
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهِلِّـي قَـدْ أنـى لكِ أن تُهِلِّي
إلـى صـَوبِ الغمـامِ المُسْتَهِلِّ
فَمُــدِيّ طـرفَ نـاظرةٍ تَرَيْنـي
تَمَكَّــنَ مَغَرِسـي فِيـهِ وأصـْلي
ســنا بـرقٍ تلألأَ عـن ذِمـاِمِي
وصـوبُ حيـاً تجلَّـى عـن مَحَلِّي
ودونَـكِ مَبْركـاً فِـي فَيْـءِ ظِلٍّ
يُريــكِ بــأنَّهُ فَيئي وظِلِّــي
هُـوَ الظِـلُّ الَّـذِي قارَعتِ عنهُ
حَصـى الرَّمضـاءِ دامِيـةَ الأظلِّ
وهـذا موعـدُ الأَمـلِ المنادي
ســـُراكِ ســُرورُهُ ألّا تَمَلِّــي
ونـورُ الفجـرِ مـن إظلامِ لَيلٍ
أضـاءَ نجـومَهُ لَـكِ أن تَضـِلِّي
أوانَ يُفَتِّــرُ الإِمسـاءُ جهـدي
فـأطلُبُ فِي سنا الإصباحِ ذَحْلي
ويَرْمَـدُ فِي هجيرِ القيظِ جفني
فأجعـلُ من سوادِ الليلِ كُحْلي
لكيمـا تعلَمـي فِـي أيِّ مأوىً
من الملكِ الرفيعِ وضعتُ رَحْلي
ويَصـدُقَكِ العيـانُ بـأي حبـلٍ
مـن ابن العامِرِيِّ وصلتُ حبلي
وحســبُكِ قــولُهُ أهلاً وسـهلاً
بمـا جـاوزتِ مـن حَـزْنٍ وسَهلِ
فســِيحي وارتَعِــي كلَّاً إليـه
عَلَـى ظَلَـعِ الكلالِ حَمَلْـتِ كَلِّي
مـدىً لـكِ كانَ منكِ مَدى كريمٍ
فَكــوني منـه فِـي حِـلٍّ وبـلِّ
وَقَـدْ قَضـَتِ المكارِمُ أن تَعزِّي
كَمَـا قَضـَتِ المكارِهُ أن تَذِلِّي
فَرَعيـاً فِـي حمـى مَلكٍ رَعاني
فَحَــلَّ قيـودَ تَرْحَـالي وحِلِّـي
مَـدى عبـد العزيـز وأيُّ عِـزٍّ
أنَخــتُ إليــه ذُلّاً فَــوْقَ ذُلِّ
فَعَـوَّضَ منـكِ فِـي مثـواه بِرِّي
وأذْهَـلَ عنـكِ فِي مثواهُ نُزْلي
وعـن مَثَنـى زِمامِكِ فِي يميني
شـَبا قَلـمٍ عَلَـى الدُّنيا مُطِلِّ
يُمـلُّ عليـه مـؤتَمَنُ المعالي
مســاعيَهُ فيَســتَملي ويُملـي
ويُسـمِعُ فِـي صـريرِ الخطِّ منهُ
خطابــاً لا يُمَـلُّ مـن المُمِـلِّ
لِجَــدِّكَ كَـانَ أوَّلُ سـَعْدِ جَـدِّي
وأغْـدَقُ بـارِقٍ فِـي جَـوِّ مَحلي
وأحنـى مـوتِرٍ برضـاه قوسـي
وأخفــى رائِشٍ بنَـدَاهُ نَبْلـي
وصـَيَّرَ مَـا حَمـى حَرَمِي حَراَماً
عَلَـى عَـدْوِ الزمـان المستحلِّ
ووطَّــأ فِـي مكـارِمِهِ مِهـادِي
وأعْلــى فِـي مراتِبِـهِ مَحَلِّـي
وكـم حَلَّـى يَـدِي من ذي عِنانِ
ودَلَّ إلــى يَـدِي مـن ذاتِ دَلِّ
فَحَقَّـاً مَـا تَرَكـتُ عَلَيْهِ بَعْدي
ثنـاءً أعْجَـزَ المُثنِيـنَ قَبلي
فـأمطَرْتُ الـورى رُطَبـاً جَنيّاً
وَمَـا سـُقِيَتْ بغيرِ نداهُ نَخْلي
وسـَقَّيتُ النُهـى أرْيـاً مَشَوراً
وَمَـا جَرَسـَتْ سِوى نُعْمَاهُ نَحْلي
