
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَأُمُّ عَبيــدَةٍ أَقلَقْــتِ رَكـبي
وقَلْقَلْـتِ العِـواجَ إلـى حِمَاكِ
فأَفناهـا المَسيرُ فقُمْتُ أَسعى
علـى القَـدَمَيْنِ مُنْبَتَّ الشِّرَاكِ
وأَعملْـتُ العَزيمَـةَ جهدَ طَوْقي
عَسـى عَيْنـي بناظِرِهـا تـرَاكِ
وقلــتُ لهِمَّـتي جـدِّي وسـيري
لأُمِّ عُبــادَ بـورِكَ فـي سـُرَاكِ
فطُفْـتُ الأَرضَ شـبراً بعـدَ شبرٍ
فما التَفَتَ العِيانُ إلى سِوَاكِ
ولا قيَّــدْتُ ذاتـي فـي نِطـاقٍ
يُميـلُ بهـا شـُهودي عن رُبَاكِ
ضـحِكْتُ مسـرَّةً مـذْ ضـِئْتِ صُبحاً
لعَيْنـي لا عَـدا عَيْنـي هُـدَاكِ
مَقـامُ القُـربِ أَضـحَكَني كبُعْدٍ
أَسـالَ سَحابَ أَجفاني البَواكي
أطيـرُ إلـى حِمـاكِ بلا جَنـاحٍ
لأَغنَـمَ فيـضَ هِمَّـةِ مـن حَمَـاكِ
فـأنتِ مَنـارُ قبلَـةِ كـلِّ قلبٍ
تسـلَّقَ بالهُـدى دَرَجَ السـَّمَاكِ
عَرَفْتُـكِ فـي مَناطِ الرُّوحِ حتَّى
غَــدَوْتُ بكــلِّ بــارِزَةٍ أَرَاكِ
رَعـاكِ اللـهُ مـن طَـوْرِ روحي
يــدٌ عَلِقَــتْ بهِمَّتِهـا عُـرَاكِ
جَـذبْتِ الرُّوحَ من دَرَكاتِ كَوْني
وهـا أَنـا جِئْتُ مَجْذوباً فَهَاكِ
فـأنتِ أَقامَـكِ الرَّحمـنُ طُوراً
وقدَّســَكِ المُهَيْمِـنُ وانْتَقَـاكِ
وشـادَكِ في مَطافِ الغَيْبِ داراً
وللغَــوْثِ الرِّفـاعِيِّ اصـْطَفَاكِ
ومـدَّ عليـكِ أَسـجِفَةَ التَّـدَلِّي
وقـد طَبَـعَ القُلُوبَ على هَوَاكِ
فلا بَرِحَـتْ تـرِقُّ بـكِ المَعاني
وتنْفَتِـقُ الفُهـومُ لمـن أَتَاكِ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).