
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَلا الـدهرُ مـن خطـبٍ يضـيقُ لَهُ ذَرْعِي
ومـن طـارقٍ للهـمِّ يعيـا بِـهِ وُسـْعِي
ومــن مُؤْيِـدٍ صـَمَّاءَ تَقصـُرُ مـن يـدِي
ومعضــلةٍ دهيــاءَ تكبُـرُ عـن دفعِـي
ومــن فــزعٍ ينــزُو لروعتِــهِ دَمِـي
ومـن نَبْـأَةٍ يسـتَكُّ مـن ذكرِهـا سمعِي
وكيـف ودونـي سـيفُ يحيـى بـن منذِرٍ
بعيدُ المدى ماضِي الشَّبا ساطعُ اللَّمْعِ
إِذا انهـلَّ فِـي الإِسـلامِ أَرْغَدَ بالحَيا
وإِن حَـلَّ فِـي الأَعـداءِ أَرْعَـدَ بالصَّقْعِ
سـناً لَـوْ عدانا منه أَن يَجْلُوَ العَمى
لأَشـرقَ فِـي النَّجْـوى وأُبْصـِرَ بالسـَّمْعِ
تخَلَّلْتُــهُ مــن ليــلِ هَــمٍّ كأنَّمــا
بِـهِ تـمَّ ليـل التِّـمِّ قِطْعـاً إِلَى قِطعِ
وشــِمْتُ وراءَ المـوتِ بارقَـةَ الحَيـا
وآنسـتُ مـن نـارِ الوغى يانِعَ النَّبْعِ
وَقَـدْ نَفَقَـتْ بـي سـُوقُ مـوتٍ يقودُهـا
سـنا البارِقَـاتِ الصـُّمِّ والأَسَلِ الصُّمْعِ
أُغـالي بأَثمـانِ النَّـوى بائعَ الرَّدى
وأُضـْعِفُ صـَرْفِي نـاجِزَ الـدَّمِ بالـدَّمْعِ
لخطــبٍ أَبـوهُ البغـيُ والحـربُ أُمُّـهُ
ودرَّتْ عَلَيْــهِ فِتْنَــةٌ حافِــلُ الضـَّرْعِ
فَوَشــْكَانَ مَــا شـدَّدتُ حيـزومَ حـازِمٍ
عَلَــى كِبــدٍ للـبينِ بائِنَـةِ الصـَّدْعِ
وقلـتُ لمغنـى الـدَّارِ ربعَـكِ والبِلى
وللمُــورِ والإِعصــارِ شـَأْنَكِ بـالرَّبْعِ
لعلكمــا أَن تخلُفــا فِــي معاهِـدِي
زوافِـرَ صـدرِي والسـَّواكِبَ مـن دَمْعِـي
وأَنْ تؤنِسـا مَـا أَوْحَشـَتْ مِنِّـيَ النَّوى
وأَن ترفعـا مَـا مَزَّقَ الدهرُ من جَمْعِي
ولا زادَ مـن دارِ الغنـى غَيْـرُ حَسـْرَةٍ
تَجَرُّعُهــا حسـبي وكَظْمِـي لَهَـا شـَرْعِي
بلاغــاً لأَقصـى مَـا لعُمْـرِي مـن مَـدىً
ومَبْلَـغُ أَنْـأَى مَـا عَلَى الأَرْضِ من صُقْعِ
طـوارِقُ لَـمْ أُغْمِـضْ لَهُـنَّ عَلَـى القَذَى
جفـوني وَلَـمْ أَرْبَـعْ لَهُـنَّ عَلَـى ضـِلْعِ
مـددْتُ بِهَـا فِـي البِيـدِ ضـَبْعَيْ شِمِلَّةٍ
تُبــارِي زمانــاً لا أَمُـدُّ بِـهِ ضـَبْعي
ولا مِثْلهــا فِــي مثـلِ هَمِّـي رَكُوبَـةٌ
