
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعنـدكِ مـن فـرط الْصـبّابة مـا عنـدي
فيُعَلــمَ مـا أُخفـي بظـاهرِ مـا أُبـدي
أبــوحُ بوَجــدٍ ضــقت ذَرعْــاً بوَجــده
وأســلَمني صــبرٌ بلغَــت بــه جهــدي
وكنــتُ امُـرءًا لا ينْـزل الهَـمُّ خـاطري
ولا ينثَنـــي يومــاً لنائبــةٍ عَضــْدي
لَهْـــوتْ زمانــاً والْغوايــةُ مرْكَــبي
وسـِلْكُ الهـوى طُـوقي وشـَرخُ الْصّبابُرْدي
فمَـا هـاجَني رسـمُ الكْـثيب ولا الحمـى
ولا راعَنــي بيــنُ الرَّبــابِ ولا هنــدِ
وكـــم رشـــأ اخــوى أغــنَّ مهفهــفٍ
إذا مـا تصـدى لـي ثنيـتُ إلـى الْصـَدِّ
وكنـــتُ إذا قاســيتُ خَطبــاً قرعتــه
بقســوة قلــبٍ قــدَّ مــن حجــرٍ صـّلْدِ
فيهــا انــذا فــكَّ الْزمـان عزيمَـتي
وَرَوعّنـــي بيـــنُ الاحبـــة بالفقــدِ
وغــادَرني أَرْثــي لمَــن مـاتَ ان رأى
لمـا بَعْـده مـن جَفـوَة الأَهـل ماْ يعْدي
كــأني أَنـا المَفْقـود إن قيـل هالـكٌ
مضــى أو كـأنّي قـد فْجعـت بـه وَحـدي
أحقــاً اخــي ان كـلُّ مـن مـاتْ عطِّلـتْ
مجــالسُ مــن ذَكـراه بيـن ذوي الـودِّ
إلا كـــذبَ الاخــوان لا عهــدَ بيننــا
إذا لـم يَـدْمْ عهْـدُ الحيـاة ولا الوجدِ
كفـــي حزنـــاً أنــا نحــاذر خُطَّــةً
وفـي علْمنـا ان ليـس عـن تلـك من بُدِّ
اقــــول وعنـــدي عـــبرةٌ لمعمَّـــرِ
وقدمســَّه مُـوهي قٌـوى القلـب والجلـدِ
أصـــيبَ بشــَطْرٍ مــن فــؤادٍ تقَســَّمت
عزيمُتـــه بيـــن التجُّلــد والوَجــد
وفجَّــع بالشــِّبل الــذي عَــزَّ دونــهُ
حمــىً قـد حَمْتـه غابـةُ الأسـد الـوَرِدْ
أَبــا عُمَــرِ لا يُبِعْــدُ اللــه هالكـاً
فُجعــتَ بــه والقـبرُ منزلُـة والبُعـدِ
يعَـــزَّ علينـــا ان نُعَزّيـــك إنمــا
مُصـابك عيـنُ البـؤسِ فـي عشينا الرّغدِ
ويـا ثاويـاً فـي القَـبر يا ابنَ معمرٍ
لــك اللـه مـن ثـاوٍ وقُـدَّس مـن لَحْـدِ
لكْنــتَ شــفاءً للْقُلــوب التَّــي بِهـا
جَـــوىً وجلاءً كنـــت للأعيــن الرُّمــدِ
بلَغْــت المُنــى والحلْــم طفلاً كأنَّمـا
غُـــدّيتَ بــأخلاق المَكــارمِ والرُّشــدِ
ونبكيـــك مـــدفوناً كأنـــك مــائلٌ
لـدينا علـى مـا كـان مـن ذلك العَهدِ
تــزورك مــا تــدري ويُهْــدي تَحّيــةً
إليــك أبٌ بَــرَّ ولـم تـدّر مـا يُبـدْي
وكنــت لــه بَــرْدَ الفــؤآد وإنمــا
اتـى حـرُّ هـذا الوجـد مـن ذلك البردِ
يَــرى لفحَــةً مـن لاعـج الحـزن كلّمـا
تنفّــسَ مطْــويُّ الضــّمير علــى وَقْــدِ
يُعزّيـك عـن ذكـراه مثـواهُ فـي الثَّرى
تــذكره مثــواكَ فــي جُنــةِ الْخُلــدِ
وللـــه منـــه صــبُرُ نفــسٍ كريمــةٍ
