
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هنيئاً لوَفْـدِ الغَـرْبِ من صفوة العُرْب
قُـدومٌ علـى الرُّغبِ المُجيرِ من الرُّعبِ
وهَصــْرٌ لأفنــانِ الأمــاني أفــادَهُم
أفـانينَ حصـْبِ الجُودِ بالرَّفْهِ والخِصْبِ
ألـم تَرهُـم أفضـوا إلى فائض النّدى
فلقّــاهُمُ بالنـائِل الرّحـب والرّحْـبِ
وَقَلّـــدهم لَمّــا كَســاهُم فَلا تَــرى
سـوى العضـْبِ حَلاهُ النُّضارُ عَلى العَصْبِ
تَحــارُ عُقُـولُ المعْقِلِيّيـنَ فـي لُهـىً
كَفـى السّحْب من فَضْفاضِها نُجْعة السحبِ
بِعَيْشــِهِمُ هـل أحْـرَزوا قَبْـل مِثْلَهـا
إذِ العَيْـشُ بينَ القَسْبِ يَرْتادُ والسَّقَبِ
وأنْفَـسُ مِنهـا مـا أُفيـدَ مـن الهُدى
وإن جَعَلَـتْ تُربـي عَلَـى عَـددِ التُّـرْبِ
أَمـا انْجَلَتِ الجُلّى أما التَأم الثأى
فلِلّـه شـَعْبٌ قـابلوا الصـّدْع بالشّعبِ
دَنــا بِهــم الإخْلاصُ والــدار غُرْبَـةٌ
فكعْبُهــم يَعلــو رُؤوسَ بنــي كَعْــبِ
هُـمُ الرّكْـبُ حاد الكْرب عَنهم محيدَهم
عَن الجَرْيِ في الإيضاعِ والخَبّ في الخبِّ
بُـدوراً إِذا مـا قطّـب الجَـوُّ أشرَقوا
تَــدور رحــاهُم مِـن هِلالٍ علـى قُطْـبِ
إنــابَتُهُم تَقضــي بِصــِدْقِ منــابهم
وعَزْمَتُهُـم تُنْـبي بِـأنّ الظّـبى تُنْـبي
هَـدَتْهُم إِلـى الهـادِي الإمـام سعادَةٌ
تــؤُمُهم بالســّرْبِ يــوهِب والســّرْبِ
وتُعلمُهـم أن ليـس كَـالْغَيْهَب الضـُّحى
ولا السـّابِقاتُ الجُـرْد كالرُّزح الجُرْبِ
ومَــنْ رامَ يحيــى كَعْبَــةً لِطَــوافِه
غـدا لا يُهـابُ الهَضْم في ذَرْوَة الهَضْبِ
إمــامُ هُــدى أفنـى الضـّلال مُسـلّطاً
عليـهِ بِـأوْحى القَضـْبِ ماضـية القُضْبِ
وبَحْــر نـدىً مـنْ يَـرْجُ فيـض عُبـابه
يَفُـزْ بالنُّضـار السبك والوَرِق السَّكْبِ
أبَــرّ علــى الأملاك بِــراً مباركــاً
صــَنائعُه وهــي الجســامُ إلــى ربِّ
وأنْفَـذَ عـدْوَ الخَيْـلِ فـي طلبِ العِدى
وَبنْـدُ الهُـدى منـهُ إلـى ملـكٍ نَـدْبِ
يُحبّـــر كُتْبــاً أو يَجُــرُّ كتائِبــا
وحَسـبُك بـالحِبْر المغـامر في الحَرْبِ
فَكَـــمْ عَـــالِمٍ أرْدَتْ عُلاهُ وَمُعْلَـــمٍ
بِضـَرْبٍ مـن التبكيـتِ كالطّعنِ والضّربِ
عَلـى النّشـْجِ مقصورُ الزّهادةِ والتُّقى
وصـارمُه الظمـآن فـي العَـلِّ والعَـبِّ
أمـا راعَ منـهُ الشـّرقَ تأييـدُ أرْوَعٍ
سـَطا غَيْرَ نابي الغَرْبِ والحَدّ بالغَرْبِ
يُــديل مـن الإملاقِ والفَقْـرِ بِـالغِنى
ويُفـرِجُ بـالكَر العَظيـم مـن الكـربِ
ويُــؤمِنُ مَــن تَضــْطَرُّهُ حــالُ مَحْلِـه
إلى الخبطِ في الآفاقِ مِن خيفةِ الخطبِ