رَدَعْـتُ المنايـا إِذ رَكِبْـتُ بِهَا رَدْعِي
ســَمامَةُ ليــلٍ بـات مُرْتَبِـكَ الخُطـى
ونكبــاءُ يــومٍ ظـلَّ منقَطِـعَ الشِّسـْعِ
ومُــدْرَجَتي فِــي طَــيِّ كــلِّ صــحيفةٍ
مـن المُوثِقَاتِ الفَجْرَ فِي خاتمِ الطَّبْعِ
إِذَا العقـربُ العوجـاءُ أَمْسـَتْ كأنما
أَثـارَتْ عليهـا ثَـأْرَ عادِيَـةِ اللَّسـْعِ
وراقَبَهــا نجــمُ الثُّريَّــا بِمَطْلَــعٍ
كَمَـا انْفَرَقَتْ فِي العِذْقِ ناجِمَةُ الطَّلْعِ
وأَبْـــرَزَتِ الجــوزاءُ صــدرَ زُمُــرُّدٍ
مُحَلَّــى بأَفـذاذٍ مـن الـدُّرِّ والـوَدْعِ
يُشـاكِهُ زَهْـرَ الـروضِ فِي ماتِعِ الضُّحى
عَلَـى بَـوْنِ مَـا بَيْـنَ التَّرَفُّعِ والوَضْعِ
ســَرَيْتُ دُجــى هـذِي وجُبْـتَ هجِيـرَ ذَا
بــأَغْوَلَ مـن غُـولٍ وأَسـْمَعَ مـن سـِمْعِ
نجيبـةُ هَـوْلِ القَفْـرِ فِي مُطبِقِ الدُّجى
وصـَفْوَةُ لمـعِ الآلِ فِـي القُنَـنِ الصُّلْعِ
فَلأْيـاً حططـتُ الرَّحْـلَ عـن مثـلِ جَفْنِهِ
وأَطلَقْـتُ عَقْـدَ النِّسـْعِ عن شَبَهِ النِّسْعِ
فــإِنْ تُـؤْوِ منهـا يَـا مُظَفَّـرُ غربـةً
فنازِحَــةُ الأَوطــانِ مُؤْيِســَةَ الرَّجْـعِ
وإِن أَعلقَـتْ فِـي حبـلِ مُلْكِـكَ حَبْلَهـا
فحبــلٌ مـن الأَحبـابِ مُنْصـَرِمُ القَطْـعِ
وإِن أَخصـَبَتْ فِـي زَرْعِ نعمـاكَ رَعْيَهـا
فكَـمْ قَـدْ تخَطَّـتْ وداِيـاً غَيْرَ ذي زَرْعِ
وإِن أرفَهَـتْ فِـي بحـرِ جـودِكَ شـِرْبَها
فَمِـنْ ظِمْـءِ عَشـْرٍ فِي الهجيرِ إِلَى تِسْعِ
وإِنْ تُحْـيِ يَـا يَحْيَـى حُشاشـَةَ نفسـِها
فَنُغْبَـةُ حَسـْوِ المـوتِ موشـِكَةُ الجَـزْعِ
أَيــادي مليــكٍ كلُّهـا بِكْـرُ مَفْزَعِـي
وَلَيْســَت بِبِكْـرٍ فِـي الأَنـامِ ولا بِـدْعِ
لفـرعٍ سـما ثُـمَّ انثنـى دانيَ الجَنى
لأَصـلٍ زَكَـا ثُـمَّ اعتلـى باسـِقَ الفَرْعِ
فــأَوْدَقَ بالحُســنى وأَغـدقَ بـالمُنى
وأَثمــر بــالنُّعمى وأجـزلَ بالصـُّنْعِ
وســاقَ إِلَيْــهِ الملـكُ ميـراثَ تُبَّـعٍ
بمـا قـادَ مـن جيـشٍ وأتبَـعَ من جَمْعِ
وتَــوَّجَ مــن تـاجٍ وأَلْبَـسَ مـن حُلـىً
وقَلَّـــدَ مــن ســيفٍ ودَرَّعَ مــن دِرْعِ
وصـــفوةُ طـــيٍّ والســَّكونِ ومَذْحِــجٍ
