
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وفيهـنَّ أَضـحَيْتَ يـومَ الأَضـاحِي
كتــائِبَ مسـتقدِماتِ التَّهـادِي
بـأَجْمَعِ مـولىً لشـملِ العبيـدِ
وأَخشــَعِ عبــدٍ لـربِّ العبـادِ
فأَوْســَعْتَهُنَّ نظــامَ المصــلَّى
وَقَــدْ غَـصَّ منهـنَّ رحـبُ البلادِ
ملاعِبَــةً للصــَّبا بالنَّوَاصــِي
مســامِيَةً للقَنــا بـالهوادِي
تكــادُ تَفَهَّــمُ فصـلَ الخطـابِ
بتعويــدِها لاسـْمِكَ المسـتعادِ
وعِرْفـانِهِ فِـي شـِعارِ الحـروبِ
وتِبْيَـانِهِ فِـي صـَريخِ المُنادِي
وتَرْدِيـدِهِ فِـي مجـالِ الطِّعـانِ
وتكريــرِهِ فِـي مَكَـرِّ الطِّـرادِ
وَفِــي كـلِّ ذكـرٍ وفخـرٍ ونشـرٍ
وشــكرٍ وشــِعرٍ وشــَدْوٍ وشـادِ
فلمـا قَضـَوْا بِـكَ حـقَّ السـَّلامِ
ثَنَــوْا لَــكَ حـقَّ سـلامٍ مُعـادِ
فــوافى قصـورَكَ وفـدُ السـلامِ
بــأَيْمَنِ حــادٍ إليهـا وهَـادِ
يخُوضـُونَ نحـوَكَ بَحْـرَ العوالي
تمـوجُ بِهَـا أَبْحُـرٌ مـن جِيـادِ
لمَلْــءِ عيــونِهِمُ مــن بهـاءٍ
ومَلْـــءِ صــدورِهمُ مــن وِدَادِ
بمـرأَىً هَـداهُمْ إِلَـى هَدْي هُودٍ
وعــادَ إِلَيْهِــمْ بـأحلامِ عـادِ
وَقَــدْ ذَكَّرَتْهُـمْ جِفانـاً نَمَتْـكَ
إِلَـى كـلِّ ملـكٍ رفيـعِ العِمادِ
مطـاعِمُ مُـدَّتْ بِهَـا فِي الصُّحونِ
مــوائدُ مستبشـِراتُ التَّمـادِي
وكـم خَـطَّ جـودُكَ بالمِسْكِ فِيهِمْ
شـــهادَتُهُ لمليـــكٍ جـــوادِ
سـطوراً محـوْنَ بيـاضَ المشـيبِ
بنـورٍ محـا منـه لونَ السَّوادِ
وراح قريـنُ الشـبابِ النَّضـِيرِ
وفَــوْدَاهُ خَطَّــا شـبابٍ مُفـادِ
مشـاهدُ غَلَّفْـتَ منهـا الزمـانَ
بغالِيــةٍ مِسـْكُها مـن مِـدادِي
فأَشــْعَرْتَها كــلَّ بَــرٍّ وبحـرٍ
وأَنشــَقْتَها كــلَّ سـارٍ وغـادِ
وأَتْبَعْتَهـا مـن كِبـاءِ الثناءِ
عجاجــاً يهُـبُّ إِلَـى كـلِّ نـادِ
نوافِــجُ مَجْمَرُهـا مـن ضـلوعي
تُؤَجِّجُهــا جمــرةٌ مـن فـؤادِي
بِمـا عَلَّـمَ الهِنْـدَ أَنَّـكَ أمضى
غـداة الوغى من ظُباةِ الحِدادِ
وأَنَّ ثنــاءَكَ أَزكــى وأَذكــى
عَلَى الدهر من طِيبِهِ المستجادِ
سـوائِمُ فخـرٍ عَلَـتْ عـن مُسـيمٍ
يــرودُ بِهَـا مَرْتَـعَ الإِقْتِصـَادِ
ودعـوى هـوىً لَمْ يَزُرْ فِي كراهُ
خيــالٌ ولا خــاطرٌ فِـي فـؤادِ
وتلــك عُلاكَ تُهــادِي العيـونَ
كــواكِبَ مُقْتَرِبــاتِ البِعــادِ
أَوانِــسُ تـأْبى لَهَـا أَنْ تَصـُدَّ
مقادِمُهـا فِي الوغى أَوْ تُصادِي
كـــواعِبُ مَجـــدِكَ حَلَّيْتَهُـــنَّ
بزُهْـرِ المسـاعِي وبيضِ الأَيادي
نجــومٌ تُنِيـرُ بِنُـورِ الأَمَـانِي
وطـوراً تنـوءُ بِغُـرِّ الغـوادي
فــأَوَّلُ أَنوائِهــا منـكَ بِشـرٌ
وَفـيُّ العهـودِ بصـَوْبِ العِهـادِ
حيـاً صـِدْقُهُ منكَ فِي اسْمٍ وفعلٍ
وشـاهِدُهُ فِـي الـورى منكَ بادِ
وســمَّاكَ رَبُّــكَ مــأْمُونَ غَيْـثٍ
عَلَــى نَشــْرِهِ رحمـةٌ للعبـادِ
غمــامٌ يـؤودُ مُتُـونَ الريـاحِ
ويُزْجِيـهِ للـرَّوْعِ مَتْـنُ الجوادِ
فمـن راحَـةٍ ريحُهـا الارتيـاحُ
ومـن مـاءِ صـادٍ إِلَـى كلِّ صادِ
وسـُقْيا عَنـانٍ بِثَنْـيِ العِنـانِ
وبــارِقُهُ فِـي مَنـاطِ النِّجـادِ
فأَشــْرَقَ مـن رَوْضـِهِ كُـلُّ حَـزْنٍ
وأَغــدَقَ مــن وَبْلِـهِ كُـلُّ وادِ
وذابَ بأَنْـــدائِهِ كــلُّ فَصــْلٍ
يُكَــذِّبُ فِيــهِ حَـدِيثَ الجَمـادِ
ربيـعُ المَصـِيفِ ربيـعُ الشِّتاءِ
مَريـعُ الحـزونِ مَريـعُ الوِهادِ
ومــن رَوْضـِهِ سـَرَواتُ الكُمـاةِ
تَثَنَّــى عَلَـى صـَهَواتِ الجِيـادِ
ومـن زَهْـرِهِ سـابغاتُ الـدورعِ
وبِيـضُ الصـِّفاحِ وسـمر الصِّعادِ
وأَيْنِـعْ بِهَـا فِي وَقُودِ الطِّعانِ
وأَنْضـِرْ بِهَـا فِـي ضِرامِ الجِلادِ
وأَيُّ فواتِــــحِ وردٍ نَضــــيدٍ
مواقِعُهـا فِـي نحـور الأَعـادي
وكــم غـادَرَتْ لَمَهَـبِّ الريـاحِ
ســنا جَســَدٍ شــَرِقٍ بالجِسـادِ
رياضـــاً قَســَمْتَ أَزاهِيرَهُــنَّ
لِعِـزِّ المُـوالي وخِزْيِ المُعَادِي
فأَهْــدَيْتَها لأُنــوفِ الغَنــاءِ
وأَرغمـتَ منهـا أُنـوفَ العِنادِ
وأَوْرَدْتَهــا كــل بحـرٍ يَمُـورُ
بِمـا يُلْبِسُ الشُّهْبَ لونَ الوِرادِ
ودُسـْتَ بِهَـا كـلَّ صـعبِ المرامِ
وقُـدْتَ بِهَـا كـلَّ عاصِي القِيادِ
إذَا مَـا تنـادَتْ لجمـعٍ ثَنَتْـهُ
مُجِيـبَ المُنادِي ليومِ التَّنادِي
بِهِــنَّ شــَعَبْتَ عِصــِيَّ الشـِّقاقِ
وعنهُـنَّ أَوْضـَحْتَ سـُبْلَ الرَّشـادِ
فأَوْدَعْتَهـا فِـي نواصِي الرِّياحِ
لتَنْثُرَهــا فِـي أَقاصـِي البلادِ
فكَمْ أَنْبَتَ الشرقُ والغربُ منها
حــدائِقَ تُغنـي عَـنِ الإِرْتِيـادِ
ووَقْفـاً علـى سَقْيِها ماءُ وجهي
وفَيْـضُ دمـوعي وَمَـا فِي مَزَادِي
وكـم حَصـَدَ الدهرُ للخُلْدِ منها
ثمـارَ النُّهـى وثِمارَ التَّهادِي
فيـا أَرْأَسَ الرُّؤَسـاءِ الجـديرَ
بحُكْـمِ السـَّدادِ لقـولِ السَّدادِ
أَيَغْـرُبُ عنـدَكَ نَجْـمُ اغْتِرابِـي
ومطلَعُــهُ لَـكَ فِـي الأَرضِ بـادِ
وأَسْقِي الوَرى عَنْكَ ماءَ الحياةِ
وأَرشــُفُ منـك حِميـءَ الثِّمَـادِ
وزَرْعِــيَ فيـكَ حَصـِيدُ الخلـودِ
وحظِّــيَ منــك لَقِيـطُ الحَصـادِ
سـِداداً مـن العَـوْزِ المُسْتَجارِ
وأَكــثرُهُ عَــوَزٌ مــن ســَدَادِ
قضـاءٌ لَـهُ فِـي يـدِ الإِقتضـاءِ
زِمـامٌ ومـن سـابِقِ البَغْيِ حادِ
كعِلْمِـكَ مـن خَطْـبِ دهـرٍ رماني
بأَســـهُمِ واشٍ وغــاوٍ وعــادِ
يَسـُلُّونَ بيـنَ الأَمـانِي وبينـي
سـيوفَ القِلـى ورمـاحَ البِعادِ
زمـانٌ كَـأَنْ قَـدْ تَغَـذَّى لِسـَعْيٍ
لُعـــابَ أَفــاعٍ وحيَّــاتِ وادِ
فـأَودَعَ مـن نَفْثِـهِ حُـرَّ صـدري
سـِماماً لَيـاليَّ منهـا عِـدَادِي
وأَطْفَـأَ نُـورِي ونـاري عليمـاً
بـأَنْ سيُضـِيءُ الدُّجى من رَمَادِي
وهــانَ عَلَيْـهِ نَفـاقِي بفَقْـدِي
لبَيْــعِ حيـاتِيَ بَيْـعَ الكَسـادِ
ولـولا القضـاءُ الَّذِي فَلَّ عزمي
وآدَ شـــَبا حَــدِّه مَتْــنَ آدِي
وأَنِّــيَ دِنْــتُ إِلهــي بِــدينٍ
مـن الصـَّبْرِ جَـلَّ عَـنِ الإِرْتِدادِ
لغاضـَتْ بِـهِ قطـرَةٌ مـن سحابِي
وأَوْدَتْ بِـهِ شـُعْلَةٌ مـن زِنـادِي
وَمَـا انْفَرَجَـتْ مُبهَماتُ الخطوبِ
بمثـلِ اشـْتِدادِ الأُمُورِ الشِّدادِ
فكِلْنــي لحاجِبِــكَ المسـتجيرِ
بـــذِمَّتِهِ كــلُّ قــارٍ وبــادِ
ليَقْسـِمَ لـي سـهمَ حمدي وشكري
وينـزِعَ سـهم الأَسـى من فُؤادي
ليقتــادَني بِيَــدِ الإِصــْطِناعِ
ويخلَـعَ مـن يَـدِ دهـرِي قِيادِي
ويكتُــبَ فَـوْقَ جـبيني ووجهـي
إِلَـى نُـوَبِ الـدهرِ حِيدي حَيادِ
وحسـبي فإِمَّـا رِبـاطِي أرانـي
ثــوابِيَ منــه وإِمَّـا جِهـادِي
فـإِنْ شـَطَّ مـن غَرْبِ شأَوِي مَدَاهُ
وعـادَتْ أَمـانِيَّ منـه العَوَادِي
فــأَنتَ عَلَيْـهِ دَليلـي وعَـوْنِي
وجــدواكَ ذُخْـرِي إِلَيْـهِ وَزَادِي
فلا أَبعـدَ الـدَّهْرُ منكُـمْ حياةً
تَلـي نِعَمـاً مَـا لَهَا من نَفادِ
ولا خــذَلَتْكُمْ يَــدٌ فِـي عِنـانٍ
ولا خــانكُمْ عـاتِقٌ فِـي نِجـادِ
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.