
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكــر المــتيّم للأحبــة مألفـا
فسـقى معاهـدَه الـدُّموع الوُكَّفـا
وبكـى بحـرّ صـبابةٍ زمـنَ الصـِّبا
أســفاً عليــه وحـقّ أن يتّأسـَّفا
مــا كـان أطيـبَ عيشـنا وألـذَهُ
لوسـاعدَ الزَّمـنُ الخَـؤون وأنصفا
أيـامَ نلهـو بـالنّعيم المجتّنـى
ونقـرّ عينـاً بالنَّـديم المُصـطَفى
ونحــلّ حافـاتِ اللَّـواء ونرتعـي
فيهــا ربيعــاً للوصـال وصـيّفا
ونـزورَ مـن سـربِ الأوانس والحمى
رشــَأً أغــرَّ مُقرطَقــاً ومُشــنَّفا
حيــثُ الجفــون مريضـُهنَّ تخـالُه
فـي ضـعف نظرتِـه سـقيماً مُـدنَفا
بهــج يميــس غضاضــةً وبضاضــةً
غَنِـــجٌ يــتيهُ تَــدلُّلاً وتَطَرُّفــا
رخـص الشـّوى فـإذا أشـار بكفِّـه
أهــدى بنانـاً بالخضـاب مُطَرَّفـا
يَفــترُ عــن بَــرد كـأنّ رضـابَهُ
صــفو الســّلافة طيِّـبٌ أن يُرشـفا
وبـه يهـز فنـاً كسـته يدُ الصِّبا
وشـياً مـن الحسـنِ البديع مُفَوَّفا
ويُقــل مثـل الـدَّعص حشـوَ إزارهِ
كفلاً يكــادُ يبُــتّ خَصـراً أهيفـا
ويُرجِّــل لفــرعَ الأثيــثَ مضـَمَّخاً
بالمســكِ بيــن قُرونِـهِ ومُعَكّفـا
يــا صــاحبيَّ أفّـى تـذكّر عاشـقٍ
عهــدَ الحــبيب ملامَــةٌ فَيُعنَّفـا
مســتَعبرٌ شــَرِق بمــاءِ جفــونهِ
أبــداً يفيـضُ مَرَقرَقـاً ومُكَفكَفـا
ولقد رآى لونَ المشيب فما أرعَوَى
وبكـى فـأقْرَح ناظريه فما اشْتَفى
ويَريبنــي صــدُّ الأوانـس بعـدَما
قــد كُنـت أعهـدها ورآئمَ عُطَّفـا
إذ فــيّ أبهجــة الشـباب وغـرَّة
تجْـزي الحَـبيب إذا تدلّل أو جَفا
ومـتى أشـأْ نَبَّهـتُ أُغيـد فـاتراً
نشـوانَ مـن سـُكر الـدَّلال مهَفْهَفا
فرشـفت مـن شـَفتيه أشـنَب صَافياً
شــَبِما نــازعني ســُلافاً قَرْقَفـا
حتّـى إذا قـذفت بنا أيدي النّوى
بـالبين عـن دار الأحبـة مَقْـذَفا
ألقـى الزّمـان على رياضٍ مياسِري
بَركــاً فغــادرهنَّ قاعـاً صَفصـفا
فنظمـت مـن درَر المعـاني حليـةً
ونسـَجتُ مـن حـبر القوافي مُطْرَفا
وسـلكتُ لـجَّ البحـر فـي سـَيَرانِهِ
وقطَعـتُ جَـوز المهمـه المتعَسـَّفا
وصــحبتُ آمــالي وكلّفـتُ السـّرى
شـُعثا لـواغبَ فـي الأزمّـةِ شـنَّفا
حـتى أزور أبـا المغيـرة طالباً
منـه السـّماحةَ والشَّجاعةَ والوَفا
أعنــي مُحمّـد بـنَ قَحطـان الَّـذي
بسـط النّدى وله الفناء المقتفى
ورثَ العُلــى وبنــى لـهُ آبـاؤهُ
بيتـاُ علـى شـرف السـّماك مُشرّفا
وهـو الـذي حسـُنت جميـع صـفاته
وتجـــلّ أخلاقٌ لـــه أن توصــَفا
لأبــي المغيــرة أنعُـمٌ مُعتَـادَة
أبــداً نــوءُ الكــواكب أخلَفـا
طلـقُ اليـدين بمـاله عـن شـيمةٍ
منــه إذا بعـضّ الرّجـال تَكَلّفـا
متَطلَّــبُ حســنَ الثنــاءِ يعُــدُّهُ
عِوَضــاً لـه ممّـا أفـاد وأتلفـا
حسـنُ البديهـة مبـدعٌ مـن فكـره
حِكمـا أرقَّ مـن الهـواء وألطَفـا
ومهـــذبٍ فطـــن خطيــب مصــَقع
ذلـق اللّسـان يخـال سيفاً مُرهفا
ويســلَّ رأيــاً بالـذّكاءِ مُجَـرَّداً
ويهــز غصــناً بالمضـاء مثقَّفـا
وإذا الحـروبُ تبـادرت أقرانهـا
لقــي الأسـنَّة حاسـراً أو أكشـَفا
قسماً بوفد الكعبة الحرم اغتدوا
يسـعون بين المروتين إلى الصّفا
وأليّــةً بالرّائحــات إلـى مِنـى
عوجــاً يــزرنَ محصــّبا ومعرَّفـا
لأبـي المغيـرة خسـر شمسٍ لم يزَلْ
فــي آل قحطــان أعــزّ وأشـرَفا
أصـبحت يـا ابـن المعالي أوحداً
لا زلـت فـي سـبل العُلـى متصرَّفا
وإليكهـــا عربيّـــةً حلّيتهـــا
دراًّ مــن الأدب الفصــيح مؤلَّفـا
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )