
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دوالَيْـكَ مـن دهـرٍ يواليـكَ بالنُّجْـحِ
ففتــحٌ إِلَـى عيـدٍ وعيـدٌ إِلَـى فتـحِ
كمـا بَشـَّرَتْ بـالغيثِ بارِقَـةُ الحَيـا
ووأَسـفر عـن شـمسِ الضحى فَلَقُ الصُّبْحِ
وريــحٌ مـن الإِقبـالِ تعصـِفُ بالعِـدى
وتنشــأُ للإِســلامِ بالوابِــلِ الســَّحِّ
حياً منكَ يَا يحيى عَلَى الدينِ والهدى
بـوارِقُهُ فِـي الكفـرِ خاطفَـةُ اللَّمْـحِ
جـديرُ النـدى أن تُتْبِعَ المَنَّ بالمُنى
وسـُمُّ العِـدى أَن تنكأَ القرحَ بالقرحِ
فَــوُفِّيتَ مــن سـعْيِ الجهـادِ تجـارةً
مضــاعَفَةَ الأَضــعافِ نامِيَــةَ الرِّبْـحِ
كمـا بشـّرت بـالغيثِ بارقـة الحيـا
ووأَسـفرَ عـن شـمس الضحى فلقُ الصبحِ
رفعـــتَ لَهَــا أَعلامَ نَصــرٍ كَأَنَّمــا
كسـتها طيـورُ اليُمْـنِ أَجنِحَـةَ النُّجْحِ
تمـورُ بِهَـا فِـي كُـلِّ بحـرٍ من الوغى
ســوابِحُ محمــودٌ لَهَـا شـِيَمُ السـَّبْحِ
إِذِ الحـربُ بالأَبطـالِ فِـي لُجَّةِ الرَّدى
تُــذَكِّرُهُمْ بَلْقيــسَ فِـي لُجَّـةِ الصـَّرْحِ
وسـيفُكَ فِـي الأعنـاقِ والسـُّوقِ مُقْتَـدٍ
بســيفِ ســليمانَ المُوَكَّــلِ بالمَسـْحِ
لَمَعْــتَ بِــهِ فِــي جـوِّ نـاجِرَ لمعـةً
ثَنَـتْ كَبِـدَ الشـيطانِ دامِيَـةَ الجُـرْحِ
وصـبَّحْتَها فِـي جنـح ليـلٍ مـن القَنا
أَحَـلَّ بِهَـا ليـلَ الأَسـى مُطْبِـقَ الجُنْحِ
فأَيَّــــةُ أُمٍّ للضــــلالِ قَهَرْتَهــــا
بَنِيهـا بضـربٍ فِي الطُّلى فائِزِ القِدْحِ
وبيضــةِ كفـرٍ كـم وكـم لـكَ أَسـْمَحَتْ
ببيضــةِ خِـدْرٍ لا تُـواتي يَـدَ السـَّمحِ
جَلَلْــنَ عـن الأَكفـاءِ قـدراً وأَوجُهـا
فأُصـْمِمْنَ عـن خِطْـبٍ وأُخْرِسـْنَ عـن نِكْحِ
فســرعانَ مَــا أَبـرزْتَ منهـنَّ للفلا
غـدائِرَ تُمْسـِي فِـي سـنا أَوْجُـهٍ تُضْحِي
مُظَلَّلَــــةً بالخافِقــــاتِ كَأَنَّهـــا
ظِبـاءٌ تَهـادى فِـي ذرَا الأَيْكِ والطَّلْحِ
كـــــواعِبُ إِلّا أَنَّهُــــنَّ كــــواكِبٌ
جَلَـوْتَ سـناها من سَنا السيفِ والرُّمْحِ
تــردُّ إِلينــا عــن ســهامِكَ فِيهِـمُ
ســهامَ عيـونٍ حربُهـا موشـِكُ الصـُّلحِ
وتُســْفِرُ عـن أَشـباهِ مَـا نَضـَحَتْ بِـهِ
ســيوفٌ سـَبَتْهَا مـن دَمٍ شـَرِقِ النّضـْحِ
فهاتيــكَ أُمُّ الكفــرِ نـاجِرُ بَعْـدَها
ظلامـــاً بلا نجـــمٍ وليلاً بلا صـــُبحِ
لبســتَ بِهَــا ثـوبَ الفخـارِ مُجَـدَّداً
وغادَرْتَهــا تلتـفُّ فِـي خَلَـقِ المِسـْحِ
تُبـاكِي صـَدى الهـامِ الَّتِي تَرَكَتْ بِهَا
ســيوفُكَ عـن ذاتِ المحاسـِنِ والمِلْـحِ
وعَبْــرَةِ ثكلــى مَــا تقلِّـبُ نـاظِراً
إِلَــى أُفُــقٍ إِلّا يقــولُ لَهَــا سـُحِّي
وينعــى إِليهــا كــلَّ بيضـَةِ فِتْنَـةٍ
ســتترُكُها قَيْضــاً هشــِيماً بلا مُــحِّ
بمـا قَـدْ رأَى فِـي كـلِّ مـاءٍ أَمَمْتَـهُ
لتشــْفِيَ منهـا غُلَّـة الظَّمَـأِ البَـرْحِ
وإِن أُشـْرِعَتْ مـن دونِ مشـربِهِ القنـا
وكاشــَرَ عَنـهُ الأسـدُ دامِيَـةَ الأَلْحِـي
فـــأَيُّ دلاءِ فِيــهِ أَدلَيْــتَ ماتِحــاً
وأَيَّــةَ أَشــْطَانٍ مَـدَدْتَ إِلَـى المَتْـحِ
هــوائِمُ بِيــضٌ لا يُصـَدُّ بِهَـا الـرِّوى
وســُمْرٌ ظِمــاءٌ لا يُعَلَّلْــنَ بالنَّشــْحِ
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.