
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقَصـــرَ حُمَيــدٍ لا عَــزاءَ لِمُغــرَمِ
وَلا قَصـرَ عَـن دَمـعٍ وَإِن كـانَ مِن دَمِ
أَفــي كُــلِّ عــامٍ لا تَـزالُ مُرَوَّعـاً
بِفَـــذِّ نَعِـــيٍّ تــارَةً أَو بِتَــوأَمِ
مَضــى أَهلُــكَ الأَخيــارُ إِلّا أَقَلَّهُـم
وَبــادوا كَمـا بـادَت أَوائِلُ جُرهُـمِ
فَصـــِرتَ كَعُـــشٍّ خَلَّفَتـــهُ فِراخُــهُ
بِعَليــاءِ فَــرعِ الأَثلَــةِ المُتَهَشـِّمِ
أَحَــبَّ بَنــوكَ المَكرُمــاتِ فَفُرِّقَــت
جَمــاعَتُهُم فــي كُـلِّ دَهيـاءَ صـَيلَمِ
تَــدانَت مَنايــاهُم بِهِـم وَتَباعَـدَت
مَضــاجِعُهُم عَــن تُربِــكَ المُتَنَســَّمِ
فَكُــلٌّ لَــهُ قَــبرٌ غَريــبٌ بِبَلــدَةٍ
فَمِـن مُنجِـدٍ نـائي الضـَريحِ وَمُتهِـمِ
قُبــورٌ بِــأَطرافِ الثُغــورِ كَأَنَّمـا
مَواقِعُهــا مِنهــا مَواقِــعُ أَنجُــمِ
بِشـــاهِقَةِ البَــذَّينِ قَــبرُ مُحَمَّــدٍ
بَعيـدٌ عَـنِ البـاكينَ فـي كُـلِّ مَأتَمِ
تَشــُقُّ عَلَيــهِ الريــحُ كُــلَّ عَشـِيَّةٍ
جُيــوبَ الغَمــامِ بَيـنَ بَكـرٍ وَأَيَّـمِ
وَقَـبرانِ فـي أَعلـى النِباجِ سَقَتهُما
بُـروقُ سـُيوفِ الغَـوثِ غَيثاً مِنَ الدَمِ
أَقَــبرا أَبــي نَصـرٍ وَقَحطَبَـةٍ هُمـا
بِحَيــثُ هُمــا أَم يَــذبُلٍ وَيَرَمــرَمِ
وَبِالموصــِلِ الزَهـراءِ مُلحَـدُ أَحمَـدٍ
وَبَيـنَ رُبـى القـاطولِ مَضـجَعُ أَصـرَمِ
وَكَــم طَلَبَتهُــم مِـن سـَوابِقِ عَـبرَةٍ
مَــتى مـا تُنَهنَـه بِالمَلامَـةِ تَسـجُمِ
نَـوادِبُ فـي أَقصـى خُراسـانَ جـاوَبَت
نَــوائِحَ فــي بَغـدادَ بُـحَّ التَرَنُّـمِ
لَهُــنَّ عَلَيهِــم حَنَّــةٌ بَعــدَ أَنَّــةٍ
وَوَجــدٌ كَــدُفّاعِ الحَريــقِ المُضـَرَّمِ
أَبـا غـانِمٍ أَردى بَنيـكَ اِعتِقـادُهُم
بِـأَنَّ الـرَدى فـي الحَربِ أَكرَمُ مَغنَمِ
مَضــوا يَسـتَلِذّونَ المَنايـا حَفيظَـةً
وَحِفظــاً لِــذاكَ السـُؤدُدِ المُتَقَـدِّمِ
وَمـــا طَعَنــوا إِلّا بِرُمــحٍ مُوَصــَّلٍ
وَمـــا ضــَرَبوا إِلّا بِســَيفٍ مُثَلَّــمِ
وَلَمّــا رَأَوا بَعــضَ الحَيـاةِ مَذَلَّـةً
عَلَيهِــم وَعِــزَّ المَـوتِ غَيـرَ مُحَـرَّمِ
أَبَوا أَن يَذوقوا العَيشَ وَالذَمُّ واقِعٌ
