
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ناهيــكَ مِـن حَـرقٍ أَبيـتُ أَقاسـي
وَجُـــروحِ حُــبٍّ مــا لَهُــنَّ أَواسِ
إِمّــا لَحَظـتِ فَـأَنتِ جُـؤذُرُ رَملَـةٍ
وَإِذا صــَدَدتِ فَــأَنتِ ظَـبيُ كِنـاسِ
قَـد كـانَ مِنّـي الحُـزنُ غِـبَّ تَذَكُّرٍ
إِذ كـانَ مِنـكِ الصـَبرُ غِـبَّ تَنـاسِ
تَجـري دُمـوعي حيـنَ دَمعُـكِ جامِـدٌ
وَيَليــنُ قَلـبي حيـنَ قَلبُـكِ قـاسِ
أَســَمِعتُ عاذِلَــةً فَهَـل طاوَعتُهـا
وَرَأَيــتُ شــانِئَةً فَهَـل مِـن بـاسِ
مـا قُلـتُ لِلطَيـفِ المُسـَلِّمِ لا تَعُد
تَغشــى وَلا كَفكَفــتُ حامِــلَ كـاسِ
يـا بَـرقُ أَسـفِر عَـن قُوَيقِ فَطُرَّتى
حَلَـبٍ فَـأَعلى القَصـرِ مِـن بِطيـاسِ
عَـن مَنبِـتِ الـوَردِ المُعَصفَرِ صِبغُهُ
فــي كُــلِّ ضــاحِيَةٍ وَمَجنــى الآسِ
أَرضٌ إِذا اِستَوحَشــتُ ثُـمَّ أَتَيتُهـا
حَشــَدَت عَلَــيَّ فَــأَكثَرَت إيناسـي
اليَـومَ حَوَّلَني المَشيبُ إِلى النُهى
وَذَلَلــتُ لِلعُــذّالِ بَعــدَ شــِماسِ
وَرَفَعـتُ مِـن نَظَري إِلى أَهلِ الحِجى
وَلَـوَيتُ عَـن أَهـلِ الغَوايَـةِ راسي
وَرَضـيتُ مِـن عَـودِ البَخيـلِ وَبَدئِهِ
بِاليَـأسِ لَـو نَفَـعَ الرِضا بِالياسِ
مَهمـا نَسـيتُ فَلَسـتُ لِلحَسـَنِ الَّذي
أَولَيـتَ فـي قِـدَمِ الزَمـانِ بِنـاسِ
أَبلِغ أَبا الحَسَنِ الَّذي لَبِسَ النَدى
لِلخــابِطينَ فَكــانَ خَيــرَ لِبـاسِ
وَلَئِن أَطَلـتُ البُعـدَ عَنكَ فَلَم تَزَل
نَفســي إِلَيــكَ كَــثيرَةَ الأَنفـاسِ
إِن تُكـسِ مِـن وَشـيِ المَديـحِ فَإِنَّهُ
مِـن ضـَوءِ سـَيبِكَ في المَحافِلِ كاسِ
وَكَأَنَّــكَ العَبّــاسُ نُبــلَ خَليقَـةٍ
وَعُلُــوَّ هَــمٍّ فــي بَنـي العَبّـاسِ
وَتَفاضــــُلُ الأَخلاقِ إِن حَصـــَّلتَها
فـي النـاسِ حَسـبَ تَفاضـُلِ الأَجناسِ
لَــو جَـلَّ خَلـقٌ قَـطُّ عَـن أُكرومَـةٍ
تُثنـى جَلَلـتَ عَـنِ النَـدى وَالباسِ
وَأَبــي أَبيـكَ لَقَـد تَقَصـّى غايَـةً
فــي المَكرُمــاتِ قَليلَـةَ الأُنّـاسِ
فَـإِذا بَنـى غُفلُ الرِجالِ بُناً عَلى
جَــدَدٍ بَنَيــتَ عَلــى ذُراً وَأَسـاسِ
وَإِنِ اِسـتِطاعَتهُ المَنـونُ فَبَعدَ ما
دَخَلَـت عَلـى الآسـادِ فـي الأَخيـاسِ
قَـد قُلـتُ لِلراميـنَ مَجدَكَ بِالمُنى
وَلِحاســـِديكَ الـــرُذَّلِ الأَنكــاسِ
رودوا بِأَفنِيَـةِ الظِـرابِ وَنَكِّبـوا
عَـن ذَلِـكَ الجَبَـلِ الأَشـَمِّ الراسـي
فَهُنــاكَ أَروَعُ مِـن أَرومَـةِ هاشـِمٍ
رَحـــبُ النَـــدِيِّ مُـــوَفَّرُ الجُلّاسِ
سـاحَت مَـواهِبُهُ فَلَـم تُحـوِج إِلـى
جَــذبِ الــدِلاءِ تُمَــدُّ بِــالأَمراسِ
لا مُطلِـقٌ هَجـرُ الحَديثِ إِذا اِحتَبى
فيهِــم وَلا شــَرِسُ الســَجِيَّةِ جـاسِ
حَيـثُ السـَجايا البـاذِلاتُ ضـَواحِكٌ
زُهــرٌ وَحَيــثُ العــاذِلاتُ خَواسـي
لا مِــن طَريــفٍ جَمَّعَتــهُ خِيانَــةٌ
مـا مِنـهُ يَبـذُلُ جاهِـداً وَيُواسـي
لَيـسَ الَّـذي يُعطيـكَ تالِـدَ مـالِهِ
مِثـلَ الَّـذي يُعطيـكَ مـالَ النـاسِ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.