وكِنــدةَ والأَنصــارِ والأَزْدِ والنَّخْــعِ
ووَتْــرُ مثـاني المكرُمـاتِ وَمَـا لَـهُ
سـوى سـيفِهِ فِـي مقدَمِ الرَّوْعِ من شَفْعِ
وذو قلــمٍ يُنســِيكَ فِـي صـدرِ مُهْـرَقٍ
صـدورَ العـذارَى فِـي القلائِدِ والرَّدْعِ
وإِنْ لَقِــيَ الأَقْــران خَــطَّ صــدورَها
بـــأَقلامِ خَطِّـــيٍّ وأَتْــرَبَ بــالنَّقْعِ
وكـم أَعْجَمَتْ بالخفْضِ فِي العُجْمِ أَوْجُهاً
وبالكَسـْرِ والإِسـلامَ بالفتـحِ والرَّفْـعِ
وكـائِنْ لَهَـا فِـي كـلِّ مُلكٍ من العدى
وإِنْ جَـلَّ مـن فَتْـقٍ يجـلُّ عـن الرَّقْـعِ
ومـن معقِـلٍ أُشـْرِعْنَ حـولَيْهِ فاغتـدى
أَذَلَّ لــوطْءِ المُقْرَبــاتِ مـن الفَقْـعِ
قرعـــتَ ذُرَاهُ يَـــا مُظَفَّــرُ قرعــةً
أَصــمَّ صــداها كــلَّ مسـترِقِ السـَّمْعِ
وصـــبَّحْتَهُ أُســـْداً عَلَــى مَضــْرَحِيَّةٍ
ترَكْـنَ صـفاةَ الشـركِ صـدعاً عَلَى صَدْعِ
وويــلٌ لهــم مـن وقعـةٍ لَـكَ خَيَّلَـتْ
عَلَيْهِـمْ سـماءَ اللـهِ دانيـةَ الوَقْـعِ
فمـن عُقْـرِ دارٍ غيـرِ محميَّـةِ الحِمـى
ومَصــْرَعِ قِــرْنٍ غيـرِ منتعِـش الصـَّرْعِ
وأَشـلاءِ قفـرٍ شـاكَهَتْ فِيـهِ مَـا عَفَـتْ
خيولُــكَ مـن معنـىً لَهُـنَّ ومـن رَبْـعِ
بهــامٍ إِلَــى هــامٍ كَــأَنَّ جُثُومَهـا
بأَطلالِهــا مثــوى أَثافِيِّهـا السـُّفْعِ
فلا عـــدِمَ الإِســلامُ رعْيَــكَ لا يَنــي
ولا أَمِــنَ الإِشــراكُ بأْســَكَ لا يُــرْعِ
ولا زالَــت الأَعيــادُ عــائِدَةً لَنَــا
بمُلكِـكَ مَـا عـادَ الحَمامُ إِلَى السَّجْعِ
ولا أُخلِيَــتْ منــكَ المُصــَلَّى بمشـهَدٍ
شـهيدٍ عَلَـى مَـا أَتقـنَ اللهُ من صُنْعِ
ولا أَوْحَشــَتْ ذكــراكَ أَعــوادَ منبَـرٍ
بــداعٍ لَـكَ الرحمـنَ فِيهَـا ومُسـْتَدْعِ
ولا رَدَّ مَــنْ أَعلاكَ لــي فيــكَ دعـوةً
تجلَّــى إِلَيْهـا مـن سـَموَاتِهِ السـَّبْعِ
بمـا رِشـْتَ مـن سـهمِي وأَيَّدْتَ من يدي
وجلَّيْـتَ مـن ضـَرِّي وأَدْنَيْـتَ مـن نَفْعِي
فأًصــبحَ حَمـدِي فيـكَ ملتحِـمَ السـَّدى
كَمَـا راح شـملي فيـك ملـتئِمَ الجَمْعِ
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.