
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شِيمَا سَنا البارِقِ المنهلِّ فَالْتَمِحا
أَيَّ الســُّرى أَمَّ أَمْ أَيَّ البلادِ نَحـا
واسـْتَخْبِرَا نَفَحـاتِ الرِّيحِ هل سَبَكَتْ
دُرّاً مـن التِّبْرِ أَوْ شابَتْ دُجىً بِضُحى
أَمِ استهامَتْ هوادِي اللَّيْلِ فاقْتَبَسَتْ
أَمْ هـل تَضَلَّلَ حادِي المزنِ فَاقْتَدَحَا
سـارٍ كَـأَنَّ اضـطرامَ الشـَّوْقِ أَقلقَهُ
فليــسَ يَرْقَــأُ منـه مـدمَعٌ سـَفَحا
ومسـتهِلُّ حيـاً أَحْيـا الـوَرى غَدِقاً
بَـلْ طـائرٌ بِتَباشـِيرِ المُنـى سَنَحا
ســناً تــأَلَّقَ فِــي دارٍ يُبَشــِّرُنا
دُنُـــوُّهُ بِتَلَقِّـــي شــاحِطٍ نَزَحــا
هـي السـَّوَانِحُ للمنصـورِ قَـدْ نَطَقَتْ
بقُرْبِـهِ وخفـاءُ الفـأْلِ قَـدْ بَرِحـا
لعـــلَّ قــادِمَ بُشــْرَاهُ يُخَبِّرُنــا
عـن هـاجِسٍ بأَمانِي النَّفْسِ قَدْ نَجَحَا
بـرقٌ تهلَّـلَ فِي المزنِ الهَتُونِ كَأَنْ
مـن وجهِـهِ ضـاءَ أَوْ عَـنْ كَفِّهِ سَمَحا
والرِّيـحُ تسـحَبُ ذيلَ القطرِ فِي أَرَجٍ
وَحْــفٍ كَــأَنَّ بِرَيَّــا ذِكْـرِهِ نَفَحـا
إِنَّ المَلا بجنــودِ الأَرضِ قَـدْ بَجَحَـتْ
والجَـوُّ مـن رَهَجِ الفرسانِ قَدْ طَفَحا
بكُــلِّ مُعْتَنِــقِ الأَقـرانِ فِـي كُـرَبٍ
لَـوْ زُلْزِلَـتْ قُنَـنَ الأَطوادِ مَا بَرِحا
شـَرى مـن اللـهِ نَفْساً حُزْتَ طاعَتها
فـأَحرزَ الـدينَ والدنيا بِما رَبِحا
كَـأَنَّهُ فِـي مجـالِ الخيـلِ لَيْثُ شرىً
وعنـدَ مُزْدَحَـمِ الفرسـانِ قُطْـبُ رَحى
يكَـادُ يشـتَفُّ نفـسَ القِـرْنِ من طَرَبٍ
إِذَا المهنَّـدُ غَنَّـاهُ بمـا اقْتَرَحـا
وسـابِحِ الشـَّأْوِ مَـا أَقْحَمْـتَ هادِيَهُ
بحـرَ المهالِـكِ إِلّا غـاضَ أَوْ سـَبَحا
طِــرْفٍ تقـودُ عِنـانَ الطَّـرْفِ غُرَّتُـهُ
إِذَا تعـالى مُجِـدّاً أَوْ وَنـى مَرِحـا
وأَزْرَقٍ يتلظَّـــى فـــوقَ عـــامِلهِ
شـهابُ قَـذْفٍ إِلَـى العَيُّوقِ قَدْ طَمَحَا
ومُرْهَـــفٍ يَتَثَنَّـــى شــارِباً ثَمِلاً
من طولِ مَا اغْتَبَقَ الأَرواحَ واصْطَبَحا
هاتِيــكَ أَجنحَـةُ الرايـاتِ خافِقَـةً
إِلَـى المُبـارَكِ مـن جَوِّ العُلا جُنُحا
وقلَّـبَ الملـكُ فِـي الآفـاقِ مُنْتَظِراً
طَرْفـاً إِلَى الغُرَّةِ العلياءِ مُلْتمحا
والأَرضُ قَـدْ لبسـَتْ أَثـوابَ زَهْرَتِهـا
وقُلِّـدَ الـروضُ مـن أَزهـارِهِ وُشـُحا
والأَيْـكُ يهفُـو بأَنفاسِ الصَّبا سَحَراً
قَـدْ هَـبَّ مُسـْتَنْطِقاً أَوْتارَهُ الفُصُحا
يا مَنْ إِلَيْهِ استطارَ الشوقُ أَنْفُسَنا
نَأْيــاً وآبَ فطــارَتْ نَحْـوَهُ فَرَحـا
مُلِّيــتَ حاجِبَـكَ الأَعْلـى ودُمْـتَ لَـهُ
وقُمْـتَ بالشـُّكْرِ فِيـهِ للَّـذِي مَنَحـا
نجـمٌ أَنـافَتْ عَلَـى الدُّنيا رِياسَتُهُ
ومَعْلَـمٌ للهُـدى والـدينِ قَـدْ وَضَحا
ســَلَلْتَهُ لِحِمــى الإِســلامِ مُنْتَقِمـاً
مِمَّـنْ عَتـا فِي سبيلِ اللهِ أَوْ جَمَحا
مُتَوَّجــاً بســناءِ المُلْـكِ مُشـْتَمِلاً
بـالحزمِ مُلتحِفـاً بالبـأْسِ مُتَّشـِحا
مُسْتَنْصـِرَ اللـهِ فِي الأَعداءِ مُنْتَصِراً
لَــهُ ومُســتفتحاً بـاللهِ مُفْتَتِحـا
ملاذُنـا مـن صـروفِ الدهرِ إِن طَرَقَتْ
دُهْمـاً ومفزَعُنا فِي الخطبِ إِن فَدَحا
الشـِّعْرُ أَجْـدَرُ أَن يلقـاهُ مُعْتَرِفـاً
بـالعجزِ عَمَّـا يُنـاوِي منه مُمْتدِحا
والصــُّحْفُ تَنْفَــذُ والأَقلامُ عــاجِزَةٌ
عـن خَـطِّ مَا اجْتَثَّ من أَعدائِهِ وَمَحا
فَعِشْ ودُمْ وابْقَ واملِكْ واقتَبِلْ نِعَماً
واحلُـلْ منيعاً من المكروهِ مُنْتَزِحا
وقَــرَّ عينـاً بِسـِبْطَيْ حِمْيَـرٍ حِقَبـاً
مُسـتوفِياً فيهمـا آمالَـكَ الفُسـُحا
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.