّبرُ مـا كـانَ يَعـرِفُ
وَأُعــرِضُ عَنــهُ قَالِيــاً مَــن يُعَنِّــفُ
وَلَســــتُ بِمَقلـــي الخِلالِ وَلا قَـــالِ
وَلَـو أنّ عُمـري فِـي ذُرَى الزَّمَنِ ارتَقَى
غَـدَاةَ تَـرَاءَى الجَمـعُ بِالجَمعِ وَالتَقَى
وَأجفَـلَ خَـوفَ المَـوتِ مَـن كَـانَ حَقّقـا
لَقُلــتُ وَقَــد جَــدّ اليَقِيــنُ وَصـَدّقا
لِخَيلِــيَ كَــرّي كَــرّةً بَعــدَ إِجفــال
وَضــَاحَكتُ شــَوقاً وَالضــَّرَاغِمُ تَعبِــسُ
وَســُمرُ القَنــا بَيـنَ التَّـرَائِبِ كُنَّـسُ
حِمَــامى وَبَعــضُ المَــوتِ رَوحٌ مُنَفّــس
وَلَــم أَنقَلــب أَحمِـي حَيَـاتِي وَأَحـرُسُ
عَلَــى هَيكــلِ نَهــد الجُـزَارَة جَـوالِ
لَقَـد صـَكَّ وَجـهَ البَـدرِ شـَجواً وَخَمّشـا
وَأَذرفَ دمــعَ الجــوّ حُزنــاً فأجهَشـَا
نَهــارٌ عَلَــى النَّهرَيـنِ جَـاشَ وجَيّشـا
وَأَظمَـــأَ أَصــحَاب الكِســاءِ وَعَطّشــا
لِغَيـــثٍ مِــن الوَســمِيّ رَائِدُه خــالِ
فَـدَى اللَّهُ ذَاكَ الرُّوحَ مَا شَاءَ واشتَهَى
وَقَدّســـَهُ فـــي الصــّالِحينَ ونزّهــا
وَصـابَت عَلـى شـِلوٍ إِلَـى تُربِـهِ انتَهَى
مَــدَامِعُ تُنبِــي أَنّهـا تُحفَـة النُّهَـى
وَجَــادَ عَلَيهَــا كُــلُّ أَســحَم هَطّــالِ
وَلَـولا قَضـَاءٌ أَنجَـزَ الوَعـدَ فاقتَضـَوا
وسـَامَهُمُ أن يَجرَعُـوا السـُّمَّ فارتَضـَوا
عَلَــو مِثلَمَـا كَـانُوا بِـأَوَّلِهِم عَلـوا
وَعَــاينت آســادَ الكِفَـاحِ إِذَا سـَطَوا
وَقــد حَجَــرَت مِنهــا ثَعَــالِبُ أورالِ
لَقَــد طـاحَ فـي ذاكَ المَجَـالِ كَلا وَلا
ســَريّ قَرَتــه ســَورةَ الكَـربِ كَـربَلا
يَقــولُ وَقَــد لاقَــى الــرَّدَى مَتُهَلِّلا
ســَأُدرِكُ عِنــدَ اللَّــهِ مَجـداً مُـؤثّلا
وَقَـد يُـدرِكُ المَجـدَ المُؤَثَّـلَ أَمثَـالِي
سَأَقضـــِي عَلَيـــهِ لَوعَــةً ومَرَاثِيــا
فَــأَفنِي حَيَـاتي وَالبُكَـا وَالقَوَافِيـا
وَلَسـتُ أُؤَدِّي كُنـهَ مَـا فِـي اعتِقَادِيـا
وَمَا المَرءُ فِي الدُّنيا وَلَو دَامَ بَاقِيا
بِمُـــدرِكِ أَطـــرَافِ الخُطـــوبِ ولا آل