
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــن ســائِلٌ لِمُعَـذِّرٍ عَـن خَطبِـهِ
أَو صــافِحٌ لِمُقَصــِّرٍ عَــن ذَنبِـهِ
حُمِّلــتُ لِلحَسـَنِ بـنِ وَهـبٍ نِعمَـةً
صـَعُبَت عَلـى ذِلِّ الثَنـاءِ وَصـَعبِهِ
وَوَعَــدتُهُ أَنّــي أَقـومُ بِشـُكرِها
فَحَمَلـتُ مِنـهُ نَقـاً فَلَم أَنهَض بِهِ
إِلّا أَكُــن كُلِفــتُ مِنــهُ يَـذبُلاً
فَلَقَــد مُنيـتُ بِخِـدنِهِ أَو تِربِـهِ
مــا أَضــعَفَ الإِنســانَ إِلّا هِمَّـةً
فــي نُبلِــهِ أَو قُـوَّةً فـي لُبِّـهِ
مَــن لا يُـؤَدّي شـُكرَ نِعمَـةِ خِلِّـهِ
فَمَــتى يُـؤَدّي شـُكرَ نِعمَـةِ رَبِّـهِ
وَهَـبَ اِبـنُ وَهـبٍ وَفرَهُ حَطتى لَقَد
أَوفـى عَلـى شـَرقِ الثَناءِ وَغَربِهِ
سـَبّاقُ غايـاتٍ إِذا طَلَـبَ المَـدى
بِرَســيلِهِ فَعَــدُوُّهُ مِــن حِزبِــهِ
وَإِذا تُقُسِّمَ قَبرُ عَمرٍو في بَني ال
دَيّـانِ صـارَ إِلَيـهِ أَزكـى تُربِـهِ
إِن شـِئتَ أَن تَـدَعَ الفَعـالَ لِأَهلِهِ
فَـاَعرِض لِمَجـدِ سـَعيدِهِ أَو وَهبِـهِ
تِلـكَ الخُصـوصُ فَـإِن عَمَمتَ أَمَدَّها
بِرَبيعَتَيــهِ وَحــارِثَيهِ وَكَعبِــهِ
صــيدٌ لِأَصـيَدَ لَسـتَ تُبصـِرُ جَمـرَةً
فـي الناسِ لَم تَكُ قَطرَةً مِن صُلبِهِ
عَـرَفَ العَـواقِبَ فَاِستَفادَ مَكارِماً
يَفنـى الزَمـانُ وَذِكرُها في عَقبِهِ
وَكَفـى الكَريمَ بِها أُولاءِ مَكارِماً
مَــأثورَةً فــي سـِلمِهِ أَو حَربِـهِ
وَإِذا اِسـتَهَلَّ أَبـو عَلِـيٍّ لِلنَـدى
جـاءَ الغَمـامُ المُسـتَهِلُّ بِسـَكبِهِ
وَإِذا تَـأَلَّقَ فـي النَدِيِّ كَلامُهُ ال
مَصـقولُ خِلـتَ لِسـانَهُ مِـن عَضـبِهِ
وَإِذا اِحتَـبى فـي عُقدَةٍ مِن حِلمِهِ
يَومـاً رَأَيـتَ مُتالِعـاً فـي هَضبِهِ
وَإِذا دَجَــت أَقلامُـهُ ثُـمَّ اِنتَحَـت
بَرَقَـت مَصـابيحُ الـدُجى في كُتبِهِ
بِـاللَفظِ يَقـرُبُ فَهمُـهُ فـي بُعدِهِ
مِنّــا وَيَبعُـدُ نَيلُـهُ فـي قُربِـهِ
حِكَـــمٌ فَســائِحُها خِلالَ بَنــانِهِ
مُتَــدَفِّقٌ وَقَليبُهــا فــي قَلبِـهِ
كَـالرَوضِ مُؤتَلِفـاً بِحُمـرَةِ نـورِهِ
وَبَيــاضِ زَهرَتِــهِ وَخُضـرَةِ عُشـبِهِ
أَو كَــالبُرودِ تُخُيِّــرَت لِمُتَــوَّجٍ
مِــن خـالِهِ أَو وَشـيِهِ أَو عَصـبِهِ
وَكَأَنَّهــا وَالسـَمعُ مَعقـودٌ بِهـا
شـَخصُ الحَـبيبِ بَـدا لِعَيـنِ مُحِبِّهِ
كـاثَرتُهُ فَـإِذا المُـروءَةُ عِنـدَهُ
تُعـدي المُفـاوِضَ مِن أَقاصي صَحبِهِ
وَوَجَـدتُ فـي نَفسـي مَخايِـلَ سُؤدُدٍ
أَن كُنـتُ يَومـاً واحِـداً مِن شَربِهِ
فَصــَبَغتُ أَخلاقــي بِرَونَـقِ خُلقِـهِ
حَتّــى عَــدَلتُ أُجــاجَهُنَّ بِعَـذبِهِ
قَـومي فِـداؤُكَ قَـد أَضاءَ لِناظِري
بِــكَ كُـلُّ مُنكَسـِفِ الأَصـيلِ مُضـِبِّهِ
فـي لُـلِّ يَـومٍ مِنَّـةٌ مـا بَعـدَها
مَــنٌّ يُعــابُ الصــادِرونَ بِغِبِّـهِ
كَــم آمِــرٍ أَلّا تَجــودَ وَعــاتِبٍ
فـي أَن تَجـودَ أَبَتَّـهُ فـي عَتبِـهِ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.