
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جــاءَ البشـيرُ ليعْقـوبي بيوسـُفِهِ
أَهلاً بيوســُفِ وقــتٍ ســرَّ يعْقـوبي
رنَّـتْ لـه فـي طريـقِ السَّمعِ داعِيَةٌ
فقُمْــتُ مُبْتهِجـاً فـي طَـوْرِ مجْـذوبِ
أَرتـاحُ هـذا قَميـصُ الوعـدِ مسَّ به
علــى عُيـونِ فُـؤادي كـفُّ مَحْبـوبي
أَبصـرتُ بعـد انْطِمـاسٍ كنـتُ أَحملُهُ
وراقَ لـي مـن كُؤوسِ القربِ مَشْروبي
وصــِرتُ أَشــهَدُهُ فــي كـلِّ بـارِزَةٍ
وصــِرْتُ أَقــرؤُهُ فــي كـلِّ مكتـوبِ
والصـًّحوُ يُثبِـتُ لـي حـالاً يُثَبِّتُنـي
والمحـوُ يُـبرِزُ عنـدي حـالَ مسْلوبِ
لـم أَخـشَ بعـد شـُهودي حسنَ طلعَتِهِ
تلــوينَ حــالي بمعْـزولٍ ومنصـوبِ
إِنْ صـحَّ لـي وشـُؤُنُ الكـونِ عاطِلَـةٌ
فلا ضــِرارَ لَعَمْــري ذاكَ مطْلــوبي
أَقــومُ والليــلُ مُـدْجاةٌ عـوالِمُهُ
وذيلُــهُ ســاقِطٌ فـي شـكلِ مسـْحوبِ
أَئنُّ أنَّــةَ ثَكْلــى الحــيِّ فاقِـدَةً
وأَســتعيدُ صــِراخاً شــأْنَ مرْغـوبِ
وأَســْتميلُ غُصــونَ البـانِ عاكِفَـةً
علــيَّ أَطْيارُهــا تَصـْغَى لتَشـْبيبي
وحُجَّــتي وقُفــولُ القــومِ قافِلَـةً
بكــلِّ خيـرٍ مَسـيري نحـو مَرْغـوبي
كـأَنَّ بـي يـومَ أَن تُلْـوى جَنائبُهُمْ
مَوْقـورَةَ الرَّحـلِ كَسـباً ما بمسْلوبِ
أَطيـرُ وجْـداً ولي في النَّفْسِ مُثْقَلَةٌ
فكـم لهـا قلـتُ يـا لوَّامَتي تُوبي
وراقِصـاتٍ علـى الضـِّلعَيْنِ قُلْنَ أَفِقْ
مــا شـأْنُ مُنْتَـدِبٍ يسـعَى كمَنْـدوبِ
هـذي السـَّعادَةُ قـد جاءتْـكَ رافِلَةً
ببُرْدِهـا ضـمنَ خِـدْرِ الـوهبِ مَضْروبِ
وخاطَبَتْــكَ بــه العَليـاءُ قائلَـةً
قمْ أنتَ يا ابنَ رسولِ اللهِ مَخْطوبي
فـاجْمَعْ شـَتاتَ شـُؤُنٍ أَنـتَ صـاحِبُها
وجُـلْ بِبيـدِ التَّـدلِّي خيـرَ مَصْحوبي
دنـوتُ إذْ ذاكَ من طَوْرِ الخِطابِ وقد
أَجريـتُ ضـمنَ جـوابي حُسـْنُ أُسـْلوبِ
ولاحَ لــي جمـعُ شـَطْحٍ كِـدْتُ أَشـهَدُهُ
مَقــامَ مرتَبَــتي أَوهــامَ مَغْلـوبِ
وقُمـتُ مـن حضـرَتي والأُنْـسُ يجمَعُني
وقـد تـولَّى رسـولُ اللـهِ تـأْديبي
حكَّمْــتُ فِقْهـي بإِشـْراقاتِ وارِدَتـي
بــالنَّصِّ ل بِمعــاني فَهْـمِ مَوْهـوبِ
وكــلُّ طــارقِ إِلْهــامٍ يُنــازِلُني
قيَّـــدْتُهُ بقيــاسٍ غيــرَ مَكْــذوبِ
وقلـتُ يـا نَخْـوَتي بالذَّلَّةِ انْقَطِعي
ويــا عَلائقَ نفســي مــرَّةً ذُوبــي
فسـاقَني مِنْ أَبي الزَّهراءِ سوقُ هُدًى
إِلـى العِـراقِ وفـاحَتُ نفحَةُ الطِّيبِ
وقيـلَ لـي خـذْ لشيخِ المُتَّقينَ يداً
فتلــك أَشــرَفُ مَكْســوبٍ ومَوْهــوبِ
فجُلْـتُ واللَّمعَـةُ البيضـاءُ تسبِقُني
أَنَّــى ذهبْــتُ وهـذا بُـرْءُ أَيُّـوبي
وجُبْــتُ بيـضَ دمشـقٍ واتَّصـلْتُ بهـا
وقــد وقفْــتُ بهاتيـكَ المَحـاريبِ
وبعـدُ أَنْجَـدْتُ حتَّـى البَصْرَةَ اتَّضحتْ
بعـدَ الغُموضِ ونارُ الوجدِ تَعْلو بِي
زرتُ المقــامَ وإبراهيـمَ واتَّخَـذَتْ
ذاتـي مُصـلًّى بـه مـن بعدِ تَغْريبي
وضــعتُ كفًّــا بكـفٍّ بالإِشـارَةِ عـن
أَمـرٍ علـى بَيْعـةِ الرِّضوانِ تَهذيبي
وكـانَ شـَيْخي مـن الأَوتـادِ منزلَـةً
وفـي أُولـي العلمِ فذًّا مثلَ يُعْسوبِ
أَلقــى علــيَّ إِشــاراتٍ بدَمْدَمَــةٍ
رَشـــيقَةٍ ذات تشـــريقٍ وتَغْريــبِ
بنَــى عليهـا سـُلوكي كلُّهـا حكَـمٌ
كلؤلــؤٍ ببــديعِ الســِّلْكِ مَثْقـوبِ
طرقْـتُ بعـدَ الهُجـوعِ الحَيَّ مُمْتثِلاً
أَمـرَ السـَّمواتِ أَبغـى قربَ مَرْقوبي
وصــَلْتُ أُمَّ عِبَــادٍ الصــَّباحُ لــه
غَلاغِــلٌ فيــه أَصــْنافُ الأَســاليبِ
فجَّــتْ لنــاظِرِ ســِرِّي أَيُّ بارِقَــةٍ
مـن ذلـكَ القبْرُ أَحيَتْ مَيْتَ مَنْسوبي
فقلـتُ يـا نظرَتي بالحضرَةِ ابْتَهِجي
ويـا زُلَيْخـاءَ نفسـي باللِّقا طِيبي
الحمــدُ للــهِ هـذا بـابُ سـيِّدِنا
شـيخِ العَـواجِزِ حـامِي كـلِّ مَحْسـوبِ
فتًـى يُريـعُ اللَّيـالي بـأْسُ صَوْلَتِهِ
ويســـتَريحُ لــديهِ كــلُّ مَتْعــوبِ
مـن الحُسـَيْنِ انتَقَـى عقْـدٌ يتيمَتُهُ
عَصــْماءُ عاقبَـةَ الزُّهـرِ الشـَّآبيبِ
ذو سـاحةٍ من رِياضِ الخُلْدِ طافَ بها
مــن العُلــى كــلُّ روحِـيٍّ وكُرُّبـي
لُـذْنا بـديوانِ قـدسٍ عنـد مرقَـدِهِ
مُرَفْــرَفٍ بشــفوفِ الــوَهْبِ مَنْصـوبِ
وقـد طرقْنـا لـه الصـَّحراءَ عافِيَةً
نَخُــبُّ وجــداً بتمزيــقِ الجَلابيـبِ
جَلا لنــا قَبَســاً مـن طـورِ قُبَّتِـهِ
حَــيَّ بنـورٍ علـى الأَكنـافِ مَصـْبوبِ
وانشـَقَّ عـن فيـضِ عِرفـانٍ بـه جُمَلٌ
مبســوطَةٌ مزَجَــتْ حُسـْنَ التَّراكيـبِ
أَحيتْ قُلوباً طَماها القبضُ فانبسَطَتْ
بفهْمِهــا غيــرَ مقْــروءٍ ومَكْتـوبِ
مِـنْ رشـَّةِ ابنِ الرِّفاعِيِّ الإِمامِ روَتْ
حيـن ارتَـوَتْ كـلُّ أَنـواعِ الأَعاجيبِ
هـذا الذي هدَّ رُكْنَ الشَّطْحِ يومَ زَها
بخلعَـةِ الفتـحِ لكـنْ زَهْـوَ مَطْلـوبِ
هـذا الـذي هزَّ سيفَ العزمِ مُنْتَدَباً
للــه واطْــرَحْ إِذاً هـزَّ الأَحـاديبِ
هـذا الـذي وصـُدورُ القـومِ شاهدَةٌ
مـدَّ اليميـنَ لـه الهـادِي لتَقْريبِ
هـذا المُجَـرَّبُ تِريـاقُ القُلوبِ فخُذْ
منـه الأَمـاني ودعْ زعـمَ التَّجاريبِ
هـذا الكريـمُ المُحَيَّا كم به فُرِجَتْ
مـن كُربَـةٍ صـعبَةٍ عـن قلـبِ مَكْروبِ
هـذا ابنُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ وهوَ لها
بعــد الأَئمَّــةِ حقًّـا خيـرُ مَنْسـوبِ
هـذا الذي قامَ سِرُّ النَّصرِ فيه فمن
يلجَــأْ بــه بعِـراكٍ غيـرُ مَغْلـوبِ
هـذا المُحَجَّـبُ فـي الأَقْطـابِ سيِّدِهُمْ
فــي كــلِّ بـابٍ بـإِطراقٍ وتَـأْويبِ
لـم يجهَـلِ العـزَّ مـن عالي يحجُّبِهِ
عـن قـادَةِ القـومِ إِلاَّ كـلُّ مَحْجـوبِ
علـى أَرْسـَلانَ والجِيلِـيِّ قـد ضـربَتْ
خِيـــامُهُ بعــدَ عــزَّازٍ ومَهْيــوبِ
وكـان سـبعونَ فـرداً تحـتَ رايَتِـهِ
غيـرَ المُحـاذينَ مـن دانٍ ومَحْبـوبِ
العـرشُ والفَـرْشُ والأَكـوانُ تعرِفُـهُ
أَنْعِـمْ بسـطرٍ بلـوحِ القُـدْسِ مَكْتوبِ
تكبْكَبَــتْ همَـمُ الأَقطـابِ وانْجَمَعَـتْ
بــه بتَمكيــنِ عـزمٍ غيـرِ مَسـْلوبِ
قـفْ عنـدَ أَعتـابِهِ القَعْساءِ مُتَّثِقاً
وطِــبْ فلســتَ بمَتْعــوبٍ ومَعْتــوبِ
وقـلْ عليـكَ سـلامُ اللـهِ خُـذْ بيدي
فـالرَّكْبُ سـارَ وحِمْلـي عاقَ مَرْكوبي
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).