
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَلَيـكَ السـَلامُ أَيُّهـا القَمَرُ البَدرُ
وَلازالَ مَعمــوراً بِأَيّامِــكَ العُمـرُ
وَداعـاً لِشـَهرٍ إِنَّ مِـن شاسِعِ النَوى
عَلى الكَبِدِ الحَرّى إِذا اِلتَهَبَت شَهرُ
هُـوَ اِسـمُ فِراقٍ طالَ أَو قَصُرَ المَدى
فَلِلصـَدرِ مِنـهُ مـا يَحِـرُّ لَهُ الصَدرُ
أَنـا الظالِمُ المُختارُ فَقدَكَ عالِماً
بِفَقـدِ اللُهـى فيهِ وَما ظَلَمَ الدَهرُ
مَلَأتُ يَـدي فَاِشـتَقتُ وَالشـَوقُ عـادَةٌ
لِكُــلِّ غَريـبٍ زَلَّ عَـن يَـدِهِ الفَقـرُ
وَأَيُّ اِمـرِئٍ يَشـتاقُ مِـن بُعـدِ أَرضِهِ
إِلـى أَهلِـهِ حَتّـى يَكـونَ لَـهُ وَفـرُ
تَلافَيتَنــي فــي ظَمــأَةٍ فَـدَفَعتَني
إِلـى نـائِلٍ فيـهِ المَخاضَةُ وَالغَمرُ
وَيَـدنو قَـرارُ البَحـرِ طَوراً وَرُبَّما
تَباعَــدَ حَتّــى لا يُنـالَ لَـهُ قَعـرُ
وَلَـولاكَ مـا أَسـخَطتُ غُمّـى وَرَوضـَها
وَنَهـرَ دُجَيـلٍ بِالَّـذي رَضـِيَ الثَغـرُ
وَلَكـانَ غَـزوُ الـرومِ بَعـضَ مَـآرِبي
وَهَمّــي وَلا مِمّــا أُطــالِبُهُ الأَجـرُ
لِتَعلَــمَ أَنَّ الــوُدَّ يَجمَعُنـا عَلـى
صـَفاءِ التَصـافي قَبلَ يَجمَعُنا عَمروُ
وَإِنّـي مَـتى أَعـدُد مَعاليـكَ أَعتَدِد
بِهـا شـَرَفاً إِذ كُـلُّ فَخـرِكَ لي فَخرُ
وَلَــم أَرَ مِثلـي ظَـلَّ يَمـدَحُ نَفسـَهُ
وَيَأخُــذُ أَجــراً إِنَّ ذا عَجَـبٌ بَهـرُ
وَما اِختَرتُ داراً غَيرَ دارِكَ مِن قِلاً
وَأَيـنَ تُـرى قَصدي وَمِن خَلفِيَ البَحرُ
فَـإِن بِنـتُ عَنكُم مُصبِحاً حَضَرَ الهَوى
وَإِن غِبـتُ عَنكُـم سائِراً شَهِدَ الشِعرُ
سَأَشــكُرُ لا أَنّــي أُجازيــكَ نِعمَـةً
بِـأُخرى وَلَكِـن كَـي يُقـالَ لَـهُ شُكرُ
وَأَذكُــرُ أَيّــامي لَــدَيكَ وَنِعمَـتي
وَآخِـرُ مـا يَبقى مِنَ الذاهِبِ الذِكرُ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.