
الأبيات17
أُنَبّيـكِ عَـن عَينـي وَطـولِ سـُهادِها
وَحَرقَـةِ قَلـبي بِـالجَوى وَاِتِّقادِهـا
وَأَنَّ الهُمـومَ اِعتَـدنَ بَعـدَكِ مَضجَعي
وَأَنـتِ الَّـتي وَكَّلتِنـي بِاِعتِيادِهـا
خَليلَــيَّ إِنّــي ذاكِــرٌ عَهـدَ خُلَّـةٍ
تَـوَلَّت وَلَـم أُذمِـم حَميـدَ وِدادِهـا
فَواعَجَبـاً مـا كـانَ أَقصـَرَ دَهرِهـا
لَـدَيَّ وَأَدنـى قُربِهـا مِـن بِعادِهـا
وَكُنـتُ أَرى أَنَّ الـرَدى قَبـلَ بَينِها
وَأَنَّ اِفتِقـادَ العَيشِ قَبلَ اِفتِقادِها
بِنَفسـِيَ مَـن عـادَيتُ مِـن أَجلِ فَقدِهِ
بِلادي وَلَــولا فَقــدُهُ لَـم أُعادِهـا
فَلا ســُقِيَت غَيثــاً دِمَشـقَ وَلا غَـدَت
عَليهــا غَــوادي مُزنَـةٍ لِعِهادِهـا
وَقَــد سـَرَّني أَنَّ الخَليفَـةَ جَعفَـراً
غَـدا زاهِـداً فـي أَهلِهـا وَبِلادِهـا
إِمـامٌ إِذا أَمضـى الأُمـورَ تَتـابَعَت
عَلــى سـَنَنٍ مِـن قَصـدِها وَسـَدادِها
وَمــا غَيَّـرَت مِنـهُ الخِلافَـةُ شـيمَةً
وَقَـد أَمكَنَتـهُ عَنـوَةً مِـن قِيادِهـا
وَمــازالَتِ الأَعــداءُ تَعلَــمُ أَنَّـهُ
يُجاهِـدُها فـي اللَـهِ حَـقَّ جِهادِهـا
وَلَمّا طَغَت في دارِها الرومُ وَاِعتَدَت
ســَفاهاً رَماهــا جَعفَـرٌ بِحَصـادِها
أَعَــدَّ لَهــا فُرسـانَ جَيـشٍ عَرَمـرَمٍ
عِـدادُ حَصـى البَطحـاءِ دونَ عِدادِها
كَتــارِبُ نَصـرُ اللَـهِ أَمضـى سـِلاحِهَ
وَعاجِـلُ تَقـوى اللَـهِ أَكثَـرُ زادِها
فَلا تَكثِــرِ الـرومُ التَشـَكّى فَـإِنَّهُ
يُراوِحُهـا بِالخَيـلِ إِن لَـم يُغادِها
وَلَـم أَرَ مِثـلَ الخَيـلِ أَجلى لِغَمرَةٍ
إِذا اِختَلَفَـت فـي كَرِّهـا وَطِرادِهـا
بَقيــتُ أَميـرَ المُـؤمِنينَ وَأَنفَـدَت
حَياتُـكَ عُمـرَ الـدَهرِ قَبـلَ نَفادِها
البُحتُرِيّ
العصر العباسيالوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.
قصائد أخرىلالبُحتُرِيّ
زَعَمَ الغُرابُ مُنَبِّئُ الأَنباءِ
يا أَخا الأَزدِ ما حَفِظتَ الإِخاءَ
أَمَواهِبٌ هاتيكَ أَم أَنواءُ
طَيفُ الحَبيبِ أَلَمَّ مِن عُدَوائِهِ
يا غادِياً وَالثَغرُ خَلفَ مَسائِهِ
أَيُّها الطالِبُ الطَويلُ عَناؤُه
يا بَرقُ أَفرِط في اِعتِلائِك
ظَلَمَ الدَهرُ فيكُمُ وَأَساءَ
وَعالِمَةٍ وَقَد جَهِلَت دَوائي
لَنا أَبَداً بَثٌّ نُعانيهِ مِن أَروى
تَذَكَّرَ مَحْزُوناً وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025