
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلـى وَعـدِها أصْبو وَهل يُنجَزُ الوَعْدُ
ومـا سـَئِمَتْ أَسـْماءُ مِـنْ خُلفِها بَعدُ
سـَجِيّتُها فـي القُرْبِ أن تُخفِيَ النَوى
وَعادَتُهـا فـي الوَصْلِ أن يَنشأ الصّدُّ
تَعِــزّ عَلـى الجـانِي وتَعْـزُبُ رَوْضـَةً
فليـسَ الأقـاحي مُسـتَراداً ولا الوَرْدُ
وَقــد كُنّفَــتْ خِـدْراً بأُسـْدٍ خَـوادِرٍ
مَـتى كـانَت الغـزلان تكنفُهـا الأُسدُ
صـَليلُ المَواضـي البيضِ دون قبابها
تُنـاغيهِ فـي تَصْهالِها السُبُق الجُرْدُ
أصــَابتْ عَلــى عَمـد مَقاتِـلَ صـَبِّها
فَيَـا لَعَميـد قَتْلُـهُ فـي الهَوى عَمْدُ
وَمُقْتَــدِحٍ بالعــذْلِ زَنــدَ صـَبَابَتي
يُشـيرُ بِمـا يُسـْلي وَقـد شرِيَ الوَجْدُ
ويَـدعو إِلـى الإغفـاء طَرْفـاً مُؤَرَّقاً
وبِـالقَلْبِ مـا يَثْنيهِ عنهُ وَما يَعْدُو
إِذا انْعَقَـدَتْ لـي فـي الإفاقَـةِ نِيّةٌ
مـن الحُـبِّ حَلّتْها الدَماليجُ والعِقدُ
وإن عَــرَض الـوادِي ونَكّبـت مُعرِضـاً
حَـدا بِركـابي نَحـوَه البانُ والرَّندُ
رَعــى اللّـهُ قَلْبـاً لِلأذِمَّـةِ رَاعِيـاً
إِذا خُفِـر الميثـاقُ أو نُقِـضَ العَهْدُ
وَرَكْبـاً أفـادَتْني الليـالي وَلاءهُـم
لهـم بـالعُلى وَجـدٌ وفي سُبلِها وَخدُ
بفَضــْلِ حِجــاهم أو بفضـلِ خِطـابِهِم
يُفتـــحُ مُنْســـَدّ ويُفْـــرَجُ مُشــْتَدُّ
أجَـابُوا إلـى الحُسـْنى دُعاءَ خليفَة
كَفَـى آمِليـه الوَعْـدَ إحْسـَانُه العِدُّ
فقُلْـتُ لهـم لمَّـا بـدا مَعْلَمُ النَّدى
أَريحوا المَطايا إنَّه المِصْقَع الفَردُ
ولا تكلَفُـوا بالنَّـدِّ وَالمِسـْك بَعدها
تُـراب أبـي فِهْـرٍ هـو المِسْك والنِّدُّ
جَنـابٌ عَزيـزٌ خَطَّـه المَجْـدُ والعُلَـى
وألقَـى عَصـَاه وسـطَهُ اليُمْنُ والسَّعْدُ
وَرَوْضٌ نَضـيرٌ جـادَهُ الجُـودُ وَالنَّـدى
فليـسَ يُبـالي بَعـدُ مـا صنَع العَهْدُ
نَمَــت صــُعُداً فــي جِــدَّةٍ غُرُفـاتُهُ
عَلـى عَمَـدٍ مِمّـا اسـْتجادَ لَها الجَدُّ
تُخُيِّلْـــنَ قامـــاتٍ وهُــنَّ عقــائِلٌ
ســِوى أنَّهَــا لا نَاطِقَــاتٌ ولا مُلْـدُ
قُـدودٌ كَسـَاها ضـَافِيَ الحُسـْنِ عُرْبُها
وأمْعَـن فـي تَنْعيمِهـا النَّحْتُ وَالقَدُّ
تُـــذَكِّرُ جنــاتِ الخُلــودِ حَــدائِقٌ
زَواهِـر لا الزّهـراء مِنها ولا الخُلدُ
فَأَسـْحَارُهَا تُهْـدي لهـا الطيبَ مَنْبِجٌ
وآصـالُها تَهْـدِي الصـَّبا نَحْوَها نَجْدُ
أنـافَ عَلَـى شـُمِّ القُصـورِ فَلَـم تَزَلْ
تَنَهَّـــدُ وَجْــداً لِلْقُصــور وتَنْهــدُّ
رَحيــبُ المَعــاني لا يَضـيق بِوَفْـدِهِ
ولَــوْ أنَّ أهْــلَ الأرضِ كُلَّهــمُ وَفْـدُ
تَلاقَـى لَـدَيْهِ النُّورُ والنَّوْر فَانْجَلَتْ
تَفَـارِيقَ عَـنْ سـَاحَاتِهِ الظُّلَمُ الرُّبدُ
وحُـــفَّ بِأَعْنَـــابٍ ونَخْــلٍ نَــواعِمٍ
تَكــاد فُروعــاً بالنواســِم تَنْقَـدُّ
مِـن البَاسـِقَاتِ السـابِقاتِ بِحَملِهـا
إذا تُعْسـِرُ الأشـجار كـانَ لهـا وَجْدُ
عَلَيهـا مـن القِنـوان عِقْـدٌ ودِملِـجٌ
وإن لَـم يكُـن جيـدٌ لـدَيها ولا عَضدُ
فتِلــك عُــرُوشُ الياســَمينَ وزَهْـرُهُ
كَزهـر النجـوم وَسـطَ أفلاكِهـا تَبدُو
