
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ونَغْمَـةٍ مـن أيمـنِ الحَـيِّ أتَـتْ
حَكَـتْ لنـا كيـفَ يَـذوبُ العاشقُ
وفَجْرِهِـــمْ إذْ طَلَعَــتْ طَلْعَتُــهُ
وأنَّــهُ واللــه فجــرٌ صــادقُ
وســابقٍ مــن دَمْعَــتي ولاحِــقٍ
يــا نِعْــمَ ذاكَ ســابقٌ ولاحـقُ
وطـارقٍ مـن لَوعَـةِ الوَجْـدِ أتى
وقـد يَريـعُ العاشـقينَ الطَّارقُ
وبـــارقٍ لألأَ مـــن ســـَمائِهِمْ
فَفَـجَّ فـي الأكـوانِ ذاكَ البارِقُ
وشــارِقٍ طَــلَّ علــى ســَريرَتي
أعْشــَقُهُ مــا ذَرَّ منِّــي شـارقُ
إنِّــي علـى عَهـدي وَثيـقُ هِمَّـةٍ
أجـلْ ومثلي في الرِجالِ الواثِقُ
يـا سـائقَ الأَظْعـانِ خذْ مُهْيَجَتي
وحُطَّهــا ببــابِهِمْ يــا سـائِقُ
صــاعَ العَزيــزِ سـَرَقْتهُ عُصـبَةٌ
وهـا أَنـا يُقـالُ فـيَّ السـَّارِقُ
بقيَّــةً للقلــب فــي رِحـالهِمْ
أودَعَهــا وجــدٌ ودمــعٌ طـالِقُ
لـو كنـتُ فيهِمْ نَطَقَ الصَّاعُ لهُمْ
فبُهِتــوا إذِ الجَمــادُ نــاطِقُ
زَمْزَمَ روحي مذ حَدا الحادي بهِمْ
فالحَـدْوُ حلـوٌ والغَـرامُ شـائِقُ
قـد أَنكَـرَ الخلِـيُّ فيهِمْ لوعَتي
يعرِفُهــا ربُّ الغَـرامِ الـذائِقُ
والهْفَتـاهُ قـد أعـاقَني النَّوى
ورُبَّ يـــومٍ تَكْثُــرُ العَــوائِقُ
أُعـاتِبُ الحَـظَّ عليهِـمْ والهـوَى
يعــرِفُ حَــرَّ نــارِهِ المُفـارِقُ
إن أَنكَـرَ المَخلوقُ فيهِمْ لوعَتي
يشـهَدُ لي بالصِّدقِ فيها الخالِقُ
مهمـا البقاءُ طالَ بعدهُ الفَنا
ورُبَّ يـــومٍ تظهَــرُ الحَقــائِقُ
يــا ســاكِنينَ مهجَـتي وحقِّكُـمْ
ولليَميــنِ فـي الهَـوَى خَـوارِقُ
إنِّـي علـى ديـنِ هَـواكُمْ ثـابِتٌ
شـِبْتُ ووجـدي فـي الهَوَى مُراهِقُ
قـد أسـكَرَ المَزْكـومَ شمُّ مِسْكِكُمْ
بـالغَربِ وهـو في العِراقِ عابِقُ
يـا مـن إليكُـمْ طمَحَتْ أَنْظارُنا
قـــد عرَّفَتْنــا بكُــمُ الخَلائِقُ
تَـدارَكوا رُكْبانَنـا فقـد وَهَـتْ
أَعْصـابُها ومَـلَّ فيهـا السـَّائِقُ
ولاحِظــوا بالبــأسِ ذُلَّ عجزِنـا
فمنكُـــمُ تُتَـــوَّجُ المَفـــارِقُ
وعامِلونـــا كَرَمــاً بعــدلِكُمْ
مـا كـلُّ مـن يزعُـمُ عِشْقاً عاشِقُ
وقرِّبـــوا بســـِرِّكُمْ طَريقَنــا
للــهِ فــي أَكْــوانِهِ طَــرائِقُ
فحُبُّنــــا حَقيقـــةٌ يعرِفُـــهُ
مُخــالِفُ الزَّمــانِ والمُوافِــقُ
تصـــدَّقوا تكرَّمــوا تحنَّنــوا
تفضــَّلوا وللقُلــوبِ رافِقــوا
فكلُّكُــــمْ لســـِرِّنا حَقـــائِقُ
وكلُّنــــا بحُبِّكُـــمْ رَقـــائِقُ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).