
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي الشـَيبِ زَجـرٌ لَـهُ لَـو كانَ يَنزَجِرُ
وَواعِـــظٌ مِنـــهُ لَــولا أَنَّــهُ حَجَــرُ
اِبيَـضَّ مـا اِسـوَدَّ مِـن فَودَيهِ وَاِرتَجَعَت
جَلِيَّـةُ الصـُبحِ مـا قَـد أَغفَـلَ السـَحَرُ
وَلِلفَــتى مُهلَــةٌ فــي الحُـبِّ واسـِعَةٌ
مـا لَـم يَمُـت فـي نَواحي رَأسِهِ الشَعرُ
قــالَت مَشــيبٌ وَعِشــقٌ دُحـتَ بَينَهُمـا
وَذاكَ فــي ذاكَ ذَنــبٌ لَيــسَ يُغتَفَــرُ
وَعَيَّرَتنـــي ســِجالَ العُــدمِ جاهِلَــةً
وَالنَبـعُ عُريـانُ مـا فـي فَرعِـهِ ثَمَـرُ
وَمــا الفَقيــرُ الَّــذي عَيَّـرتِ آوِنَـةً
بَــلِ الزَمــانُ إِلـى الأَحـرارِ مُفتَقِـرُ
عَــزّى عَــنِ الحَـظِّ أَنَّ العَجـزَ يُـدرِكُهُ
وَهَـوَّنَ العُسـرَ عِلمـي فـي مَـنِ اليُسـُرُ
لَـم يَبـقَ مِـن جُـلِّ هَـذا الناسِ باقِيَةً
يَنالُهــا الــوَهمُ إِلّا هَــذِهِ الصــُوَرُ
بُخــلٌ وَجَهــلٌ وَحَســبُ المَـرءِ واحِـدَةٌ
مِــن تيــنِ حَتّـى يُعَفّـى خَلفَـهُ الأَثَـرُ
إِذا مَحاســـِنِيَ اللاتـــي أُدِلُّ بِهـــا
كـانَت ذُنـوبي فَقُـل لـي كَيـفَ أَعتَـذِرُ
أَهُــزُّ بِالشــِعرِ أَقوامــاً ذَوي وَســَنٍ
في الجَهلِ لَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ما شَعَروا
عَلَــيَّ نَحــتُ القَـوافي مِـن مَقاطِعِهـا
وَمــا عَلَــيَّ لَهُــم أَن تَفهَـمَ البَقَـرُ
لَأَرحَلَـــــنَّ وَآمـــــالي مُطَرَّحَـــــةٌ
بِســُرَّ مَـن راءَ مُسـتَبطاً لَهـا القَـدَرُ
أَبَعــدَ عِشــرينَ شـَهراً لا جَـدىً فَيُـرى
بِـــهِ اِنصـــِرافٌ وَلا وَعــدٌ فَيُنتَظَــرُ
لَــولا عَلِــيُّ بــنَ مُــرٍّ لَاِسـتَمَرَّ بِنـا
خِلـفٌ مِـنَ العَيـشِ فيـهِ الصابُ وَالصَبِرُ
عُــذنا بِــأَروَعَ أَقصــى نَيلِــهِ كَثَـبٌ
عَلــى العُفــاةِ وَأَدنــى سـَعيِهِ سـَفَرُ
أَلَــحَّ جــوداً وَلَــم تَضــرُر سـَحائِبُهُ
وَرُبَّمــا ضــَرَّ فــي إِلحــاحِهِ المَطَـرُ
لا يُتعِــبُ النــائِلُ المَبــذولُ هِمَّتَـهُ
وَكَيــفَ يُتعِــبُ عَيـنَ النـاظِرِ النَظَـرُ
بَـدَت عَلـى البَـدوِ نُعمـى مِنـهُ سابِغَةٌ
وَفــراءُ يَحضـُرُ أُخـرى مِثلَهـا الحَضـَرُ
مَــواهِبٌ مــا تَجَشـَّمنا السـُؤالَ لَهـا
إِنَّ الغَمـــامَ قَليــبٌ لَيــسَ يُحتَقَــرُ
يُهــابُ فينــا وَمـا فـي لَحظِـهِ شـَرَرٌ
وَســطَ النَــدِيِّ وَلا فــي خَــدِّهِ صــَعَرُ
بَــردُ اَحَشــا وَهَجيـرُ الـرَوعِ مُحتَفِـلٌ
وَمَســـعَرٌ وَشـــَهابُ الحَــربِ مُســتَعِرُ
إِذا اِرتَقـى فـي أَعـالي الرَأيِ لاحَ لَهُ
مـا فـي الغُيـوبِ الَّـتي تَخفى فَتَستَتِرُ
تَوَســـَّطَ الـــدَهرَ أَحــوالاً فَلا صــِغَرٌ
عَــنِ الخُطــوبِ الَّـتي تَعـرو وَلا كِبَـرُ
كَالرُمـــحِ أَذرُعُـــهُ عَشــرٌ وَواحِــدَةٌ
فَلَيــسَ يُــزرى بِــهِ طــولٌ وَلا قِصــَرُ
مُجَـــرِّبٌ طالَمـــا أَشـــجَت عَزائِمُــهُ
ذَوي الحِجــى وَهــوَ غِـرٌّ بَينَهُـم غُمُـرُ
آراؤُهُ اليَــــومَ أَســـيافٌ مُهَنَّـــدَةٌ
وَكـــانَ كَالســـَيفِ إِذ آراؤُهُ زُبَـــرُ
وَمِصــعِدٌ فــي هِضـابِ المَجـدِ يَطلَعُهـا
كَـــأَنَّهُ لِســـِكونِ الجَـــأشِ مُنحَــدِرُ
مــازالَ يَســبِقُ حَتّــى قــالَ حاسـِدُهُ
لَــهُ طَريــقٌ إِلــى العَليـاءِ مُختَصـَرُ
حُلـوٌ حَميـتٌ مَـتى تَجـنِ الرَضـا خُلُقـاً
مِنـــهُ وَمُـــرٌّ إِذا أَحفَظتَـــهُ مَقِــرُ
نَهَيــتُ حُســّادَهُ عَنــهُ وَقُلــتُ لَهُــم
الســَيلُ بِاللَيــلِ لا يُبقــي وَلا يَـذَرُ
كُفّـــوا وَإِلّا كَفَفتُــم مُضــمِري أَســَفٍ
إِذا تَنَمَّـــرَ فــي إِقــدامِهِ النَمِــرُ
أَلــوى إِذا شــابَكَ الأَعــداءَ كَــدَّهُمُ
حَتّــى يَــروحُ وَفــي أَظفـارِهِ الظَفَـرُ
وَاللَـومُ أَن تَـدخُلوا فـي حَـدِّ سـَخطَتِهِ
عِلمـاً بِـأَن سـَوفَ يَعفـو حيـنَ يَقتَـدِرُ
جــافي المَضــاجِعِ لا يَنفَـكُّ فـي لَجَـبٍ
يَكـــادُ يُقمِـــرُ مَــن لَآلائِهِ القَمَــرُ
إِذا خُطامَـــةُ ســـارَت فيــهِ آخِــذَةٌ
خِطــامَ نَبهـانَ وَهـيَ الشـَوكُ وَالشـَجَرُ
رَأَيــتَ مَجــداً عِيانـاً فـي بَنـي أُدَدٍ
إِذ مَجــدُ كُــلِّ قَبيــلٍ دونَهُــم خَبَـرُ
أَحســِن أَبـا حَسـَنٍ بِالشـِعرِ إِذ جَعَلَـت
عَلَيـــكَ أَنجُمُـــهُ بِالمَــدحِ تَنتَثِــرُ
فَقَــد أَتَتــكَ القَــوافي غِـبَّ فـائِدَةٍ
كَمــا تَفَتَّــحُ غِــبَّ الوابِــلِ الزَهَـرُ
فيهـا العَقـائِقُ وَالعِقيـانُ إِن لُبِسـَت
يَـومَ التَبـاهي وَفيهـا الوَشيُ وَالحِبَرُ
وَمَـن يَكُـن فـاخِراً بِالشـِعرِ يُمـدَحُ في
أَضـــعافِهِ فَبِـــكَ الأَشــعارُ تَفتَخِــرُ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.