وَذاكَ نَضـيدُ الطلـع والطلحِ قَد جَلا
مَحاســِنَهُ للأَعيُــنِ اليَنْـعُ والنَّضـْدُ
ولاح لنــا خــوخٌ كَمـا خَجِـلَ الخَـدُّ
ويَــانع رُمّــان كمـا كَعِـبَ النَّهـدُ
وَجَــوْزٌ لــهُ مُبْيَــضُّ لُـبّ وإن ضـَفَا
عَلـى مَتْنِـهِ جَـوْنٌ مِـن القِشـْرِ مُسوَدُّ
وَعَــنَّ جَنَــى العُنّـاب غَضـّاً كأنّمـا
تُلاحِــظُ مــن أفنــانِهِ حَــدَقٌ رُمْـدُ
وَإِلا كَمــا أبــدَتْ بنانــاً مطرَّفـاً
مِـن السـُندسِ المَوْشـيِّ خَمصـانَة رُؤْدُ
وَلَـوْ قَنَـأَ النارنـجُ أبْصـَرْتَ أغصُناً
بِهـا مَاؤُهـا تُبـدِي جِماراً لَها وَقْدُ
وَكَـــم لِمَـــةٍ للآس تَقْطُــرُ جَعْــدَةٍ
يُؤَمَنُهــا مَــسَّ الجُفـوفِ ثَـرىً جعـدُ
حَـوالي قِبـابٍ فُجِّـرَ المـاءُ وَسـْطَها
فَـأَنْحى عَلَـى حَـرّ المَصـيفِ لـهُ بَرْدُ
وَمَــرَّ كــأيمٍ فــي مَــذانِبِ مَرمَـرٍ
يلِـجُّ قَسـيباً مِثـلُ مـا جَلجَلَ الرَّعدُ
وَخــاضَ حَشــَا بَحْــرٍ هُنَالِـكَ طافِـحٍ
كَمـا قُدَّ بالعَضْبِ الرّهيفِ الظبَى سَرْدُ
تَطَلَّــع منهــا كـلُّ حسـناء جِسـمُها
لُجَيـنٌ وَلِكـن مـن نُضـار لَهـا بَـردُ
تَنـــاهَتْ جَمَــالاً أو جَلالاً فأصــْبَحَتْ
تَنِـدُّ عَلـى الأوْصـافِ إِذْ مـا لها نِدُّ
جَنَيْنـا بِها الإسعادَ من مَغرِسِ المُنى
وَحَـفّ بِنـا أثْناءهـا الرِّفْهُ والرِّفْدُ
وَذابَ لَنـا فيهـا النَّعيـمُ فَلا تَـرَى
ســِوَى ذائِب هَــزْلاً وشــمَتُهُ الجِــدُّ
أفــانِينُ شــَتّى والفَــواكِه شـُفِّعَتْ
بأطْعِمَـةٍ يَعْيـا بِهـا الشكرُ وَالحَمدُ
طَيَافُرهـــا مُسْتَوْســـِقاتٌ كأنَّهـــا
وَســائِقُ تَطمُــو أَوْ كَراديـسِ تَشـتدُ
فبَعــضٌ ضـَعيفٌ يَحسـُر الطـرْفَ دُونَـه
وَبَعْــضٌ قَــديرٌ دُونَـهُ يَحْصـُرُ العَـدُّ
أَتــتْ بِجِفــانٍ كـالجَوارِي تُـديرُها
عَلَينـا طُهـاةٌ دأبُها الخَفْرُ والحَفدُ
فَمـا يُشـتَهى مِـنْ لَحـمِ طَيْـرٍ كأنّنا
وَمـا ضـَمّنا الأَبـرارُ تُحبَـرُ والخُلدُ
عَلــى مــائِداتٍ ضــافِياتٍ غَضــارَةً
تَـروحُ بِأَصـْنافِ النعيـمِ كَمـا تَغدُو
وَقَــدْ حَمّلُوهــا كُــلّ مُزدَفـر بهـا
يُـرَى دارِمـا وَهو السَّليكُ إِذا يَعدُو
وَعُجِّــلَ عِجــلٌ ســُنةً فـارِضُ القِـرَى
حَنيـذٌ وُعـدْناهُ فَمـا استَأخَرَ الوَعدُ
تَجَلّــى يَســُرُّ النّــاظِرِينَ كأنَّمــا
تَجَلَّــلَ رَقْــرَاقَ العَبِيـر لَـهُ جِلْـدُ
ورُدِّيَ كـــافُورَ الرّقــاقِ مُصــَنْدَلاً
لِيُونِــقَ ضــِدٌّ فيــهِ قَــابَلَهُ ضــِدُّ
فَلا وَأَبِينــا مــا أَبَيْنــا كَضـيفِهِ
تَنَـاوُلَهُ بَـلْ سـابَقَ الرّاحـةَ الزَّندُ
محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله.من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس.فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده.ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه.فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس.وله شعر رقيق.من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و(المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.