
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَقى الغيـثُ رِيّـاً منـازل رَيّاً
وعَــلَّ ثراهــا بنـوء الثُّريّـا
مغــاني غــوانٍ ومرعَـى ظبـاء
نظمـــن لأجيـــادهن الحُليْــا
ومشـيّن بيـن الحريـر الموشـّى
يُــذْلنَ الموشــع والعَبقريــا
ورقــرق بيـن الأثيـث المثنَّـي
عــبيراً عبيطـاً ومسـكاً ذكيـاً
سـلام علـى الجيـرة الظاعنينا
وقـد أَزمـع الحـيُّ بيّنـاً وحَيّا
وأرســـلن أَلحــاظهنَّ ســهاماً
جعلـــن محـــاجرهنَّ القســيّا
لئِن ودَّعونــا فقــد أودعونـا
غرامــاً مقيمـاً وشـوقاً نجيـا
أَخــي أَتعجـب مـن طـول شـوقي
ولـم تـدر طعم الهوى يا أُخُيا
لئِن لمتنـي فـي تباريـح وجدي
فويـل الشجي يوم يلقى الخليّا
بنفسـي مـن أهـل تلك المغاني
حبيبــاً إلــى عزيــزاً عليّـا
ألا ربمـا قبـل يـوم الثنـائي
صــبحتُ النَّصـيح وزرت الصـّفيَّا
وبتنـا ضـجيعيْ هـوىً فـي ودادٍ
نشـوب الحـديث العتابَ الشّهيّا
ونشـفى ببَـرد رُضـاب الثنايـا
إذا لــذعتنا كــؤوسُ الحُميّـا
ألا ربّ عيـــش عكفنــا عليــه
بحكــم الهــوى بكـرة وعشـيّا
غـذونا ورحنـا نشـاوى نعـاطى
نعيـــاً ظليلا وعيشــاً جنيّــا
ولهــو المثَـاني خلالَ الأغـاني
نُزجـي بهـا القرقَـفَ البابليّا
لعمـري لقـد كان عيشناً رغَيداً
وإن كــان منّــا ضــَلالاً وغيَّـا
وأرحلـت بـالعيس حتّـى لقينـا
محّمـــــــداً الاريحيّـــــــا
أفــاد وجــاد وأجـدى واسـدى
وهـــشّ وبـــشّ وحيّــا وبيّــا
ولاقيـت وفـد النّـدى فـي ذاره
تحـطّ الرحـال وتلقـى العصـيّا
محّمــد السـّابق النّـاس طبعـاً
وقـــولاً وفعلاً وحســناً وريَّــا
ويهــتز للســائلين ارتياحـاً
كَمـا هزهـز الصـّيقل المشرقّيا
وذاكَ الكَريـم السـّجايا أبـوهُ
أبــو عمـر والجميـلُ المحيّـا
وكنــت الفَقيـر فلّمـا حَبَـاني
محّمــدٌ البَّــر صــرتُ الغَنيّـا
كــأني أرى بســطةً مـن يَـديهِ
إذا مـا تـأمّلتُ مـا فـي يديّا
ترى منه في بهجة الدَّست بدرراً
يَســحُّ النّـدى ويزيـن النَّـديّا
ولا يــألف الحمــد إلاّ شـجاعاً
حكيمــاً حليمـاً جـواداً سـخيّا
كمثــل محّمــد النّــدب يـأبى
فعــالاً رضـىً بادبـاً او خفيّـا
وطبعــاً كريمــاً وعقلاً حكيمـاً
ورايــاً مصـيباً وعزمـاً قويّـا
وحلمـاً لبيبـاً وحكمـاً اديبـاً
وقلبــاً سـليماً ودينـاً زكيّـا
وأُعطــي مــن اللـه كـل خَطـبٍ
جَنانــاً جربــاً وأَنفـا حميّـا
إذا خُطّـة مـن صـروف الـدّواهي
أرادتــه الفـت عزيـزاً أبيّـا
صـَبوراً علـى نائبـات الليّالي
يعـاف الرّذيـل ويـأبى الدُّنيّا
نمتـه العتيـك الملوك اعتزاءً
إلـى الأزد فاحتـل فيهـا رقيّا
أَولاك اليمـانون أَهـلُ المعالي
رئيـس الـورى منهـم والجريّـا
ومنهـم نعـدُّ الجـوادَ المرجـيَّ
ومنهــم محمــد ذاك الكميّــا
من الأَوس والخزرج الصّيد كانوا
أَعـــزّ قــبيلاً واَكــرم حيّــا
هـم أَكـرم النّـاس مُرداً وشيباً
ومـن كان في المهد منهم صبيّا
هُـم أظهروا الدّين شرقاً وغرباً
وهـم نصـروا بالسـّيوف النبيّا
وهـم ركبوا الخيل جُرداً عتاقاً
وهُزوا الظّبا والقنا السّمهويّا
بنـي عمـر حزتموا في المعالي
محّلاً شـــريفاً وبيتــاً عليْــاً
وكــم طامـحٍ طـامع فـي عُلاكـمْ
تزحــزح عنكــم مكانـاً قصـّيا
محمــدٌ أَضــحت معاليـك تكْـوي
قلــوب أعاديـك بـالغيظ كيّـا
ولمــا رأيــتُ حسـاناً سـجايا
أبـي عمـرَ اخترت فيها المضيّا
محمــــدُ شـــيّدْ علاكَ وعيّـــد
سـعيداً وعـش فـي السرور مليا
وطــالت حياتــك إثـا وجـدنا
حيـاة المكـارم مـا دمـتُ حيّا
ولا زلــت فـي ظـلَّ ملـك عتيـدٍ
تســودُ العـدى وتسـرٌّ الوليّـا
وتحشـو صـدورَ المحـبين بَـرْداً
وقلـــب مُناويــكَ داءً دَويَّــا
وهـا أنـا أهـديتُ بكراً عروساً
إليــك فعجّــلْ بمهــرٍ إليّــا
أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي.شاعر عُماني ولد في بلده ( ستال ) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه.عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما ( سمد ) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني.يمتاز شعره بالجودة ، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني.( له ديوان - ط )