هُوَ المَلِكُ الَّذِي لَمْ يُبقِ مِثلاً
ســِواكَ ولا لِنَظْـمِ عُلاكَ مِثْلـي
ويَبْخَسُني الزمانُ ولو وَفى لي
بِحَظّــي لاشـتكى جُهْـدَ المُقِـلِّ
ولـو أنِّـي سـلَلْتُ عَلَيْهِ سَيفاً
تُقَلِّـدُني لبـاءَ بِشِسـْعِ نَعلـي
وكَـمْ مـن شـاهِدٍ عَـدْلٍ عَلَيْـهِ
بظُلمِـي لَـوْ قَضـى قـاضٍ بِعَدْلِ
ولـو سـَمِ جَدُّكَ المنصورُ أدعُو
إِلَيْـهِ لَـمَ يَسـُمْني سـَوْمَ مَطْلِ
وأنــتَ ورِثْتَــهُ طِفلاً ولكــن
رَجَحـتَ عَلَى الرجالِ بِحلمِ كَهْلِ
بمــا رَدَّاكَ مــن هَـدْيٍ وبِـرٍّ
وَمَــا حلّاكَ مــن قـولٍ وفعـلِ
فَغَـضَّ مـن البـدورِ سـنا هِلالٍ
وهَـدَّ مـن الليـوثِ زئيرَ شِبلِ
وأنـتَ أمِينُـهُ فِـي كـل سـَعْيٍ
ســـَقى نَهَلاً لِتُتْبِعَــهُ بِعَــلِّ
محـافِظُ عَهـدِهِ فِـي قَـوْدِ جَيْشٍ
بأعبــاءِ الوقــائِعِ مُسـْتقِلِّ
وتـالي شـَأوِهِ فِـي كـلِّ فَخْـرٍ
وثـاني سـَعْيِهِ فِـي كـلِّ فَضـْلِ
وفَيْـضُ يمينِـهِ والحمـدُ يَغْلُو
ونـورُ جـبينهِ والحـربُ تَغْلي
بكُـلِّ أغَـرَّ فـوقَ أغَـرَّ يَصـْلى
جَحيـم الحـرب مُقْتَحِماً ويُصْلي
يلـوثُ الـدِرْعَ منهُ بِليْثِ بأسٍ
يصـولُ عَلَـى العِـدى بأصمَّ صِلِّ
وكــلِّ عُقــابِ شـاهِقَةٍ تَجَلَّـى
أناسـيُّ الحتـوفِ لمـا تُجَلِّـي
بَـرِيُّ السـيفِ مـن دَهَـشٍ وجُبْنٍ
وحُـرُّ الصـدرِ مـن غَـدرٍ وغـلِّ
وَمَـا يُثنى السِنانُ بغيرِ قَصفٍ
ولا حَــدُّ الحُسـامِ بغيـرِ فَـلِّ
جَلـوتَ لهُـمْ معـالِمَ ذَكَّرَتْهُـمْ
مَعــالِمَ جَـدِّكَ الملِـكِ الأجـلِّ
ســلكتَ سـبيلَهُ هَـدْياً بهـديٍ
وقمــتَ مقــامَهُ مِثْلاً بِمِثــلِ
وأخلَصـْتَ الصـَّلاةَ إلى المَصَلَّى
فَبُـورِكَ فِـي المُصَلَّى والمُصَلِّي
وَقَـدْ خَفَقَـتْ عليـكَ بنـودُ عِزٍّ
عَلَـتْ واللـهُ أَعلاهَـا ويُعلـي
كمـا خَفَقَـتْ عَلَـيَّ قلـوبُ غِيدٍ
أَمَـرَّ لَهُـنَّ دونـي وَهـوَ مُحـلِ
بمـا أثبَـتَّ فِيـهِ مـن يَقيني
وَمَـا حَقَّقْـتَ فِيـهِ مـن لَعَلِّـي
ومـا راعيـتَ فِيـهِ من ذِمامي
وَمَـا أدْنَيْـتَ فِيـهِ مـن مَحَلِّي
فلا زِلْــتَ المُفَـدَّى والمُرَجَّـى
نَـــدَاهُ للغريــبِ وللمُقِــلِّ
ونُـوراً فِـي الظلامِ لِمُسـتَنِيرٍ
وظِلّاً فــي الهجيــرِ لِمُسـْتَظِلِّ
أحمد بن محمد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه.قال الثعالبي : كان بالأندلس كالمتنبي بالشام.وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره.