
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَدْ عادَتِ الشمسُ فِي أَعلى مطالِعِها
ولُجَّـةُ البحـرِ فِـي أَعلى مَشَارِعها
وعـزَّ نَظْـمُ الهـدى فِـي كَفِّ ناظِمِهِ
وراقَ مُجْتَمَــعُ الـدنيا بِجامِعِهـا
وعـادَ نُـورُ جفـونٍ فِـي نواظِرِهـا
بِــهِ وقَـرَّتْ قلـوبٌ فِـي مواضـِعِها
وقابَلَتْهـا اللُّهـى فِي كَفِّ باذِلِها
وحـوزَةُ الملـكِ فِي أَكنافِ مانِعِها
وحـطَّ رَحْـلَ الـوغى عن ظهرِ صائِفَةٍ
شـابَتْ رؤوسُ الأَعَـادِي من وقائِعِها
كـادَتْ تَهُـدُّ الصخورَ الصُّمَّ روعَتُها
لــولا تَمَكُّـنُ وَقْـرٍ فِـي مَسـامِعِها
هَـوْلٌ نَفـى الجِنَّ عن أَخفى مَلاعِبِها
وأَوْحَـشَ الـوحشَ فِي أَقْصى مَرَاتِعِها
تقودُهـا دعـوةُ التوحيدِ قَدْ أَخَذَتْ
عَهْـداً من اللهِ فِي تشفيعِ شافِعِها
وغُــرَّةٌ أَشــرَقَتْ فِـي كُـلِّ مُظْلِمَـةٍ
بثـاقِبِ الهَـدْيِ والأنـوارِ ساطعِها
بِريـحِ نصـرٍ إِلَـى الأَعداءِ تَقَدُمُها
كَرِيـحِ عـادٍ جَلَتْهـا عـن مَصانِعِها
فـإِن يعـوذُوا بآنافِ الجِبالِ فقد
جـاءَتْ أُنُـوفُهُمُ فِـي سـَيْفِ جادِعها
أَو عَلَّلُـوا بِفِـرارٍ أَنفُسـاً عَلِمَـتْ
أَنَّ الفِــرارَ دواءٌ غَيْـرُ نافِعِهـا
فَمـا النجـاةُ تَمـارى فِي تَفَكُّرِها
ولا الحيـاةُ تَـرَاءى فِـي مَطامِعِها
بـلِ الـرَّدى منـكَ مكتوبٌ عَلَى مُهَجٍ
قَـدْ أَصـْبَحَتْ بـارِزاتٍ فِي مَضاجِعِها
ولا بِســَيْفِكَ عَجْــزٌ عـن معاقِلِهـا
ولا ســِنانُكَ نــابٍ دُونَ دارِعِهــا
وَمَــا تَرَجَّلْـتَ إِلّا ريثَمـا نَزَلُـوا
عَلَـى الأَحِبَّـةِ فِـي أَدْنـى مَصارِعِها
وأَنـتَ جـارٍ مـن العَلْيا عَلَى سُنَنٍ
تَـدَارُكُ الحـربِ من أَزْكَى شرائِعِها
واللــهُ جـارُكَ فِـي حِـلٍّ ومُرْتَحَـلٍ
وســَاحَةِ الأَرْضِ دانيهـا وشاسـِعِها
حَتَّـى يُـثيرَ لَـكَ الآفـاقَ مُؤْتَنِفـاً
كواكِبـاً تُسـْعِدُ الـدنيا بطالِعِها
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.