
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُدِ الخيلَ والخيرَ بأْساً وجُودا
وصـِلْ أَبَـدَ الدهرِ عِيداً فَعِيدَا
ودَوْنَـكَ فـالْبَسْ ثيـابَ البقاءِ
فـأَخْلِقْ جديـداً وأَخْلِـفْ جديدا
مُظـاهِرَ مَـا أَوْرَثَتْـكَ الجـدودُ
مـن الحُلَلِ المُلْبساتِ الجُدُودا
ســَنىً وسـَناءً ومُلكـاً وملِكـاً
وسـيفاً وسـَيْباً وجَـدّاً وجُـودَا
وَمَــا نَثَرَتْـهُ عَلَيْـكَ السـُّعودُ
محاسـِنَ تبهَـرُ فِيهَـا السُّعودا
حُلـىً منحـت منـكَ زُهْرَ النُّجومِ
شـُنُوفاً تَحَلَّـى بِهَـا أَوْ عُقُودا
وأَنْــتَ وَســِعْنَ بِهِـنَّ الرجـالَ
ملابِـس فـالبَسْ لَهُـنَّ الخُلُـودا
فَحَـوَّلْتَ منهـا اللُّهى والخيولَ
وعَبَّـدْتَ منها المَها والعَبِيدا
وأَلْبَسـْتَ فِيهَا الحُلى والدُّروعَ
وأَسـْحَبْتَ منها المُلا والبُرُودَا
وكـم قَـدْ كَسـَوْتَ ثيابَ الحِدادِ
بلاداً لبسـْتَ إِلَيْهـا الحديـدا
فأَشـْرقْتَ بالـدِّينِ نوراً مُبِيناً
وأَلْحَقْـتَ بالشـركِ حتفاً مُبِيدا
كتـــائِبَ حلَّيْتَهُــنَّ الســيوفَ
وتَــوَّجْتَهُنَّ القَنـا والبُنُـودا
صـوارِمَ بوَّأْتَهـا فِـي الرقـابِ
معاهِــدَ أَنْســَيْتَهُنَّ الغُمُـودا
كمــا فَتَقَـتْ نَيِّـراتُ الصـباحِ
تُفَتِّـحُ فِـي الروضِ روضاً نَضِيدا
وســُمراً جلـوتَ بِهَـا للعيـونِ
وجُـوهَ المهالِـكِ حُمْـراً وسُودا
يُرِينَــكَ تَحْـتَ سـُجُوفِ العجـاجِ
نــواظِرَ أَنْســَيْتَهُنَّ الهُجـودا
مصــارِعَ قَرَّبْـتَ منهـا نفوسـاً
تعـاطَيْنَ منهـا مرامـاً بعيدا
فمُلِّيتَــهُ عِــزَّ نصــرٍ وفَلْــجٍ
كفيـلَ المزيـدِ بـأن تَسْتَزِيدا
وهُنِّيْتَــهُ فَتْــحَ أَيَّــامِ عيـدٍ
جــديرٍ عــوائدُهُ أَن تعــودا
ولُقِّيْتَــهُ عيْــدَ فَــأْلٍ بوَعْـدٍ
لِنَصـْرِكَ يَقْـرُو عِـدَاكَ الوعيدا
وكــم ذَكَّــرَتْ منــكَ أَيَّــامُهُ
مقامــاً كريمـاً وفِعلاً حَميـدا
فَعَشــْرُ ليـاليهِ فضـْلاً ونُسـْكاً
وعَشــْرُ بنانِـكَ عُرفـاً وَجُـودا
ويـومُ مِنـىً بـالمُنى أَيُّ فَـأْلٍ
مُفِيـدَ الرَّغـائِبِ أَوْ مُسـْتَفِيدا
وَفِـي اليـومِ من عَرَفَاتٍ عَرَفْنا
مـن اللهِ فيما حَباكَ المزيدا
وذكَّرَنــا مَنْحَـرُ البُـدْنِ منـكَ
مواقِـفَ تَنْحَـرُ فِيهَـا الأُسـُودا
وتكسـُو سـيوفَكَ فِيهَـا الدِّماءَ
وتُـوطِئُ خيلَـكَ فِيهَـا الخُدُودا
ورَمْـيُ الجِمـارِ فَكَـمْ قَدْ رَمَيْتَ
عـن الـدينِ شيطانَ كُفْرٍ مَرِيدا
معـــالِمُ شـــَيَّدَهُنَّ الخليــلُ
وأَذَّنَ بالحَــجِّ فيهــا مُشـِيدا
فلَبَّـاهُ مـن لَمْ يكُنْ قبلُ خَلْقاً
وأُنشـِئَ مـن بَعْـدُ خلقاً جديدا
رجـالٌ أَجـابُوا أذانَ الخليـلِ
فجـابُوا إِلَيْهـا بِحاراً وَبِيدا
كمـا عُمِّـرَتْ بـك سـُبْلُ الجِهادِ
جنــوداً تَفُـلُّ بِهِـنَّ الجنـودا
وجُـدْتَ فنـادى نَـدَاكَ العُفـاةَ
وســُدْتَ فنـادى عُلاكَ الوُفُـودا
ولا كَوُفـــودٍ تقبَّلْــتَ مِنْهُــمْ
وسـائِلَ كـانوا عَلَيْهـا شُهودا
فَحَيَّـوْكَ عـن كُـلِّ مُحْيي الوفاءِ
إِلَيْـكَ حيـاةً تُمِيـتُ الحقـودا
فكـم أَنَّسـوا بـك شـكلاً زَكِيّـاً
وأَدْنَـوْا إِلَيْـكَ صـَفِيَّاً بعيـدا
وكـم وَصـَلُوا بـك قلباً كريماً
وكـم شـَرَحُوا لَـكَ صدراً وَدُودا
عهـــوداً تَضــَمَّنَهُنَّ الوفــاءُ
بصــدقٍ تضـمَّنَ منـكَ العُهُـودا
فلا أَعْــدَمَتْكَ ظنــونُ اللـبيبِ
يقينـاً عَلَـى كـلِّ قلـبٍ شهيدا
ولا زالَ ســيفُكَ فِــي كـلِّ أَرْضٍ
عَلَـى كـلِّ غـاوٍ رقيبـاً عَتِيدا
ولا زِلْـتَ للـدِّينِ طَـوْداً مُنيفاً
وظلّاً ظليلاً ورُكنـــاً شـــَدِيدا
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.