
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُوجا إلى الوادي المُقَدَّسِ بالسُّرى
يـا نُـوقُ واحْتَلَّـي بـأَكرمِ منـزِلِ
وتَنَـــوَّري مُقَلاً بزُبْـــدَةِ عُصــبَةٍ
شــُمِّ الأُنــوفِ مـن الطِّـرازِ الأوَّلِ
واستنْشـِقي عِطـرَ النُّبـوَّةِ منه عن
صــدقٍ وقَلبــاً عنــهُ لا تتحـوَّلي
حُبِّــي لــه فــي سـِمْطِ سـِرِّي أَوَّلٌ
لا تَجهَلــي حُبِّــي لــه وتــأَوُّلي
عُرِضــَتْ علــيَّ شــُؤُنُ حُــبٍّ بعـدَهُ
مـــا الحُــبُّ إِلاَّ للحَــبيبِ الأوَّلِ
كنـزٌ مـن العِرْفـانِ صـِينَ برَوْنَـقٍ
بَرَكـاتُهُ بـأُولي النُّهـى لم تُجهَلِ
إنِّـي أُشـاهِدُ فيـه معنًـى خافِيـاً
بُرهـــانُهُ كالســـَّيفِ للمُتَمَحِّــلِ
سـيُقيمُ فـي الأَقطـارِ نوبَـةَ أَحمدٍ
ويقـومُ عنـهُ مُطَيْلِسـاً فـي هَيْكَـلِ
وبحــالِهِ تبــدو حَقيقَــةُ جَــدِّهِ
وبــبيتِهِ أَنــوارُ أحمـدَ تنجَلـي
بـاللهِ يـا حـادي النِّيـاقِ ألِيَّةً
إنْ جئتَ وادي قُدْســــِهِ فترجَّـــلِ
واخلَـعْ لـه نَعْلَيْـكَ وادخُلْ خاشِعاً
كبِّــر بــذَيَّاكَ الرِّحــابِ وهَلِّــلِ
وادي الوَلايَــةِ مـن صـَميمِ محمَّـدٍ
ســِرُّ النُّبــوَّةِ عــروَةَ المُتَوَسـِّلِ
طَــهَ الحَقـائقِ حكـمُ يـس العَمـى
طـــس نَـــصِّ كِتــابِهِ المُتَنَــزِّلِ
ق الإحاطَــةِ فـي مَضـامينِ العُلـى
فــي كـلِّ مَعْـراجٍ بَسـيطٍ أو علـي
فالســـِّرُّ ســِرُّ محمَّــدٍ وشــُروقُهُ
فـي سـِرِّ وادي القُدسِ لا في الأجبُلِ
وادٍ بــذِكرِ اللـهِ ضـاءَ مُشَعْشـَعاً
بطَريقَـــةِ المـــدَّثرِ المُزَّمِـــلِ
تلـكَ الخَـوارِقُ عـن أَبيـهِ وجـدِّهِ
وارفَعْ إلى الزَّهراءِ والمولى علي
لا تنحَجِــبْ عنــهُ بظــاهِرِ طَـوْرِهِ
يُبْـديكَ فـي المـرآةِ نسجُ الصَّيْقَلِ
وارْكُـنْ إليـه وخـذْ نَتـائجَ قلبِهِ
فمَــتى ثبَــتَّ بلـوحِهِ لـم تُخْـذَلِ
ذو الرُّتبَةِ القَعْساءِ والمَدَدِ الَّذي
فــي ســيرِهِ للــهِ لـم يتَزَلْـزَلِ
متَمَكِّـــنٌ فـــي طَــوْرِهِ متوَطِّــدٌ
فــي ســِرِّهِ متــأوِّدٌ لــم يعْجَـلِ
أَخفــى ســَريرَتَهُ وصــانَ شــُؤُنَهُ
عــن غيــرِ بـارِئِهِ بصـدقِ تبتُّـلِ
لـم أَنـسَ إذْ قـالَ النَّـبيُّ عشـِيَّةً
بـارِكْ علـى ذا السـِّيِّدِ المُتَوَكِّـلِ
فحَفَفْتُـــهُ منِّــي بنفحَــةِ جــدِّهِ
وطَـوَيْتُ فيـه عُـذَيْبَ أَشـرفِ منهَـلِ
فرأَيــتُ فيــه رَقيقَــةً فضفاضـَةً
سـحَّتْ علـى أَهـلِ القَبـولِ بجـدْوَلِ
أنعِــمْ بــه حَســَناً جَليلاً قـدرُهُ
مَجْلاهُ بيــــنَ تَـــذَلُّلٍ وتـــدلُّلِ
ربَّتْــهُ معنًــى فـي جميـع شـُؤُنِهِ
روحُ الإمــامِ الأَحمَـدِيِّ أبـي علـي
وجَلَتْـهُ مـن شـَيْخونَ كـوكَبَ سَمكِها
فأَضــاءَ فـي الأَكـوانِ دونَ تسـلُّلِ
وشـَرائِفِ العهدِ الصَّميمِ وخالِصِ ال
وُدِّ القَــديمِ وأزْجُــلٍ لـم تُنْقَـلِ
ســيُرى لــه بيـتٌ يَطـولُ عِنـانُهُ
شـَرَفاً إلـى هـامِ السـَّماكِ الأعْزَلِ
ويُحَــفُّ بالأَقطــابِ مــن أَركـانِهِ
مــا بيـنَ شـيخٍ لَـوْذَعِيٍّ أو وَلـي
ويَســيرُ للأقْطــارِ ســائِرُ ذِكْـرِهِ
حيًّـا وميْتـاً ضـمنَ مظهَـرِهِ الجَلي
فكــأنَّه فــي كــلِّ حــيٍّ حاضــِرٌ
حــيٌّ وعامِــلُ حــالِهِ لـم يَبْطُـلِ
عَجَبــاً لـذي طمـسٍ رآهُ ومـا رأَى
معنـى الجَمـالِ بـهِ ولـم يَتَعَقَّـلِ
هـذا هـو الكَنْزُ المُطَلْسَمُ فالْتَزِمْ
أرْصــــادَهُ لتفُكَّهـــا بتـــذَلُّلِ
واجْعلـهُ فـي مِحرابِ قَلبِكَ واسْتَفِضْ
منــه عنــه كــلَّ خيــرٍ فانْقُـلِ
هـو عيـنُ شـيخِ المُشـْرِقينَ حَقيقَةً
سـامي الجَنابِ أَبي الذِّراعِ الأَطْوَلِ
قــومٌ شــُؤُنُ محمَّــدٍ بـرَزَتْ بهـم
فغَــدَوْا بهــا أملاً لكــلِّ مؤمِّـلِ
خــذْها نَصـيحَةَ مُرشـِدٍ لـك عـارِفٍ
مــن لُـبِّ هاشـِمَ ذي حُسـامٍ فَيْصـَلِ
فاسـْتَجْلِ منها الرَّمزَ وافهَمْ حُكمَهُ
واذكــرْ نبيَّــكَ بالصـَّلاةِ وأجْـزِلِ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).