
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَسـَلَّيْتَ حَتَّـى أُنْسـِيَ الهـائِمُ الهَمَّا
وأَغْنَيْـتَ حَتَّـى أُعْدِمَ المُعْدِمُ العُدْمَا
وإِلّا فكيـفَ اغتـالَتِ القُطْـبَ والسُّها
وعارَضـَتِ الجـوزاءَ واعْتامَتِ النَّجْما
وكيـفَ دَنَـتْ منـكَ الخطـوبُ وَمَا رَجَتْ
بســاحَةِ مـن والاكَ ظُلْمـاً ولا هَضـْما
وكيـفَ ابْتَغَـتْ للسـُّقْمِ عِنْـدَكَ موضِعاً
وأَنـتَ الَّـذِي يشفي الإِلَهُ بِهِ السُّقْما
وكـم رُعْتَهـا بالسـَّيْفِ فِـي كُلِّ بَلْدَةٍ
فـإِنْ أَقْدَمَتْ يَوْماً ففِي بَسْطِكَ السَّلْما
أَلا أَقْـدَمَتْ فِـي حَوْمَةِ الموتِ والرَّدى
تُطــارِدُهُ حمــرا وتبهــره قــدما
وَهَلَّا وأَبْصـــارُ الكُمـــاةِ شــواخِصٌ
وبِيضُ الظُّبى تَحْمى وسُمْرُ القَنا تَدْمى
وَمَــا كَــانَتِ الحُمَّـى بـأَوَّلِ كاشـِحٍ
سـَعى لَـكَ بالبُؤْسَى فجازَيْتَهُ النُّعْمَى
فأَوْلَيْتَها الصَّبْرَ اللَّجوجَ إِلَى العِدى
وَعَرَّفْتَهـا الصـَّبْرَ الخَرُوجَ من الغُمَّى
ومـن قبـلُ مَـا أَوْسـَعْتَها صَدْرَ صافِحٍ
ونفسـاً يَلَـذُّ المِسـْكَ أَنفاسـُها شَمَّا
فــإِنْ جُـدِّدَتْ فِـي بُعْـدِها لَـكَ صـِحَّةٌ
فمِنْ بَعْدِ أَنْ زَوَّدْتَها الطِّيبَ والحلْما
وإِنْ تَلْـقَ جِسْماً بعد جِسْمِكَ فِي الورى
وكَيْـفَ بِهَـا أَنْ تَرْتَضـِي بَعْـدَهُ جِسْما
فَقَـدْ أَهْـدَتِ البُشـْرى إِلَيْـهِ وأَفْرَغَتْ
عَلَيْـهِ السُّرورَ المَحْضَ والكَرَمَ الجَمَّا
وَمَــا نَقَصـَتْ منـكَ الليـالي فَعُـوَّدٌ
عَلَيْــكَ بِــهِ إِلّا الخَطِيئَةَ والإِثْمــا
وعنـدَ ذُبُـولِ الرَّوْضِ يُرْجى لَهُ الحَيا
وعِنْـدَ محـاقِ البـدرِ يَسْتَقْبِلُ التِّما
ومَنْ يَصْلَ نارَ الحربِ فِي جاحِمِ الوغى
فلا غَـرْوَ أَن يَحصـى حشـاهُ وأَنْ يَحْمى
ولا عَجَــبٌ مــن وَهْـن جسـمٍ تعـاوَرَتْ
قـواهُ الحصـونَ الصُّمَّ والمُدُنَ الشُّمَّا
فَبَسـْطَةُ بـاعٍ جـازَتِ الـوَهْمَ والمدى
ورَحْـبُ ذِراعٍ حـازَتِ العُـرْبَ والعُجْما
فـإِنْ يَبْـقَ مـن شـكواكَ بـاقٍ فَهَـذِهِ
تمائِمُـكَ اللاتـي شـَفَيْتَ بِهَـا قِـدْما
خيـولاً كسـاها الجَـوُّ نُـوراً فأَقْدَمَتْ
مُحَجَّلَــةً غُــرّاً وإِنْ نُتِجَــتْ دُهْمــا
وبيضــاً تَشــَكَّتْ مـن شـَكاتِكَ وَحْشـَةً
بمـا أَنِسـَتْ حَتَّـى قَرَنْتَ بِهَا العَزْما
وســُمْراً كَـأَنَّ الليـلَ لمـا سـَرَيْتَهُ
كَسـا كُـلَّ لَـدْنٍ مـن كـواكِبِهِ نَجْمـا
وكُــلَّ غَريــقٍ فِـي الحديـدِ كَأَنَّمـا
تَسـَرْبَلَ مـن غَـزْلِ الغزالَـةِ واعْتَمَّا
تهــاوَتْ بِـهِ الأَهـواءُ حَتَّـى أَمَمْتَـهُ
إِلَـى طاعَـةِ الرحمنِ فانْقَادَ وائتَمَّا
فلــم يَــدْرِ إِلّا ظِـلَّ مُلْكِـكَ مَوْطِنـاً
ولا والِـــداً إِلّا لَـــدَيْكَ ولا أُمَّــا
ويا ذَا الرِّياساتِ افْتَتِحْ فَقَدِ انْجَلَتْ
فواتِحُـكَ اللاتِـي ضـَمِنَّ لَـكَ الحَتْمـا
ويـا مُنْـذِرَ الراياتِ والسَّابحاتِ قُمْ
فأَنْـذِرْ عِداكَ الذُّلَّ والخِزْيَ والرَّغْما
ونادَتْ بكَ الدنيا أَبا الحَكَمِ احْتَكِمْ
بِحَـوْلِ الَّـذِي أَلقى إِلَى يَدِكَ الحُكْما
وأَوْفِ عَلَـى العَلْيـاءِ واسْتَوفِ أَنعُماً
حبـاكَ الَّـذِي يَحْبُـو بأَجْزَلِهـا قِسْما
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.