عَلَيــهِ وَمــاتوا مَيتَـةً لَـم تُـذَمَّمِ
وَكُلُّهُـــمُ أَفضـــى إِلَيــهِ حِمــامُهُ
أَميــراً عَلـى تَـدبيرِ جَيـشٍ عَرَمـرَمِ
تَــوَلّى الـرَدى مِنهُـم بِهَبَّـةِ صـارِمٍ
وَمَجَّـــةِ ثُعبـــانٍ وَعَــدوَةِ ضــَيغَمِ
حُتــوفٌ أَصــابَتها الحُتـوفُ وَأَسـهُمٌ
مِـنَ المَـوتِ كَـرَّ المَوتُ فيها بِأَسهُمِ
تُـرى الـبيضَ لَم تَعرِفُهُم حينَ واجَهَت
وُجــوهَهُمُ فــي المَــأزِقِ المُتَهَجِّـمِ
وَلَـــم تَتَـــذَكَّر رِيَّهــا بِــأَكُفِّهِم
إِذا أَورَدوهــا تَحــتَ أَغبَـرَ أَقتَـمِ
بَلـى غَيـرَ أَنَّ السـَيفَ أَغـدَرُ صـاحِبٍ
وَأَكفَــرُ مَــن نـالَتهُ نِعمَـةُ مُنعِـمِ
بِنَفسـي نُفـوسٌ لَـم تَكُن حَملَةُ العِدى
أَشــَدَّ عَلَيهِــم مِـن وُقـوفِ التَكَـرُّمِ
وَلَـو أَنصـَفَت نَبهـانُ مـا طَلَبَت بِهِم
سـِوى المَجـدِ إِنَّ المَجـدَ خُطَّـةُ مَغرَمِ
دَعاهـا الـرَدى بَعدَ الرَدى فَتَتابَعَت
تَتــابُعَ مُنبَــتِ الفَريــدِ المُنَظَّـمِ
ســَلامٌ عَلــى تِلــكَ الخَلائِقِ إِنَّهــا
مُســَلَّمَةٌ مِــن كُــلِّ عــارٍ وَمَــأثَمِ
مَســاعٍ عِظـامٌ لَيـسَ يَبلـى جَديـدُها
وَإِن بَلِيَــت مِنهُــم رَمــائِمُ أَعظُـمِ
وَلا عَجَــبٌ لِلأُســدِ إِن ظَفِــرَت بِهــا
كِلابُ الأَعــادي مِــن فَصــيحٍ وَأَعجَـمِ
فَحَربَــةُ وَحشـِيٍّ سـَقَت حَمـزَةَ الـرَدى
وَحَتـفُ عَلِـيٍّ فـي حُسـامِ ابـنِ مُلجَـمِ
أَبــا مُســلِمٍ لا زِلــتَ بَيـنَ مُـوَدَّعٍ
مِـنَ المُـزنِ مَسـكوبِ الحَيـا وَمُسـَلِّم
مَـدامِعُ بـاكٍ مِـن بَنـي الغَيثِ والِهٍ
أَعارَكَهــــا أَو ضـــاحِكٍ مُتَبَســـِّمِ
لَئِن لَـم تَمُـت نَهبَ السُيوفِ وَلَم تُقِم
بَواكيــكَ أَطـرافُ الوَشـيجِ المُقَـوَّمِ
لَبِــالرَكضِ فـي آلِ المَنِيَّـةِ مُعلِمـاً
إِلــى كُــلِّ قَــرمٍ بِالمَنِيَّـةِ مُعلِـمِ
وَحَملِـكَ ثِقـلَ الـدَرعِ يَحمـى حَديدُها
عَلــى ضــَعفِ جِسـمٍ بِالحَديـدِ مُهَـدَّمِ
وَمــا جَـدَثٌ فيـهِ اِبتِسـامُكَ لِلنَـدى
إِذا أَظلَمَــت أَجــداثُ قَـومٍ بِمُظلِـمِ
الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري. شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.