
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تعلَّـم منِّـي النَّـوحَ فـي مذهَبِ الهَوَى
حمــامُ نـواحيهِمْ فنـاحَ لهُـمْ مِثلـي
وهفَّـتْ بأَغصـانِ الحِمـى ريـحُ لَهْفَـتي
فقـامَتْ بزَلْـزالٍ طَـوى الهَزَّ في الكُلِّ
وقـدْ أنَّـتِ العيـدانُ مـن نـوعِ أنَّتي
فهـا فعلُهـا يشتَقُّ في الأصلِ من فِعْلي
وقـد جئتُ بَعـداً فـي الرِّجـالِ وإنَّما
ســبقْتُ بميـدانِ المحبَّـةِ مـن قَبْلـي
تـــدلَّلَ مَحْبـــوبي علـــيَّ تعــزُّزاً
فقـــابلتُهُ بالانْكِســـارِ وبالـــذُّلِّ
وســرتُ لــهُ فــي مــوكِبٍ أيِّ مـوكِبٍ
صــُنوفُ ســَلاطينِ المحَبَّـةِ مـن حَـوْلي
وقمــتُ خَطيبــاً بينَهُـمْ فـوقَ مِنْبَـرٍ
وقـد أخَـذوا شـرعَ المحَبَّـةِ عن قوْلي
تحكَّمْــتُ فــي فـنِّ الغَـرامِ فحـالَتي
لأصــحابِهِ أَحكــامَ أحْــوالِهِ تُمْلــي
وأنِّـي علـى العلـمِ اليَقيـنِ بمذْهَبي
ترفَّـعَ فـي طَـوْري سـَماعي عـنِ العَذْلِ
هـو العلـمُ فـي أَصلِ القَضايا نَتيجَةٌ
مُنَزَّهَــةٌ عنــدَ اللَّـبيبِ عـن الجَهْـلِ
ومـا شـأنُ مـن يَـروي الغَرامَ تَبَجُّحاً
سـِوى شـأنِ ذي جَهْـلٍ يُنـاظِرُ ذا فَضـْلِ
يُــروحُ فُضـولاً يـدَّعي الفضـلَ مثلَمـا
غَـدا يـدَّعي المـأفونُ مرتَبَـةَ العَقْلِ
هـو الحُـبُّ شـيءٌ فـي الطَّبـائِعِ ساكِنٌ
يقِــرُّ بــذي عقــلٍ لَـبيبٍ وذي خَبْـلِ
ولكــنْ شــُجاعُ القـومِ يفعَـلُ نَصـْلُهُ
إذاً فيه كانَ السِّرُّ لا السِّرُّ في النَّصْلِ
ومـا النَّفْـعُ مـن سـيفٍ مُصـاغٍ بجوهَرٍ
حَديــدِ نِصــالٍ مُصــْلَتٍ بيـدِ النَّـذْلِ
مـتى نـازَلَ الفَحْـلَ الشـُّجاعَ رأَيتَـهُ
بهــامَتِهِ مـن راحَـةِ البَطَـلِ الفَحْـلِ
تمســَّكْ بحــالِ العــارِفينَ وفعلِهِـمْ
وكـنْ ثابِتَ الأَقْدامِ في الحالِ والفعْلِ
ولا تنقَطِــعْ عنهُــمْ بوصــلٍ لغيرِهِـمْ
فسـِرُّ العُلـى فـي ذلكَ القطعِ والوَصْلِ
ولازِمْ بصــــدقٍ بـــابَهُمْ مُتَجَـــرِّداً
بكلِّــكَ فــي كـلِّ الشـُؤُنِ عـن الكُـلِّ
وخــذْهُمْ ضـَراعاً فـي الأُمـورِ وملجـأً
ورُكْناً على الحالَيْنِ في العقدِ والحَلِّ
ومنِّــي اغْتَنِــمْ أسـرارَهُمْ وفُنـونَهُمْ
فـإنِّي أَميـنُ السـِّرِّ والفَـنِّ والنَّقْـلِ
وإنِّـــيَ فـــرعٌ والرِّفــاعِيٌّ أَصــلُهُ
وبـالفَرْعِ معنًـى يُسـْتَدَلُّ علـى الأَصـْلِ
تقـــدَّمْتُ أعْيــانَ الرِّجــالِ بهِمَّــةٍ
بِهـا قمـتُ أَسـْرارَ السـَّمَواتِ أسْتَجْلي
وطِـرْتُ بجُنْـحِ الصـِّدقِ للرُّتْبَـةِ الـتي
تَعـالَتْ بطـورِ المجدِ بالطَّوْرِ والطَّوْلِ
مَعــانٍ أُفيضــَتْ عــن قُلـوبٍ كَريمَـةٍ
بمهـدِ التُّقـى شبَّتْ على الحقِّ والعَدْلِ
ترَقَّــتْ ببـابِ اللـهِ مـن قلـبِ حِبِّـهِ
نبِـيِّ الهُـدى خيـرِ الوَرَى سيِّدِ الرُّسْلِ
عليــهِ صــَلاةُ اللــهِ مـا لاحَ بـارِقٌ
وطوبِـقَ مِثْـلٌ فـي الوُجـودِ علـى مِثْلِ
وآلٍ وأَصــــحابٍ وخُلَّــــصِ ســــادَةٍ
سـِوى اللـهِ دَهراً ما لَهُمْ قطُّ من شُغْلِ
محمد مهدي بن علي الرفاعي الحسيني الصيادي بهاء الدين.متصوف عراقي، ولد في سوق الشيوخ من أعمال البصرة، وانتقل إلى الحجاز في صباه، فجاور بمكة سنة وبالمدينة سنتين.ثم رحل إلى مصر سنة (1238) فأقام في الأزهر 13 سنة، وعاد إلى العراق (سنة 1251)، وقام برحلة إلى إيران والسند والصين وكردستان والأناضول وسورية.وتوفي ببغداد.له (الحكم المهدوية - ط) مواعظ، و(رفرف العناية - ط) تصوف، و(ديوان مشكاة اليقين - ط) نظم، (ومعراج القلوب - ط).