أوَى الــدّين مــن سـُلطانِه لِمُنـاجِزٍ
مُنــاوئَه بَســْلٍ علـى الـدّم بالـذّبِّ
أقــامَ صــَغاه يَــوْم قــام لِنَصـْرِهِ
بصـبح الأعادي الحَيْنَ في أشرَفِ الصَّحْبِ
تَـرى كُـلّ جحجـاح إذا اعـتزّ واعتَزَى
إلـى الحَسـَبِ الوَضـّاحِ نادى بهِ حَسْبي
خَضـيب الظُّـبى مـن خضْدِه شوْكةَ العِدى
كـأنّ بـه شـَوْقاً إلـى الخَضْدِ والخَضْبِ
تَقَبّـــل آثــارَ الخَليفَــة مُســلِفا
بِهـا قُربـاً تحْظـى مـن اللّهِ بالقُرْبِ
وَهَــلْ هِــيَ إلا الصــّالِحاتُ بِأَسـرِها
فَعُـجْ بـي عَلَيْهـا أسـتجدَّ بهـا عُجبي
وأُملـــي قَريضــاً لا أمــلُّ تَوســُّلا
إلَيهـا بسـحْرٍ منـه يُعـربُ عـن حُبِّـي
هُيــامي بِـأن يَرْضـى إمـامي وحَبّـذا
فيــأمُر مــن رحْمـاه بـالغِبّ للصـّبِّ
خِلافــاً لِمــن يَهـذي بِلُبْنـى وخوْلَـةٍ
ويَحمِـلُ مـا يـودي من اللسْنِ والنّسبِ
وَلَـم أرَ كالهَيْمـانِ يقْنَـعُ في الهَوى
فتونـاً بمُـرِّ العَـذْلِ من حلْوهِ العَذْبِ
ويَصـْبو لخطْـفِ البَـرقِ أو هَبَّة الصَّبا
فَيُضـحي ويُمْسـي نُصـْبَ ذلـك فـي نَصـْبِ
ومِــنْ نِعْمــة المَـوْلى علـيّ تخلُّصـي
بِحُـبّ العُلـى من حالِي العيْث والعيْبِ
أمـــا وحُلاهـــا لا أســـرّ صــَبابَةً
إلـى غَيرهـا قَلْـبي ثَباتـاً بِلا قلـبِ
فإبْداء ما استنبطْتُ في الشكرِ شيمَتي
وإهـدَاء مـا اسْتَبْضَعْتُ من أدبي دأْبي
وفَـــوّضَ فـــي ســـُلطانهِ لاضــْطِلاعِه
ولابُــدّ للجَيْــشِ العَرمْـرَم مـن قَلـبِ
خلافَـــة يَحيـــى زانَ عَهْــدُ مَحَمّــد
ولا شــكّ أنّ الزّنـد يَـزْدان بـالقلبِ
هُمــا القَمَــران النيّــران وإنّمـا
مَــدارُهُما لِلْمَعْلُــواتِ عَلــى قُطْــبِ
أمــا وولــيُّ العَهْــد أزكـى ألِيَّـة
لقَـد أحـرَزَ العَلْيـاء بالإرْثِ والكَسْبِ
وجَمّــع أشــتاتَ الكَمــالات فـالنهى
مـعَ الطبـعِ مَشفوعانِ بالرّأبِ والشعبِ
هَنيئاً لَنــا رَيْعَــانُ دولَتـه الـتي
بِهـا يـأمَن المُرتـاعُ حتّى مِن العَتْبِ
وهــل هــي إلا رَحْمــة اللّـهِ يُسـّرَتْ
لِمَوْهِبــة الحُســْنَى وَمَغْفِـرَة الـذّنبِ
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله.من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس.فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده.ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه.فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس.وله شعر رقيق.من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و(المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.