
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَأُخَـيَّ نَهنِـه دَمعَـكَ المَسـفوكا
إِنَّ الحَــوادِثَ يَنصـَرِمنَ وَشـيكا
مـا أَذكَرَتـكَ بِمُترِحٍ صَرفِ الجَوى
إِلّا ثَنَتـــهُ بِمُفــرِحٍ يُنســيكا
الـدَهرُ أَنصـَفُ مِنـكَ في أَحكامِهِ
إِذ كـانَ يَأخُـذُ بَعضَ ما يُعطيكا
وَقَليلُ هَذا السَعيِ يُكسِبُكَ الغِنى
إِن كـانَ يُغنيـكَ الَّـذي يَكفيكا
نَلقـى المَنـونَ حَقائِقاً وَكَأَنَّنا
مِــن غِـرَّةٍ نَلقـى بِهِـنَّ شـُكوكا
لا تَكَنَـنَّ إِلـى الخُطـوبِ فَإِنَّهـا
لُمَــعٌ تَســُرُّكَ تــارَةً وَتَسـوكا
هَـذا سـُلَيمانُ بـنُ وَهبٍ بَعدَ ما
طـالَت مَسـاعيهِ النُجـومَ سُموكا
وَتَنَصـَّفَ الـدُنيا يُـدَبِّرُ أَمرَهـا
سـَبعينَ حَـولاً قَـد تَمَمـنَ دَكيكا
أَغـرَت بِـهِ الأَقـدارُ بَغـتَ مُلِمَّةٍ
مـا كـانَ رَسُّ حَـديثُها مَأفوكـا
فَكَأَنَّمـا خَضـَدَ الحِمـامُ بِيـومِهِ
غُصـناً بِمُنخَـرِقِ الرِيـاحِ نَهيكا
بَلِّـغ عُبَيـدَ اللَـهِ فـارِعَ مَذحِجٍ
شـَرَفاً وَمُعطـى فَضـلِها تَمليكـا
مـا حَـقُّ قَـدرِكَ أَن أُحَمِّلَ مُرسَلاً
غَيـري إِلَيـكَ وَلَـو بَعُدتُ أَلوكا
كُـلُّ المَصـائِبِ مـا بَقيـتَ نَعُدُّهُ
حَرَضـاً يَـزِلُّ عَـنِ النُفوسِ رَكيكا
أَنـتَ الَّذي لَو قيلَ لِلجودِ اتَّخِذ
خِلّاً أَخــارَ إِلَيــكَ لا يَعـدوكا
وَكَأَنَّمــا آلَيـتَ وَالمَعـروفُ لا
تَــألوهُ مُصــطَفِياً وَلا يَألوكـا
إِنَّ الرَزِيَّةَ في الفَقيدِ فَإِن هَفا
جَــزَعٌ بِصـَبرِكَ فَالرَزِيَّـةُ فيكـا
وَمَـتى وَجَـدتَ النـاسَ إِلّا تارِكاً
لِحَميمِـهِ فـي التُربِ أَو مَتروكا
بَلَـغَ الإِرادَةَ أَن فَـداكَ بِنَفسـِهِ
وَوَدِدتَ لَـو تَفـديهِ لا يَفـديكا
لَـو يَنجَلـي لَكَ ذُخرُها مِن نَكبَةٍ
جَلَــلٍ لَأَضــحَكَكَ الَّـذي يُبكيكـا
وَلَحـالَ كُلَّ الحَولِ مِن دونِ الَّذي
قَـد بـاتَ يُسـخِطُكَ الَّذي يُرضيكا
مـا يَـومُ أُمِّـكَ وَهوَ أَروَعُ نازِلٍ
فاجــاكَ إِلّا دونَ يَــومِ أَبيكـا
كَلـمٌ أُعيـدَ عَلـى حَخـاكَ وَلَمحَةٌ
مِمّـا عَهِـدتَ الحادِثـاتِ تُريكـا
وَفَجيعَــةُ الأَيّــامِ قَسـمٌ سـُوِّيَت
فيــهِ البَرِيَّـةُ سـوقَةً وَمُلوكـا
عِبــءٌ تَــوَزَّعَهُ الأَنــامُ يُخِفُّـهُ
أَلّا تَــزالَ تُصـيبُ فيـهِ شـَريكا
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.