وقــد زُوّدَت منــه علــى شـدَّة الوجـدِ
لقـــد أســأرتهُ النّائبــاتُ حُشاشــَةً
فِرنـداً كنصـْلِ السـّيفُ سـُلّ مـن الغِمْـدِ
علـــى أَنَّهـــا لــم تُــدنهِ لَمذَمَّــة
ولـم ينتـهِ بـالحُزن عـن طُـرق الحمـدِ
أصــابت فـتىً لـم يصـْرف الهـمُّ نفسـَه
عـن البـذل لْلمَعـروف والبشـرِ لْلوَفـدِ
وقــد فجعتــه بــالنّجيب الــذي بـهِ
رأت فــوتَ عيــش لا يــؤوول إلــى ردِّ
جَـرى القَـدَرُ العاديي على مُهجة العُلى
بمــوت أبــي بكــر ولا ناصــرٌ يُعـدي
أَغـــرُّ كريـــمُ النَّبعَـــتيْن مُســـَوَّدٌ
يّمــتُّ إلـى العليـاء بالنّسـبِ الحصـْدِ
زكـــا طرفــاه حيــن يــذكَرُ خــاله
ســـَنا مُضـــَر أو عَمّـــهُ غُــرَّةُ الازْدِ
اولاك ملـــوكُ الأَرّْض ســـاداتُ يعـــربٍ
بُنـاة العُلـى بالبـاس والحلْم والرّفدِ
إذا ســُئلوا ارتْـاحوا سـماحاً كأنَّمـا
هــزَزْت كعــوبَ الخَـطّ أو قُضـُبَ الهنـدِ
لكــل فــتىً منهــم علــى كـل حالـةٍ
مـن السـَّلم حلـمُ الشّيب في شِدةَّ الُمرد
أَعـــدُّوا نكايـــاتٍ لأَعــداء مَجْــدهم
ودَاوَوا نفوســا مـن تُـراثٍ ومـن حقـدِ
بكـــلّ كُميـــتٍ لاحــقٍ شــَنجِ النَّســا
أَســيلِ مكــان اللّبــد مُنجَــردٍ نَهـد
وســــــابغةٍ ماذِيَّـــــة تبَّعيّـــــة
دِلاصٍ كمثــل النّهــي محكمــةِ الســّرْدِ
وأَســَمْر مــن نبــت الوشــيجِ مثقَّــفٍ
طويــلٍ مــن الخَطّــي ذي أَكعُــبٍ مُلـدِ
وذي شـــُطَبٍ ماضــي الشــَّباة كأنَّمــا
مَشـى الـذَّرّ منـهُ في الغِرارِ وفي الحَدِّ
وللسـَلم آيـاتٌ إذا مـا انْتَـدوا لهـا
فكلّهــــم وســـطَ النَّـــديِّ بلا نَـــدِّ
ســماحٌ بمــا جـادوا علـى كـل وافـدٍ
كما انهلَّ صوبُ المُزن في السّهل والنَّجْدِ
وحْلــمٌ إذا مـا حلَّـت السـّورة الحُبـا
غـدا وهـو منهـا فـوق ظنـك فـي أُحْـدِ
وعَفّـــــــةُ أَخلاق وآدابُ انفـــــــسٍ
وعــدل وانصــافٌ علـى الحـرّ والعبـدِ
وزادتَـــهُ فضــْلاّ فــي زيــادٍ خُؤلــةٌ
مخَوِّلـــةُ للْعـــز وَارَيـــةُ الزنّـــدِ
ســـما للْمَعَـــال ســـامةٌ وبِجِنْـــدِفٍ
ومجــدِ قريــش طــابَ ذلــك مـن مجـدِ
أولئكَ أربــاب العُلــى نصــبوا لهـا
عِمـاداً بسـُمر الخـطّ والشـُّزَّب والجُـرْدِ
وسـادوا الورى والبأس والحلم والنّدى
وشــادوا المعـالي بـالعزائم والجَـدِّ
أَبـــا عمــرٍ للــه صــبرُك فــاغتَنمْ
بـه مـا تُرجّـي فيـه مـن حَسـَنِ الوَعْـدِ
كفـــاك الأســى عــن أحمــد ومحَّمــدٍ
ويهنيــك منــهُ طلعـةُ القمـر السـَّعدِ
وعُمّرتُمـــا فـــي نعمـــةٍ وبلغتمــا
مَنــال الأْمــاني بالســّعادةِ والجَــدِّ
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )